الجمعة، 22 نوفمبر 2024 04:54 م

تدعو السودانيين للنزول إلى الشوارع رفضا لسياسات النظام.. وتؤكد: ارتفاع أسعار السكر والكهرباء والقمح أشعل نيران الغضب.. وخطيب مسجد موالى للنظام: المعاصى سبب الغلاء

المعارضة تتهم البشير بصناعة الأزمات

المعارضة تتهم البشير بصناعة الأزمات المعارضة تتهم البشير بصناعة الأزمات
الأحد، 07 يناير 2018 09:00 م
كتب – محمود محيى

دعت قوى سياسية وأحزاب سودانية جموع الشعب السودانى إلى النزول للشوارع والميادين الرئيسية للتظاهر، احتجاجا على سياسات النظام الحاكم الاقتصادية بعد أن وصلت أسعار السلع الأساسية لمستويات قياسية غير مسبوقة.

 

تظاهر العمال فى السودان
تظاهر العمال فى السودان

 

وحسب وسائل إعلام سودانية فقد اجتمع المكتب السياسى لحزب الأمة السودانى المعارض، وناقش الأوضاع والمستجدات داخليًا عقب تنفيذ السياسات الاقتصادية الأخيرة من قبل النظام.

 

وأكد الحزب المعارض للنظام الذى يتزعمه السياسى البارز صادق المهدى، حسب بيان له نشرته صحيفة "السودان اليوم"، أن الزيادات الأخيرة فى أسعار الخبز والكهرباء قد جعلت الغالبية العظمى من الأسر السودانية لا تستطيع توفير قوت يومها، وأصبحت كل الأسر تجاهد لكسب المزيد من المال من أجل لقمة العيش الحلال.

 

وأكد حزب الأمة القومى أنه لن يترك الشعب السودانى وحده يواجه هذه السياسات الاقتصادية الجوفاء، وأنه سوف يدعم أى حراك سلمى يقود إلى رفض هذه السياسات، خاصة ما تم طرحه فى الميزانية الأخيرة. 

 

مطالب بالإطاحة بالبشير

 

ومن جانبه، طالب بيان للحزب الاتحادى الديمقراطى المعارض بتصعيد أعمال المقاومة السلمية الرافضة للقرارات الحكومية الأخيرة، مضيفًا أن الحكومة السودانية ماضية فى طريق استئثارها بموارد البلاد والصرف على الأجهزة الأمنية، وأنه لا مخرج من الحالة إلا بالإطاحة بها وإعادة السطلة إلى الشعب.

 

وطالب الحزب السودانى السودانيين، قائلا: "نطالبكم فى مدنكم وأماكن أعمالكم بالتنسيق مع كافة القوى الحقيقية الموجودة على الأرض وفق تفويض مفتوح عنوانه إسقاط حكومة البشير".

 

البشير
البشير

 

فيما قال عثمان باونين، رئيس حزب مؤتمر البجا المعارض، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من الخرطوم، إن "نظام الانقاذ" – النظام الحاكم فى السودان -  دأب فى مطلع كل عام على زيادة الأسعار بذريعة رفع الدعم عن السلع الأساسية ممثله فى دقيق الخبز والوقود والسكر والكهرباء وهو منهج ساد خلال عشرات السنيين وكأن الدعم يلد دعما ويتناسل بمتوالية هندسيه لا فكاك منها.

 

وأضاف المعارض السودان، "كل ما رفعو دعما انبت العام الجديد دعمًا حتى أنهم قالوا إن رفع الدعم لبعض السلع سيستمر حتى عام 2021  إمعانا فى غيهم وضلالهم وفقدانهم الوعى بحال المواطن السودانى".

 

وأكد باونين، أنه بدا جليا أن أزمة النظام الاقتصادية  قد استفحلت وموارده قد نضبت تماما، ولم يعد يملك من المال ما يواجه به مصاريفه المتضخمة فى القصر، وشئون الرئاسة والدفاع والأمن وقوات الدعم السريع، لذلك لم يجد له مخرج إلا إلقاء المزيد من الأعباء على كاهل المواطن المغلوب على أمره، وهذا ما عبرت عنه ميزانية العام الجارى التى جاءت بنودها وأرقامها معبرة عن هذا الواقع البائس والمستقبل الكالح".

 

العمال يتظاهرون ضد الغلاء

 

وحسب وسائل إعلام سودانية، فقد شهدت مدينة "سنار" مظاهرات نظمها عمال المنطقة الصناعية، وشارك فيها معهم طلاب المدارس ومواطنو المدينة.

 

وقالت صحيفة "الركوبة" السودانية، إن شهود عيان أكدوا أن السوق تم إغلاقه على إثر هذه المظاهرات التى عمت المدينة؛ ضد سياسات النظام، والزيادات فى أسعار السلع الأساسية الأخيرة؛ وفى المقابل أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف على المحتجين.

 

وتواصلت دعوات الأحزاب المعارضة مع نزول العشرات للشوارع، رفضا لسياسات النظام الاقتصادية الفاشلة، حسب بيان حزب الأمة السودانى.

 

الرئيس السودانى
الرئيس السودانى

 

فى السياق نفسه، أكد بيان لقوى الإجماع الوطنى أنه "لا تغيير ولا بديل سوى إسقاط النظام" فى دعوة لجماهير وكوادر الأحزاب وكوادر تيار الانتفاضة للخروج والتظاهر.

 

وذكر البيان: "أن شعبنا لن يدفع فاتورة رفاهية لصوص الإنقاذ، والتصدى لسياسة الفقر والتجويع أولوية شعبنا رغم الكذب والتضليل الذى صاحب عرض الميزانية، إلا أن الحقيقة ماثلة أمام شعبنا، واستمرار سياسات الرأسمالية الرامية لإفقار وتجويع شعبنا، وتراكم ريعها، ورهن أراضى ومقدرات بلادنا لصالح التنظيم الدولى للإخوان المسلمين".

 

وأكد بيان قوى الإجماع الوطنى فشل وانهيار سياسات "الحركة الإسلامية" ونظامها الانقلابى اقتصاديا وسياسيا، مشددا على أنه "لا بديل أمام شعبنا سوى إسقاط هذا النظام وتصفيته وتفكيكه عبر الانتفاضة الشعبية السلمية، وإقامة البديل الديمقراطى بتنظيم صفوفنا ورفع صوتنا عاليا".

 

المعاصى سبب الغلاء

 

وفى المقابل، دافع أحد الآئمة المحسوبين على نظام الإنقاذ بزعامة البشير، على سياسات الخرطوم الاقتصادية، حيث قال خطيب مسجد سوق بحرى، الشيخ هانى دفع الله، بأن أعمال الناس غير الصالحة والمعاصى سبب فى غلاء الأسعار، وقال الأسعار يضعها الله عز وجل حسب أعمال الناس وأفعالهم.

 

مسجد فى السودان
مسجد فى السودان

 

وأضاف دفع الله حسب صحيفة "آخر لحظة" السودانية: "أعمالنا ليست صالحة، ولو كانت صالحة لما وصلنا إلى هذا الحال، وسترتفع الأسعار طالما هناك معاصى، التى من بينها الغش، والسرقة، والزنا، وترك الصلوات، والكذب".

 

زيادة سعر الدقيق 300%

 

وومن جانبه، كشف النائب بالبرلمان السودانى محمود عبد الجبار، عن ارتفاع سعر الدقيق بصورة فجائية بنسبة 300%، وأعلن عن عزمه تقديم طلب إحاطة مستعجلة لرئيس البرلمان، لاستدعاء وزير المالية لمساءلته عن هذه الزيادة.

 

القمح السودانى
القمح السودانى

 

وقال عبد الجبار، فى تصريحات صحفية، نقلتها صحيفة "المجهر" السودانية، إن المواطن ليس بمقدوره تحمل تلك الزيادة، خاصة ذوى الدخل المحدود، ولن يستطيعوا الحصول على الرغيف، متهما مجموعات داخل المؤتمر الوطنى الحاكم بالتصارع، لزيادة سعر الدقيق، بهدف ضرب مشروع الحوار الوطنى ومخرجاته.

 

أزمة الخبر تضرب العاصمة

 

وكانت ولاية الخرطوم قد شهدت أزمة خبز طاحنة خلال الأيام الماضية بسبب ارتفاع سعر الدقيق المدعوم من الدولة من 167 إلى 430 جنيها.

 

واصطف المواطنون أمام المخابز فى عدة مناطق بولاية الخرطوم والولايات، فى وقت طالب فيه اتحاد المخابز بعدم التوقف عن العمل لأى سبب والتبليغ الفورى بسبب التوقف لتذليل المشكلة.

 

ورغم ارتفاع أسعار الدقيق لم يتوقف أى من المخابز، لكنها لجأت إلى نقص حجم الخبز، فيما ظل سعره ثابتاً كل رغيفين بجنيه، بينما تحدث بعض المواطنين عن شرائهم الرغيف الواحد بجنيه، وشكا المواطنون من تردى المنتج بسبب الزيادة الأخيرة فى سعر الدقيق فى ظل توقعات بإصدار تسعيرة جديدة للسلعة فى حال تم تثبيت السعر الجديد واعتباره سعراً رسمياً.

 

الخبز فى السودان
الخبز فى السودان

 

وكانت الحكومة السودانية قد أجازت ميزانية 2018 مع الإبقاء على دعم دقيق الخبز والجازولين، وأجازت تحرير أسعار القمح فى محاولة لخروج الدولة من قطاع المطاحن وسمحت لكل المطاحن المتوقفة بشراء القمح وصناعة الدقيق وفقاً للأسعار العالمية.

 

وأصدرت شعبة المخابز بولاية الخرطوم مساء أمس السبت، بيانا أعلنت فيه أسعار وأوزان الخبز للمستهلك، حيث جاء فى البيان، حسب موقع وكالة السودان للأنباء، أن رغيف الخبز وزن 70 جرام حد أدنى بسعر 1 جنيه، و3 أرغفة خبز وزن 40 جرام حد أدنى بسعر 2 جنيه.

 

وفى المقابل شهدت أحياء الصحافة وجبرة والكلاكلة احتجاجات بسبب غلاء سعر رغيف العيش، وانضمت لاحقاً أحياء الجريف وبرى إلى هذه الاحتجاجات، حيث واصل المحتجون حرق الإطارات على الطرق حتى المساء.

 


الأكثر قراءة



print