الزواج المبكر
وأكدت وزارة الصحة، على أن السن المناسب لزواج الفتيات من 20 إلى 35 عاما، مؤكدة على أن المرأة فى هذا السن تكون ناضجة لتعتنى بالأولاد وتستطيع تحمل المسئولية.
وقال الدكتور طارق توفيق، مقرر المجلس القومى للسكان التابع لوزارة الصحة، لـ"برلمانى"، أن المرأة فى هذا السن يكون جسدها قادرًا على الحمل والولادة دون مضاعفات تؤثر على حياتها، وأضاف توفيق، أن من أهم أضرار الزواج المبكر الأنيميا ونقص التغذية وزيادة احتمال وفاة الأم والإجهاض المتكرر وزيادة احتمالات وفيات الأطفال.
الدكتور طارق توفيق مقرر المجلس القومى للسكان
وأكد الدكتور طارق توفيق، أن 20% من المواليد سنوياً تأتى بسبب الزواج لمن هن أقل من 18 سنة، وأن الفتيات اللاتى يتزوجن قبل 18 سنة ينجبن أطفالاً مبتسرين 4 أضعاف من السيدات فوق سن 18 سنة.
مشاكل زواج القصر
وأضاف الدكتور طارق توفيق، مقرر المجلس القومى للسكان، أن متوسط عدد المواليد للمتزوجات من عمر 15 إلى 49 سنة 8 أطفال، بينما لمن هن فى سن 18 إلى 49 سنة يصل إلى 4 أطفال طوال العمر الإنجابى.
وكشف مقرر المجلس القومى للسكان، أن وفيات الأطفال الناتجة عن زواج الأطفال قبل 18 سنة أكثر 5 مرات ممن هن فوق سن 18 سنة، مضيفاً أن عمليات الزواج المبكر للأطفال فيها استهلاك مباشر وغير مباشر لموارد الدولة، وتابع: "نتطلع قريبًا لإصدار قانون تجريم زواج الأطفال".
مطالب بتجريم زواج الأطفال
وفى ذات السياق أكدت الدكتورة أحلام حنفى عضو المجلس القومى للمرأة ورئيسة لجنة الصحة الإنجابية بالمجلس، أنه يجب تجريم زواج الأطفال ووضع عقوبات شديدة على المخالفين، وقالت أن تجريم زواج الأطفال هدف وحلم منذ زمن بعيد، مؤكدة أن 20 سنة سن مناسب جدا للزواج وتكون المرأة مستعدة لمخاطر الحمل والولادة.
الدكتورة أحلام حنفى عضو المجلس القومى للمرأة
وطالبت بمعاقبة كل المتورطين فى مثل هذه الزيجات من أولياء أمور الأطفال والشهود والمأذونين والمحامين الذين يقوم بتحرير هذه العقود وقالت، أن زواج الأطفال يسبب مخاطر صحية ونفسية واجتماعية للأطفال، وعلى الحكومة التبكير بقانون يحظر زواج الأطفال.
الزواج المبكر سبب رئيسى فى الانفجار السكانى
وأضافت الدكتورة أحلام حنفى، أن قضية الزواج المبكر سبب رئيسى فى الانفجار السكانى والسبب أن المرأة بزواجها فى سن صغيرة تطول فترة خصوبتها، وبالتالى إمكانية الحمل والإنجاب لسنوات عديدة، مشيرة إلى أن 87٪ من الفتيات يتزوجن تحت الـ 16 سنة أى فى سن الــــ 15، 14، 12 وتحت الـ18 تصل النسبة إلى 40٪ ما أدى إلى وجود 3 مليون أرملة و471 ألف مطلقة فى هذه السن الصغير.
وتابعت أن خطورة زواج الأطفال تكمن فى عدم القدرة على إثبات نسب الأطفال فالأهل يزوجون الفتاة فى سن 12 أو 16عاما بورقة عرفية مع أخذ إيصال أمانة على الزوج إلى أن تبلغ السن القانونية ويتم العقد الرسمى، وهنا نجد أنفسنا أمام أمرين: الأول، أن شهادة ميلاد الطفل بتاريخ سابق لتاريخ العقد الرسمى، والثانى: أن الأطفال لا يتم إثبات نسبهم فنجد أطفال بلا أوراق ثبوتية.
دار الإفتاء
رأى الدين فى زواج الأطفال
ووفقاً لبيانات المجلس القومى للسكان فإن الفتوى الشرعية الصادرة من دار الإفتاء حول زواج الأطفال قبل 18 سنة جاء نصها بأن التبكير الشديد بالزواج فيه إرهاق للفتى وكذلك فيه إفساد لإيقاع البنت فى الحياة الزوجية، وفى هذا ضرر كبير على مستقبل الحياة الزوجية بل وهدم مبكر لصحة الطرفين، حيث لم يكتمل نموهما العقلى والعاطفى، وكذلك التحديد الذى يؤدى إلى التأخير عن الزواج مع توافر الظروف ونضج الأطراف وكثرة الإغراءات قد يؤدى إلى الانحراف، وكلا الأمرين ممنوع فى الإسلام.
الكنيسة القبطية الأرثوزكية
ولم يختلف موقف الكنيسة القبطية الأرثوزكية عن رأى الإفتاء حيث جاء فى وثيقة صدرت عن الكنيسة، أن الكنيسة لا توافق على الزواج المبكر لأن الشاب والشابة لم ينضجا النضج الجسدى والنفسى والعقلى والروحى الكافى لاختيار شريك الحياة المناسب، ويترتب على هذا الزواج المبكر مشاكل كثيرة تدمر الأسرة، وخاصة المشاكل الصحية للزوجة من جراء الحمل المبكر وأضراره الكثيرة وكذلك السن الصغيرة عرضة للتقلب وسرعة الانفعال والتصرفات الطائشة وما أكثر اشتداد الخلافات الزوجية فيها وأما رأى الكنيسة القبطية فإنها لا توافق على الإطلاق على الزواج فى سن مبكرة للزوج والزوجة.
