السبت، 23 نوفمبر 2024 03:08 ص

عناصر الجماعة تنتشر فى الدول الأوروبية.. لندن تدرج "حسم ولواء الثورة" على قوائم الإرهاب.. استخبارات برلين تحذر من تفشى دور الجماعة فى أوروبا.. وخبراء: يجب تتبع نشاطهم بدقة

"فيروس الإخوان" يضرب "القارة العجوز"

"فيروس الإخوان" يضرب "القارة العجوز"
الخميس، 28 ديسمبر 2017 04:00 ص
كتب أحمد علوى

بتحركات يسودها القلق، بدأت العديد من دوائر الأمن والاستخبارات داخل الدول الأوروبية التحذير من تنامى دوار جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية، التى قدمت لها تلك الدول قبل سنوات عدة غطاءً سياسياً ودعماً مالياً عبر قنوات غير شرعية.

وبعد اكتواء عواصم القارة العجوز بنيران الإرهاب، على مدار السنوات القليلة الماضية، وبعد تزايد حدة تلك الهجمات ووتيرتها فى ظل الهزائم التى تكبدها تنظيم داعش الإرهابى فى كلاً من سوريا والعراق، ما دفع العديد من تلك الدول إلى التحرك الجاد لمواجهة التنظيمات والجماعات الإرهابية المقيمة على أراضيها وفى مقدمتها جماعة الإخوان، حيث أقدمت الحكومة البريطانية على إداراج تنظيمى "حسم" و"لواء الثورة" التابعان للجماعة على قوائم الإرهاب، وبجانب التهديدات المستمرة التى تعيش فيها دول الاتحاد الاوروبى من تنظيم داعش الارهابى، حلت "الإخوان" مصدر جديد من القلق، إذ أن هناك العديد من الدول التى باتت تخشى توغلها انتشار أفرادها بين المجتمعات الأوروبية، وخاصة أن الجماعة متواجدة فى كل الدول الاوروبية تحت ستار جمعيات ومنظمات مصرح بها، ولكن فى الواقع هى تبث السم فى العسل.

وبعد أن أصبحت أوروبا إحدى حصون الإرهاب، قال المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن الاستخبارات الداخلية الألمانية تتابع بمزيد بمن القلق الشديد نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابى، داخل ولاية سكسونيا شرقى ألمانيا.

ووفقاً للمركز ذاته أعلن رئيس هيئة الاستخبارات المحلية بولاية سكسونيا، جورديان ماير- بلات، إن تنظيم الإخوان الإرهابى استغل عبر منظمات مثل الجمعية الثقافية "ملتقى سكسونيا"، نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسى.

وذكر ماير- بلات، إن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات)، تشعر بالقلق إزاء هذا التطور بسبب رفض هذه الجماعة المتطرفة لقيم البلاد الأساسية والتى تتمثل فى النظام الديمقراطى الحر مثل الحرية الدينية أو المساواة بين الجنسين، وأشار ماير- بلات، إلى أنه يجرى حاليا شراء مبانى على نحو كبير لتأسيس مساجد أو ملتقيات للمسلمين، موضحا إن هذا يحدث بشكل مكثف فى مدن لايبتسيج وريزا ومايسن وبيرنا ودريسدن وباوتسن وجورليتس.

ويشار إلى أن قيادات الإخوان فى بريطانيا كانت تسيطر بشكل تام على 13 منظمة وجمعية فى لندن وحدها عبر ثلاث قيادات مصرية، هى عصام الحداد وإبراهيم منير وإبراهيم الزيات الذى ترأس فى وقت سابق مؤسسة "ألمانيا الإسلامية ".

كما يوجد فى بريطانيا منتدى الشباب المسلم فى أوروبا وهى شبكة تتألف من 42 منظمة تجمع الشباب من أكثر من 26 بلدًا، كما لها صلات وعلاقات مع البرلمان الأوروبى.

ومن ناحية أخرى يرى مراقبون وخبراء، على شاكلة ستيف ميرلى، أنه يجب وضع جماعة الإخوان وكل التنظيمات المتفرعة عنها تحت المراقبة والرصد المكثف والمستمر، ولكن الجدال حول الحظر المباشر للجماعة وإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية من المرجح أن يستمر لبعض من الوقت.

وحذر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، من خطورة تأثير تيار الإسلام السياسي على أوضاع المسلمين في ألمانيا وإثارة الخوف والفزع من المسلمين لدى فئات المجتمع الألمانى، وذلك بالتزامن مع ورود تقارير صحفية تشير إلى اتجاه عدد من المنتمين إلى تيارات الإسلام السياسى وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين إلى ألمانيا كأحد المناطق الآمنة للجماعة.

وأوضح المرصد ، فى بيان صحفى ، إن الإدارة الأمريكية الجديدة تدفع الكثير من أعضاء الجماعة إلى مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية والبحث عن بديل آمن للانتقال إليه والعمل من خلاله، حيث سعى الكثير من أعضاء الجماعة إلى الرحيل نحو كندا، وسعى البعض الآخر نحو ألمانيا مستغلين نفوذ الجماعة هناك، وامتلاكهم الجمعية الإسلامية هناك، وهى أحد أقدم المراكز الإسلامية فى ألمانيا، حيث تم إنشاؤها عام 1960م، ويبلغ عدد أعضائها نحو 13000 عضو.

والجماعة الإسلامية فى ألمانيا، التى تأسست عام 1958، الفرع الألمانى للإخوان المسلمين فى أوروبا الذى أسسه سعيد رمضان عام 1958، وكان يرأسها الألمانى المصرى الأصل "إبراهيم الزيات".

وتضم أوروبا العديد من المنظات والجمعيات التى تملث جماعة "الإخوان " الارهابية، ومنها رابطة مسلمى بلجيكا، فهى ممثلة جماعة الإخوان ، وأسست الرابطة عام 1997، وتملك الهيئة عشرة مساجد ومقرات بعدة مدن منها بروكسل وأنڤير وجراند وفرفييه، ويديرها “كريم شملال” من مدينة أنڤير، وهو من أصل مغربى يعمل طبيبا فى مجال علم الأحياء.

وهناك رابطة المجتمع المسلم فى هولندا التى أسسها فى لاهاى "يحيى بوياف" المغربى الأصل عام 1996، وتضم الرابطة عدة منظمات منها على وجه الخصوص "مؤسسة اليوروب تراست نيديرلاند" (ETN) و"المعهد الهولندى للعلوم الإنسانية والإغاثة الإسلامية".

وكذلك الرابطة الإسلامية فى بريطانيا (MAB) فهى ممثلة للجماعة الارهابي هناك، وقد أنشأها كمال الهلباوى عام 1997، وقد ظل الهلباوى لوقت طويل ممثلا للإخوان فى أوروبا، قبل أن ينشق عن الجماعة، ثم تولى إدارة الرابطة الإسلامية فى بريطانيا "أنس التكريتي" العراقى الأصل وأستاذ الترجمة بجامعة “ليدز″، وذلك حتى عام 2005، وقد تولى الإخوان المسلمون إدارة مسجد "فينسبيرى بارك" تحت رعاية الحكومة البريطانية.

واتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية فى إيطاليا، وهى أيضا الممثل الرسمى لهم فى هذا البلد، وقد تأسس عام 1990، ويديره "محمد نور داشان" السورى الأصل، ويضم الاتحاد ما يقرب من مئة وثلاثين جمعية، ويتحكم فى ثمانين بالمائة تقريبا من المساجد فى إيطاليا، كما يمتلك الاتحاد فرعا ثقافيا وفرعا نسائيا وآخر شبابيا.

 


print