كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، عن لقاء عقده قيادى بارز بالجماعة مع عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، تم خلاله مناقشة ترشح الأخير على منصب رئيس الجمهورية فى الانتخابات التى تجرى مارس المقبل، لافتا إلى أن الجماعة رفضت ترشح أبو الفتوح، فى هذه الانتخابات، وقررت ألا تدعم مرشحا من داخلها أو خارجها.
وقالت المصادر لـ"برلمانى"، إن جماعة الإخوان قررت أن تتمسك بموقفها الخاص بعود محمد مرسى لسدة الحكم مرة أخرى، رافضة المشاركة بمرشح فى الانتخابات الرئاسية، وأبلغت قرارها لعبد المنعم أبو الفتوح، وهو ما أعلنه عقب عودته من ألمانيا 13 يناير الجارى.
وأعلن أبو الفتوح، بعد عودته من سفره، عبر تويتر، عدم مشاركته فى الانتخابات الرئاسية، قائلا:"إغلاق المجال العام على المستوى السياسى والإعلامى، ومحاصرة الأحزاب، يعنى الإصرار على عدم إجراء انتخابات تنافسية، وهى المصدر الوحيد للمشروعية وبناء عليه أعتذر لمن طالبونى بالترشح".
وتجدر الإشارة إلى أن أبو الفتوح، غادر إلى فرانكفورت يوم 24 ديسمبر الماضى على رحلة رقم LH 581 وعاد بتاريخ 13 يناير الجارى على رحلة SR 0238 القادمة من زيورخ.
فى سياق متصل، أكد أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن هناك توحدا بين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية وكافة التيارات الإسلامية الموجودة فى مصر أو على مستوى الشرق الأوسط ومنها حزب مصر القوية الذى يترأسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مشيرا إلى أنه سبق وأن ذهب إلى لندن من أجل التواصل مع قيادات التنظيم الإرهابى وعلى رأسهم إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولى فى لندن.
وأضاف "عطا" فى تصريح لـ "برلمانى"، أن أبو الفتوح، يرى فى حزبه أنه البديل الحقيقى لحزب الحرية والعدالة الذى تم إسقاطه عقب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، مشيرا إلى أن أبو الفتوح، قد لا يدرك أن الشعب المصرى عقب حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمدة عام واحد فقط لم يعد يثق فى هذه الأحزاب التى تملك خلفية دينية، فضلا أن حزبه لا يملك أدنى شعبية على أرض الواقع ومجرد حزب شكلى على الورق فقط وليس له تمويل مالى يمكنه من خوض غمار المنافسة فى الانتخابات، وبالتالى فإنه يسعى إلى محاولة الظهور والتواجد فى الانتخابات أو الحصول على تمويلات خارجية من خلال التواصل مع الجماعة الإرهابية.
وأوضح الباحث الإسلامى، أن كافة المسميات الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط تمثل أجنحة سياسية للتنظيم الدولى، مثل حزب العدالة والتنمية فى تركيا، ومشروع راشد الغنوشى فى تونس، وكذلك حزب الحرية والعدالة الذى رفضه الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، وكذلك حزب مصر القوية، حتى لو نفى أبو الفتوح هذا الأمر، فالحقيقة أنه على علاقة وثيقة بالتنظيم الدولى للإخوان.
وفى هذا السياق، أكد سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، أن تواصل عبد المنعم أبو الفتوح، مع جماعة الإخوان الإرهابية للحصول على دعمهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، يأتى فى إطار المواقف المتناقضة له خلال السنوات الماضية، والتى أصبحت واضحة للجميع وجعلت شعبيته فى أدنى مستوياتها ولم يعد له أى قبول لدى المواطن المصرى.
وأضاف "عبد الحميد"، أن أبو الفتوح، يدرك جيدا أن الشعب المصرى يرفضه وبالتالى محاولة ترشحه هى مناورة لتواجده من جديد فى المشهد متسائلا: "كيف يتواصل مع جماعة إرهابية تلوثت يداها بالدم من أجل دعم ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟!".