حسمت دار الإفتاء المصرية، الجدل حيال التعامل بعملة البيتكوين الالكترونية المشفرة، حيث إن الإرهاب يطور نفسه لتخطى الأجهزة الأمنية مستهدفا النيل من المجتمعات الآمنية، ليستخدم وسائل يصعب الكشف عنها فى رحلته الدموية تجاه الآمنين، حيث طورت جماعات العنف المسلح و تجار المخدرات، وعصابات غسيل الأموال طرق المعاملات المالية، إلى استخدام عملة الكترونية مشفرة هى "البيتكوين" حتى لا ترصدها الأجهزة الأمنية، والهيئات المالية.
مستشار المفتى: التعامل بعملة البيتكوين حرام شرعًا
الدكتور مجدى عاشور، المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية، والمنسق الشرعى للفتوى، قال إن التعامل بعملة البيتكوين حرام شرعا، حيث لا يجوز التعامل بهذه العملة لاحتوائها على مخاطر عديدة.
وشدد عاشور فى تصريح خاص لـ"برلمانى" على خطورة هذه العملة والتى تعد أداة من أدوات تمويل الإرهاب، ولا يوجد لها غطاء من البنك المركزى ولا ضمان لها، وتستخدم للنصب والغش.
أمين الفتوى: عملة مضرة بالاقتصاد
فيما أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى ومدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن البيتكوين عملة مشبوهة، كونها عملة مجهولة المصدر، وليست عملة مادية ويتوفر فيها عنصر جهالة المصدرين ما جعل الإرهابيين يستخدمونها، كما أنها عملة مضرة بالاقتصاد كونها عملة غير مؤمنة ولا تخضع للرقابة من قبل البنوك المركزية، وهو ما يمثل خطرا وضررا كبيرا بالاقتصاد وهو ما يحرم التعامل بها مهما كانت طرق استخدامها.
وأضاف "عثمان" لـ"اليوم السابع" أن فتوى دار الإفتاء المصرية تعد تعرية ونزع الغطاء القانونى والشرعى عمن يتعامل بهذه العملة، وذلك للتقليل من التعامل بها، لافتا إلى أن أى فتوى تمثل خطورة على الصالح يتم دراستها جيدا، بعقد عدة اجتماعات لها للفصل فى شأنها، وبحث المخاطر التى قد يتعرض المجتمع لها والتشاور فى شأنها جيدا للفصل النهائى فى الأمر لتقليل أى ضرر قد يقع على المجتمع.
مركز معاملات مالية: استخدم "البيتكوين" فى تمويل الإرهاب
فيما رصد المركز الإندونيسي لتحليل المعاملات المالية، استخدام هذه العملة فى تمويل عمليات الإرهاب التى تضاعفت في العام الماضى من 12 حالة تمويل إلى 25 حالة، وأن عناصر من تنظيم "داعش" يقومون بتمويل عناصر محلية إندونيسية لتنفيذ عمليات إرهابية عن طريق "البيتكوين"، ومن بينهم بهران نعيم، الإندونيسي المنضم لـ"داعش" عام 2014، ويُعتقد أنه العقل المدبر لهجمات جاكرتا عام 2016.
فيما أكد كياجوس أحمد بدر الدين، مدير المركز الإندونيسي لتحليل المعاملات المالية، أن تنظيم "داعش" الإرهابي يقوم بتمويل عناصر إرهابية داخل إندونيسيا عن طريق العملة المشفرة "البيتكوين"، مستغلًا عوامل السرية والأمان التي تتميز بها تلك العملة.
تجفيف منابع تمويل الإرهاب
الأمر الذى دعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إلى التنبه إلى خطر العملات الإلكترونية المشفرة "البيتكوين"، لاستخدام التنظيمات الإرهابية للعملة الإلكترونية، خاصة في ظل الحملات الأمنية التي تستهدف تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة تمويل الحركات الإرهابية، وهو ما يدفعها إلى اللجوء إلى العملات المشفرة كوسيلة لتأمين تمويلها والتخفي من الملاحقات الأمنية.
وأكد المرصد وجود مؤشرات قوية على استخدام "داعش" لتلك العملة في تمويل الحركات الإرهابية وإرسال الأموال إلى العناصر التابعة للتنظيم خارج سوريا والعراق، مستغلين في ذلك مميزات تلك العملة المشفرة واللامركزية التي يصعب تتبعها أو التعرف على مستخدميها، إضافةً إلى انتشارها الكبير كونها عملةً جاذبة للمستخدمين على شبكات الإنترنت.
وتشير تقديرات لبحوث عديدة قامت بها جامعة كامبريدج، إلى أنه في عام 2017، هناك مابين 2.9 إلى 5.8 مليون مستخدم يستعمل محفظة لعملة رقمية، ومعظمهم يستخدمون البيتكوين.