بوتيرة متصاعدة تواصل الولايات المتحدة الأمريكية معاركها الداخلية وصراع المؤسسات بعد أقل من عام على تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يواجه دعوات متزايدة للإطاحة به من السلطة من قبل الحزب الديمقراطى والدوائر الإعلامية والسياسية الموالية له، بخلاف جزء لا يستهان به من قادة الحزب الجمهورى.
ومن أزمة التدخلات الروسية فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وصولاً إلى اتهامات التحرش الجنسى التى تلاحق ترامب، تتزايد حدة الصراعات داخل واشنطن، وهو ما دفع الباحث والخبير الأمريكى ماكس بوت من التحذير من أن الولايات المتحدة ستشهد أزمة دستورية غير مسبوقة منذ فضيحة ووتر جيت بعرقلة الرئيس دونالد ترامب سير العدالة، بحسب مقاله فى مجلة فورين بوليسى المنشور أمس الثلاثاء.
وقال بوت فى مقاله إن أحد محامى ترامب قال له فى الصيف الماضى إن تحقيقات المدعى الخاص روبرت مولر التى يجريها بشأن مزاعم تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضى واحتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب والروس، ستنتهى دون أن تسفر عن شىء فى نوفمبر، وبعدما اقترب نوفمبر دون أن يتحقق ذلك، قال إنها ستنتهى بحلول الكريسماس، ومع اقتراب احتفالات أمريكا بعيد الميلاد الأسبوع المقبل، لا يبدو أن هناك ضوءًا فى نهاية النفق فى تلك القضية، بل إن فريق تحقيقات مولر وجه اتهامات لاثنين من المقربين لترامب.
وتساءل الكاتب عن رد فعل الرئيس عندما يكتشف أن تحقيقات مولر تمثل تهديدًا لرئاسته. وقال إن الإجابة المرجحة هى أنه سيعفو عن جميع المتورطين أو يحاول إقالة المدعى الخاص أو يقوم بالأمرين، وعندها ستغرق أمريكا فى أزمة دستورية لم تشهدها واشنطن منذ وتر جيت.
ويتابع الكاتب: إنه على الرغم من أن الأزمة لم تحدث بعد، إلا أن بعض إشاراتها بدأت تظهر، فمنذ اعتراف مستشار الأمن القومى السابق بالبيت الأبيض مايكل فلين بالكذب على الإف بى أى فى قضية اتصالاته مع السفير الروسى فى واشنطن خلال فترة انتقال السلطة، بدأ ترامب وأنصاره يوجهون انتقادات لمكتب التحقيقات الفيدرالية ولوزارة العدل ولمكتب المدعى الخاص بأن ثلاثتهم منحازون ضده. كما أن مولر بدوره أشعل التوتر بالكشف عن أن أحد عملاء الإف بى أى قد تم استبعاده من التحقيق لتبادله رسائل نصية تحمل انتقادات لترامب.
المحقق الخاص روبرت مولر
ورغم أن البعض قد يرى هذا دليلاً لرفض مولر الانحياز، وإن كان مسموحًا لعملاء الإف بى أى وغيرهم من الموظفين الفيدراليين التعبير عن آرائهم السياسية دون خوف من الانتقام، لكن ترامب اعتبر أن هذا الإجراء دليل على انحياز ضده.
وإلى جانب هذا هناك استهداف لمولر مصدره حملة ترامب، فهناك مزاعم بأن مولر منحاز لأنه صديق لمدير الإف بى اى السابق جيمس كومى الذى أقاله ترامب، إلى جانب ما يقال عن قيام أعضاء فى فريق مولر بتقديم تبرعات للديمقراطيين.
على الجانب الآخر، لا يعتبر تحقيق مولر الأزمة الوحيدة التى تهدد ترامب، فهناك قضية أخرى تشغل الأمريكيين تتعلق بالاتهامات التى يواجهها رئيسهم بالتحرش الجنسى بعدد من السيدات فى أوقات مختلفة.
دعوات عزل ترامب على أحد مبانى نيويورك
وقد استضافت قناة NBC نيوز أمس ثلاث سيدات سبق أن وجهن اتهامات لترامب فى هذا الأمر أثناء الحملة الانتخابية، وكررن تلك الاتهامات مرة أخرى، لكن فى ظروف مختلفة حيث يشهد العالم حملة قوية لمكافحة التحرش والاعتداءات الجنسية الذى أسقطت فضائحه العديد من الشخصيات البارزة سياسيًا وفنيًا وإعلاميًا فى الولايات المتحدة والغرب.