كتب محمد رضا
قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إن عرض إحدى القنوات الفضائية العربية، الذى تقدمت به لمجلس النواب وأمينه العام المستشار أحمد سعد الدين، أمس الأربعاء، بشأن شراء حق البث الحصرى لجلسات مجلس النواب، مخالف لقانون اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والذى يمنح حق البث الحصرى للتليفزيون المصرى فقط، مشدّدًا على أن هذا العرض يمثل إهانة كبيرة نواب الأمة ومؤسسات مصر بأكملها، وأن الحديث بلغة المال لا يمكن أن يصنع تاريخًا أو يشترى حاضرًا أو مستقبلاً لأيّة دولة أو مؤسسة سياسية أو إعلامية.
عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية
السيد البدوى: ظهور المال السياسى فى الانتخابات سبب عرض القناة العربية
وأضاف رئيس حزب الوفد - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الخميس - أنه إذا كانت ظاهرة المال السياسى الذى تم به شراء المرشحين وأصوات الناخبين قد أغرت قناة عربية غير مصرية بأن تتقدم بمثل هذا العرض، فإن مصر أكبر من أن تُباع أو تُشترى.
السيد البدوى رئيس حزب الوفد
وتابع الدكتور السيد البدوى، قائلاً: "حال الموافقة على هذا العرض فإن هذا الأمر سيجعل جلسات نواب الأمة الذين يراقبون الحكومة ويسائلونها ويُشرّعون للأمة، ولجانهم التى تناقش وتدرس أدق أسرار الدولة، عرضة للتناول الإعلامى العلنى وسلعة لقناة عربية تُسجّل كل هذه التفاصيل، وهذا أمر مخزٍ ولا أقبله كمواطن ولا يقبله أى مواطن مصرى".
حزب الوفد: من غير المستغرب أن تحاول دولة شقيقة شراء مصر وشعبها
وعن رؤيته للعرض وخلفياته وإشاراته غير المعلنة، قال الدكتور السيد البدوى: "لا أستعجب، فقد أصبح من غير المستغرب أن نجد دولة شقيقة تحاول شراء مصر وشعبها، والآن أنا أشعر بمهانة شديدة، فجلسات مجلس النواب ملك للأمة المصرية، وجلسات البرلمان منذ أول مجلس نيابى مصرى عام 1866 وحتى الآن بمثابة تراث وطنى مملوك لشعب مصر، ولا يمكن التفريط فيه بأموال الدنيا، وكفى أننا فرطنا فى تاريخنا الفنى وأفلامنا السينمائية، وإن كانت الأفلام السينمائية تاريخًا فهى فى النهاية سلعة يمكن أن تباع وتشترى، ولكن نواب الأمة ومجلس النواب ومضابط المجلس ليست للبيع أو الشراء، وانتظر من المسؤولين فى مصر ردًّا يشفى غليل المصريين من هذا التجرؤ الذى يحمل فى طياته استهانة بأعرق مجلس نواب فى تاريخ المنطقة كلها، فتركيا التى كانت ذات يوم مركزًا للخلافة الإسلامية لم تشهد تشكيل وانعقاد مجلس نيابى إلا عام 1905، فى حين شهدت مصر أول مجالسها النيابية عام 1866".
يجب أن يكون الرد من الدولة رئيسا وحكومة وبشكل صارم
واستطرد الدكتور السيد البدوى فى تصريحاته، مشدّدًا على أن عرض شراء حق البث الحصرى لجلسات مجلس النواب تجرّؤ على دولة عريقة فى الممارسة النيابية، وكبيرة فى ثقافتها وتاريخها، مضيفًا: "أنتظر ردًّا واضحًا، ويجب أن يكون من الدولة، رئيسًا وحكومة، وبشكل صارم يشفى غليل المصريين من هذا التجرؤ".
وأشار رئيس حزب الوفد، إلى أن الهدف من هذا العرض ليس تجاريًّا كما يبدو منه وتسعى أيّة قناة فضائية، ولكن تقف وراءه أهداف سياسية، للإشارة إلى أن كل شىء فى مصر خاضع للبيع والشراء، كما أن العرض محاولة لإذلال مصر وإظهارها فى صورة "المتسول"، مستطردًا: "لازم يعرفوا أن هذه مصر، وستظل رغم أنف الجميع، وستبقى مصر عمود الخيمة للمنطقة العربية، ولولا مصر لانهارت المنطقة، وقيمة مصر ليست فى الدولارات أو البترول، ولكن فى تاريخها وشعبها وثقافتها وقوة أبنائها خير أجناد الأرض".
واختتم الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، تصريحاته بالتساؤل: "هل تجرؤ أى قناة مصرية على أن تطلب حق البث الحصرى لمجلس نواب دولة عربية أو حتى مجلس بلدية؟ بالطبع لا يجوز، ومن ثمّ فإن الأمر بالنسبة للبرلمان المصرى لا يجوز وغير مقبول بالمرة".