وبحسب ما قاله أعضاء بلجنة حقوق الإنسان، فإن التقرير الموسع الذى تعده اللجنة يأتى ردا على الأكاذيب التى تروجها بعض المنظمات المشبوهة عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وادعاء وجود انتهاكات وتعذيب داخل السجون، علاوة على دراسة إمكانية دعوة وفود أجنبية لمصاحبتها فى الزيارات المقبلة للجنة لرؤية الحقيقة على أرض الواقع.
وأكد النواب أن التقرير سيتضمن نقاطا محددة وواضحة، وتفاصيل وحقائق ظهرت جلية خلال الزيارات الميدانية، أولها التزام السجون بتطبيق معايير حقوق الإنسان فيما يتعلق بالمعاملة الحسنة واللائقة، والرعاية الصحية التى يلقاها النزلاء، سواء الرجال أو السيدات، أو ما يتعلق بنقل المسجونين من خلال أتوبيسات مكيفة ومجهزة، علاوة على نفى الزملاء تعرضهم للتعذيب أو الانتهاكات، من واقع شهاداتهم الموثقة، وفى ضوء الجهود الجارية لإعداد التقرير، حاولنا استعراض تفاصيله عن قرب، من خلال اللجنة ورئيسها وأحد أعضائها.
تفاصيل زيارة سجن النساء بالقناطر.. منظومة متكاملة من حقوق السجينات
آخر الزيارات الميدانية للجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب للسجون، كانت الثلاثاء الماضى، بتفقد سجن النساء بالقناطر الخيرية، فى أول زيارة برلمانية للسجن، وذلك بحضور اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، واللواء أشرف عز العرب مدير مباحث السجون.
وبحسب ما قاله أعضاء وفد لجنة حقوق الإنسان، فإن الزيارة كانت أكبر رد على الأكاذيب المثارة بشأن تطبيق السجون لمعايير حقوق الإنسان، لا سيما بحجم المزايا وطريقة التعامل الإيجابية مع النساء، فيما يتعلق بحقوق السجينات فى رؤية أبنائهن ومدى الرعاية والاهتمام بالأبناء، ورعاية الحامل منهن حتى ولادتها، والاهتمام بدعمهن المعنوى من خلال تعليمهن الحرف والمهن التى تساعدهن على الحياة عقب الخروج من السجن.
وخلال الزيارة، كانت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب شديدة الحرص على تفقد المقر المخصص لاستقبال السجينات لأطفالهم المودعين بمؤسسات خارجية، ممن تجاوزت أعمارهم العامين، وأكدت السجينات لوفد اللجنة أنهن يقابلن أولادهن مرتين شهريا، بواقع 15 يومًا بين الزيارتين، فيما أوضحت قيادات منطقة سجون القناطر أن إدارة السجن تُخصص ميكروباصات لنقل الأطفال من دور الرعاية إلى أمهاتهن، ثم إلى الدور مرة أخرى بعد انتهاء الزيارة، الأمر الذى أشادت به اللجنة.
علاء عابد: نعد تقريرا دوليا عن ملف حقوق الإنسان من واقع زيارات اللجنة
قال النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان، إن اللجنة تعكف حاليا على إعداد تقرير دولى عن دورها وإنجازاتها خلال الفترة الماضية، فى ضوء حرصها على تطبيق معايير حقوق الإنسان، متضمنا تفاصيل زياراتها الميدانية للسجون وأقسام الشرطة ودور الرعاية المختلفة، ولقاءاتها مع المسؤولين المختلفين داخليا وخارجيا، وستعد نُسخا منه باللغات الأجنبية.
وأضاف "عابد"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن التقرير سيتضمن ما رصدته اللجنة من واقع لقاءاتها مع المسجونين والمحتجزين، وتأكدها التام من عدم وجود أى تعذيب أو انتهاكات فى السجون وأقسام الشرطة، كرد واضح على أكاذيب المنظمات المشبوهة، متابعا: "سنشير أيضا إلى ما توصلت إليه اللجنة من تطبيق السجون لمعايير حقوق الإنسان، من رعاية طبية لائقة ومعاملة إنسانية كريمة، وتوفير أتوبيسات مكيفة لنقلهم، علاوة على دعم السجناء ومساعدتهم فى تعلم الحرف، ما يمكنهم من عيش حياة كريمة عقب قضاء العقوبة.
وفى سياق متصل، وجه رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب التهنئة للشرطة بمناسبة الاحتفال بعيدها الـ66، كما هنأ جموع الشعب المصرى بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن اللجنة ستتبنى دعم موازنة المخصصات لقطاع السجون، علاوة على تبنى عدد من التشريعات، مثل زيادة معاشات ضباط الشرطة، وقانون دعم أهالى الشهداء، مضيفا: "الشرطة رجعت قوية".
على عبدالونيس: لا تعذيب فى السجون.. والمنظمات القائلة بذلك أعداء للنجاح
فى السياق ذاته، قال النائب على عبد الونيس، عضو لجنة حقوق الإنسان، إن اللجنة تأكدت خلال زياراتها الميدانية من تطبيق السجون لمعايير حقوق الإنسان، بدءا من المعاملة الجيدة، والاهتمام بالجانب التعليمى والتثقيفى، وثراء المكتبة، علاوة على الخدمات الصحية التى تُقدم على أعلى مستوى، إذ تزود مستشفياتها بكل الأجهزة الحديثة، وتتعاقد مع استشاريين فى التخصصات المختلفة، علاوة على أن السجون لم تعد دارا للتهذيب، وإنما للإصلاح، إذ يُعاد تأهيل كل النزلاء وتعليمهم المهن والحرف التى تمكنهم من العيش بكرامة عقب خروجهم.
وأضاف "عبد الونيس"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن اللجنة لا تحاول التجمل فى رد فعلها أو ما تعلنه، لأن الواقع داخل السجون جميل بالفعل، مشيرا إلى أنها ستدرس إمكانية دعوة بعض الوفود الأجنبية خلال زياراتها الميدانية المقبلة، للوقوف على حقيقة الأوضاع وكيف تحولت السجون المصرية لمؤسسة متكاملة لإصلاح وتأهيل المواطنين لحياة أفضل.
واختتم عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب تصريحه بالتعليق على ادعاءات بعض المنظمات والتجمعات عن التعذيب داخل السجون، قائلا: "كل الزيارات الميدانية، وتأكيد نزلاء السجون بأنفسهم لحسن المعاملة، خير رد على هذه المنظمات، ما هم إلا أعداء للنجاح، واللى عايز يقول شهادة لازم يكون قدّ مسؤوليتها ويكون شاف بنفسه".