جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها الدولة المصرية عقب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المشئوم حول القدس، حيث كانت القاهرة أول عاصمة عربية ترفض القرار فى بيانيين منفصلين من وزارة الخارجية والرئاسة المصرية، تلى ذلك اتصالات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الفلسطينى محمود عباس، الذى سارع بزيارة للقاهرة لمناقشة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية وتبعيات القرار الذى أدى إلى إشعال فتيل انتفاضة جديدة.
واستمراراً لهذه الجهود المبذولة، دعت مصر مجلس الأمن لجلسة طارئة بمجلس الأمن فى 8 ديسمبر الجارى لمناقشة ما أفضى إليه القرار من نسف لعملية السلام فى الشرق الأوسط، وأكد مندوب مصر بالأمم المتحدة عمرو أبو العطا فى كلمته أمام المجلس على استنكار القاهرة بالاعتراف الأمريكى واتخاذ هذه القرارات الأحادية المخالف للشرعية الدولية، مشددا على أن الدولة المصرية ستظل على عهدها للتوصل لسلام شامل وعادل بالمنطقة.
كما دعت مصر من منطلق مسئوليتها التاريخية للدفاع عن القضية الفلسطينية إلى جلسة بمجلس الأمن للنظر فى مشروع قرار تقدمت به، يؤكد أن أى قرار آحادى الجانب حول وضع القدس ليس له أى مفعول قانونى ويجب إبطاله ردا على إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل وطرحت مصر مشروع القرار أمس السبت، وقال دبلوماسيون إن المجلس يمكن أن يصوت عليه اعتبارا من غد الاثنين.
ويؤكد مشروع القرار أن "أية قرارات وأعمال تبدو وكأنها تغير طابع أو وضع أو التركيبة الديموغرافية" للقدس "ليس لها أى مفعول قانونى وهى باطلة ويجب الغاؤها".
وقال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار فيما يرتقب أن تؤيد كل الدول الأعضاء الـ14 الأخرى النص.
التحرك المصرى المكثف فى مجلس الأمن لإنقاذ القدس، دفع مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة دانى دانون إلى الهجوم على مشروع القرار المصرى بالمجلس.
وذكرت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلى أن "دانون" هاجم وبشدة مشروع القرار الذى تقدمت به مصر لمجلس الأمن، بالقول أنه فى الوقت الذى يحتفل فيه اليهود بعيد"الحانوكا" الذى يحتفل فيه على حد زعمه بتحرير مدينة القدس منذ آلاف السنين من يد الرومان يتم دعوة مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة مسألة متعلقة بالقدس، موضحا أن القرار لن يغير شيئا على أرض الواقع مثلما هو متوقعاً.
وأكد"دانون" على أن إسرائيل ستواصل جهودها مع حلفائها الدوليين لإثبات أن القدس هى عاصمة إسرائيل على حد زعمه، وكذلك ممارسة ضغوط على دول بمجلس الأمن فى مقدمتها الولايات المتحدة لإفشال القرار.
فيما تشهد الأراضى الفلسطينية المحتلة لليوم الحادى عشر على التوالى مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، يستخدم فيها الجيش الإسرائيلى الرصاص الحى والمطاطى، وذلك فى أعقاب استشهاد القعيد الفلسطينى إبراهيم أبو ثريا الذى سقط شهيدا عقب إطلاق قناص إسرائيل رصاصة على رأسه.