فى الحلقة السابقة استعرضنا تفاصيل خطة الإخوان المعنونة بـ«يناير الحرية»، وما تضمنته من تغير كبير فى خطاب الجماعة المضاد للدولة فى مصر، بدءا من اتخاذها «يناير.. لنا عودة» شعارا، وحتى وضع أطر وخطوات تفصيلية للتواصل مع قوى يناير على أرضية خطاب مشترك، تتنازل فيه الجماعة عن شعاراتها الدائمة وأبرزها «رابعة والشرعية»، وبين ما استعرضناه ميزانية الحملة البالغة 20 مليون دولار، يتولى يوسف ندا وقيادات الخارج تدبيرها، إضافة لتحمل المكاتب الإدارية والشُّعب تكلفة الأنشطة النوعية المنفذة فى نطاق كل منها بالمدن والمحافظات، واقتربنا من المحاور الأساسية للخطة: «الموجة» و«الانطلاق والتنفيذ» و«الحشد والاحتجاج»، والأهداف العامة والإجرائية، وفى هذه الحلقة نقترب بشكل أكبر من التفاصيل التنفيذية، وكواليس إعداد الخطة، ودور المؤسسات التركية الرسمية فيها.
خطة «MIT» لإعادة الجماعة الإرهابية للساحة السياسية فى مصر
الخطة تشمل الوصول إلى 35 مليون مواطن عبر موقعى فيسبوك وتويتر
«من غير المتوقع أن تسفر الإجراءات الاقتصادية من جانب الحكومة عن أى مؤشر يُشعر عموم المواطنين بتحسن الأوضاع، وقد أجمع خبراء اقتصاديون من الإخوة ومن اتجاهات فكرية أخرى أن الفاتورة القاسية ستستمر حتى نهاية 2018 فى أقرب التقديرات، وإذا اتخذنا المعاناة الاقتصادية والمعيشية مدخلا لحشد القواعد الشعبية، وربطنا القضايا الاجتماعية بالملفات السياسية الساخنة، والعناوين المتصلة بالأمن القومى، والعواطف الجامعة تجاه قضايا الأمة الثابتة، بجانب التحرك صوب إحداث حالة وفاق مع معارضى النظام فى التيارات المختلفة، فقد ننجح فى قض مضاجع مؤسسات السلطة، وغلّ يدها عن السيطرة على مساحة الغضب المتوسعة طوليّا وعرضيّا، وربما وصلنا لحالة من التقويض الكامل للنظام، بالخصم مما تبقى لديه من مقبولية لدى الناس، وسلبه عناصر القوة فى خطابه المُثبّت لحالة الرضا لدى عوام الشعب، لا سيّما فكرة الاستقرار واستعادة الأمن الداخلى».. بهذه العبارات قدم المكتب الإدارى للإخوان بالخارج خطته التفصيلية للعمل خلال الشهور السبعة المقبلة، التى استعرضنا مفاتيحها وحلقاتها المرحلية الثلاث فى الحلقة الأولى، منطلقا من هذه الفكرة الإجمالية إلى مستويات تنفيذية متشعبة، يتداخل فيها السياسى بالاجتماعى، والاقتصادى بالأمنى، ولكنها تؤكد فى كل تتابعاتها الزمنية على مركزية الاستناد لخطاب يناير، وأنه لا رهان إلا التسرب من ثغرات الرؤى والأفكار. وتجاذبات التيارات المختلفة، للعودة ثانية للصف، ولو كان المقابل تقديم انحياز ظاهر للخطاب المدنى، على حساب خطاب الجماعة التأسيسى وما تبنته من تكتيكات طيلة السنوات الخمس الماضية.
مخابرات أردوغان تضع الخطة
فى رأس إحدى الصفحات التمهيدية للخطة الواردة فى 100 صفحة، يورد مُعدّو الملف نصا مفاده أنهم اعتمدوا فى خطتهم التى ستكون فى أيدى رؤوس المجموعات داخل مصر، بجانب عناصر الربط والمتابعة بالمكتب الإدارى فى تركيا وبعض قنوات الربط الأخرى مع مجموعات ماليزيا والسودان وأوروبا، لغة مفارقة لخطاب ما أسموه بـ«الحراك الثورى»، ضمن مسعاهم الجديد للتقارب مع القوى السياسية المناهضة لنظام الحكم فى مصر، موجهة حلقات الربط والمكلفين بتنفيذ خريطة التحركات المذكورة للالتزام بهذا الخطاب أو استلهامه حال التصدى لملفات أخرى أو التواصل مع تيارات وكوادر سياسية مدنية، بينما فسرت المصادر الأمر، لدى سؤالنا عن سر تحول اللغة والخطاب الذى اعتمدته الجماعة فى خطتها الجديدة، واختلافها الواضح عن الخطابات والخطط السابقة، بأنه يرتبط فى جانب كبير منه بدائرة العمل التى أنتجت التصور الجديد للحركة خلال الشهور المقبلة، مؤكدة أن ما يتوفر لديها من معلومات من واقع جدول أعمال المكتب الإدارى بالخارج ولقاءاته، أن اجتماعات عديدة جمعت قيادات المكتب بعناصر من خارجية أنقرة وضباط اتصال بالـ«MIT»، جهاز الاستخبارات الوطنية فى تركيا، أحدهم ضابط برتبة كبيرة اسمه «باريش. ج»، أكد المصدر أنه التقاه عدة مرات على فترات متفاوتة، وأن ما وصل لعلمهم حوى فحوى هذه الاجتماعات المغلقة يؤكد مشاركة موظفين رفيعى المستوى بالإدارة التركية فى وضع استراتيجيات الخطة وهياكلها وأطرها التنفيذية، وبحسب عبارات المصدر «طالت اللقاءات وتكررت بمعدلات زمنية متقاربة، ويبدو أنها شهدت مناوشات حتى استجاب قيادات المكتب لرؤية المسؤولين الأتراك فى ضوء أن الظرف الراهن يفرض التحرك بمنطق سياسى مناور، لا منطق ثورى صدامى»، وفسر المصدر سر استجابة قيادات المكتب للرؤية السياسية التركية وتبنيها لاحقا بشكل يقترب من اليقين، بأن ممثلى الجهات التركية فى اللقاءات قدموا وعودا بمنح تسهيلات مادية ولوجستية، وربما المساهمة فى نقل بعض الأوراق والأموال والمهمات الضرورية تحت مظلة الحصانة الدبلوماسية وعبر عناصر تتمتع بحماية قانونية تجنبها تعقيدات الأمن فى المنافذ المصرية، وهو ما دعمته رسائل القيادات المشاركين فى اللقاءات خلال اجتماعات لاحقة مع دوائر الإدارة والتنسيق فى مؤسسات الجماعة بتأكيدهم أن «الخطة تحظى بدعم تركى كبير».
رهان النخبة والقواعد
التفاصيل المتشعبة للخطة الطويلة تتجه فى مسارات عدّة، وبينما تتحدث فى مناطق عديدة عن وجوه بعينها، وتيارات سياسية محددة، وتشير إلى قرب إطلاق قناة تليفزيونية يتولاها الصحفى المعارض «ج. ج»، والاستعداد لإطلاق برامج وتنظيم لقاءات لوجوه من داعمى الجماعة المحسوبين على تيارات سياسية أخرى، منهم «أ. ح. ش»، و«س. ع» و«أ. ن»، تتجه مسارات أخرى بالخطة للرهان على القواعد الشعبية ومخاطبة فئات نوعية غير محسوبة على النخب والمنظمين سياسيا.
فى محور فرعى يحمل عنوان «25 يناير بتدعم حلمك»، يليه شعار عريض «حلم بيتكرر.. شعب بيتحرر»، تقول الخطة: «لفترة طويلة وحملاتنا تخاطب النخب السياسية أو المحسوبين عليها، لن نتخلى عن هذا المسار، ولكن نرى أن يكون قادم تحركاتنا موجها فى بعض جوانبه للشعب، الذى ما زال حتى الآن يخشى الثورة، بينما فشلنا كثوار فى عرض الوجه المشرق لها، لهذا نوجه هنا للاسترشاد وتكثيف الرسائل الموجهة لعموم الشعب».
فى هذا المسار وضعت الخطة 8 أهداف إجرائية، نص أولها على إعداد خطاب شامل وبسيط حول قضية القدس وقرار الرئيس الأمريكى باعتبارها عاصمة لإسرائيل وانتقاد الموقف المصرى من الأمر، والحديث عن الانتخابات الرئاسية وما تشهده من توترات وخروج مفاجى لبعض المرشحين من المشهد، وأيضا ملف «الإعدامات»، إضافة إلى ر فع الدعم وزيادة أسعار تذاكر القطارات ومترو الأنفاق، وضمن المستهدفات أيضا: زيادة مشاركة الصف بنسبة 25% خاصة فى المناطق الحيوية والمحطات المهمة، وتحليل وضع النظام والتعامل مع نقاط ضعفه بإجراءات محددة ووفق خطاب حشد جماهيرى، وتفعيل 20% من الحاضنة الثورية بقدر من المناورة فى ظل الضغط الأمنى على الحراك الميدانى، ودفع الصف والموالين للانتقال من مرحلة التعاطف لمرحلة المشاركة الآمنة، وزيادة مساحة التواصل والالتحام مع المجتمع وتبنى القضايا الحيوية بالنسبة للناس «القدس - الدعم - مطالب العمال - قضايا المعلمين»، وتحسين الصورة الذهنية لـ«الرئيس الشرعى» والثورة بنسبة 25% مع وضع آلية عملية للرصد والقياس، وأخيرا إطلاق وتبنى حملات عديدة، عامة وإقليمية، لمقاطعة الانتخابات الرئاسية باعتبارها «مسرحية سياسية».
معايير الإخوان لقياس النجاح
وضع مخططو المسار الشعبى للحملة مدى زمنيا لها يبدأ من أواخر يناير الجارى وحتى 20 أغسطس المقبل، على أن تتفاوت مراحل توظيف أدوات الدعاية والتوجيه والحشد بحسب التواريخ المرتبطة بثورة يناير والأحداث الطارئة وما يُستجد من قضايا وملفات، وأشارت الخطة إلى 3 معايير أولية لقياس مدى النجاح التنفيذى فى إنجاز المهام المخطط لها، أولها تحقيق 70% من الأهداف الإجرائية المرصودة، والثانى كثافة الاهتمام المحلى وحجم المتابعة الإعلامية والدولية للحملة وخطابها وتطوراتها، وأخيرا تحسين الصورة الذهنية لـ5% من المجتمع عن الثورة والإخوان، وفق آلية القياس التى تتوصل لها العناصر الميدانية.
افترضت الخطة عددا من العناصر الضابطة للعمل فى إطار إنجاز التكليفات وتحقيق المردود المخطط له، أوجزتها فى 10 نقاط تحت عنوان «متطلبات النجاح»، أبرزها: التنسيق المركزى بين الوحدات المشاركة وتدشين مسارات اتصال بين الحزم المتقاربة من اللجان والشُّعب مع وضع هيكل لغرفة عمليات مركزية تتفرع منها غرف إقليمية يجرى تفعيلها فى أوقات التصعيد والنشاط الميدانى، وعقد اجتماعات دورية للمكاتب الإدارية وأمانات اللجان والشُّعب لمتابعة تفاصيل الحملة وآخر تطوراتها، وإطلاق بيانات شعبية وثورية دورية والتعليق على كل الأحداث والمواقف عبر وسائل التواصل، ومن خلال المطبوعات و«الهاشتاجات»، وتكوين فريق مركزى للدعم الفنى يتولى صياغة البيانات ووضع التصميمات وتقديم تقارير يومية حول أجواء «السوشيال ميديا» وأنشطة الوجوه البارزة من السياسيين وتيارات المعارضة، وتفعيل لجنتى «الشرائح والأخوات» فى التواصل مع المستويات القاعدية المختلفة والنساء والتواجد ميدانيا فى فعاليات الاتصال السياسى والحراك الثورى، وفتح مسار اتصال بين إدارة الخارج والفضائيات مع مسؤولى المكتب الإدارى بالداخل واللجنة المركزية المزمع تشكيلها للإشراف على تنفيذ الخطة، بشكل يوفر تبادلا حيا للمعلومات وتغطية تفصيلية دقيقة لأنشطة القواعد ولجان العمل، وأخيرا تفعيل وحدة القياس الخارجى والاستفادة منها فى توجيه الحملة وقياس مدى تحقق الأهداف.
معركة التريند والهاشتاج
يتأسس جانب كبير الخطة على آليات اتصال تقنية، فرغم الحديث التفصيلى عن تحركات ميدانية واجتماعات ولقاءات ومنشورات وجرافيتى وكتابة حوائط، يظل الرهان على مواقع التواصل الاجتماعى والحملات المنظمة عبرها أكبر رهانات الحملة.
تحت عنوان فرعى «مستهدفات الاتصال والتوجيه» يرصد الملف عددا من الأهداف التقنية للحملة فى نشاطها عبر منصات التواصل، أبرزها الوصول إلى 35 مليون مواطن عبر موقعى «فيس بوك» وتويتر، وإطلاق عدد من الهاشتاجات العامة لاجتذاب شباب القوى السياسية وتكثيف التدوين على الهاشتاجات الأخرى الشهيرة، والوصول إلى «التريند» 4 مرات شهريا على الأقل، واستهداف تريند الأرتيكل، وتفخيخ الهاشتاجات المنافسة، والوصول بمقطع فيديو أسبوعيا ضمن تريند يوتيوب.
وضمن مهام الفريق المركزى المسؤول عن الملف التقنى، أناطت الخطة بأعضاء الفريق إنجاز صور وتصميمات وفيديوهات قصيرة حول ثورة يناير ومرحلة التوافق التى جمعت القوى السياسية وقتها، وبينها الإخوان، مع التركيز على رموز الجماعة خلال الاجتماعات واللقاءات والتظاهرات وعلى منصات ميدان التحرير، وإطلاق «إيفنت» أسبوعى حول قضية سياسية أو موضوع للتدوين أو ملف ساخن، وتوحيد بعض الصور التى ينتجها فريق الحملة وتتضمن انتقادا لفكرة أو تذكيرا بموقف من الثورة على الصفحات والحسابات الشخصية لأكبر عدد من المشاركين، على أن ينسق المكتب الإدارى والمجلس الثورى خلال شهور الحملة لتنظيم وقفات احتجاجية تضامنية من الأعضاء والمتحالفين أمام السفارات المصرية بالخارج وأمام المؤسسات والمحافل الدولية، إضافة إلى فتح قنوات اتصال مع بعض المؤسسات السياسية فى الدول الكبرى، وتعميق التواصل القائم مع الكونجرس الأمريكى والبرلمان الأوروبى وبعض المنظمات الدولية مثل «آمنيستى» و«هيومان رايتس ووتش».
واقترحت الخطة قائمة بالهاشتاجات التى يمكن أن تمثل أرضية جامعة وصالحة لاجتذاب شباب ثورة يناير وعناصر القوى السياسية، فى مقدمتها الهاشتاج الشهير «أنا شاركت فى ثورة يناير»، مع استمرار التدوين من خلاله طوال فترة الحملة وليس فى شهر يناير فقط، تُضاف إليه هاشتاجات شبيهة منها: «اتعلمت من يناير»، و«أنا نزلت الميدان»، و«يلا نكمل ثورتنا»، و«هنكمل ثورتنا عشان»، و«إيد واحدة زى زمان»، و«فاكرين حليم الميدان»، و«إيد واحدة هننجح»، و«مع بعض هننجح»، مع توثيق حكايات فردية عن الثورة وأيام الميدان بهدف صنع موجة عريضة من الحكايات وتغذية حنين القوى السياسية والثورية لأيام 2011 وهو ما سيُسهل لاحقا من الوصول لأرضية توافقية وخلق مساحة من التفاهم والتنسيق بين الصف والقواعد بالجماعة وباقى الحلفاء من معارضى النظام.
رسائل مفخخة لرفاق الميدان
فى نهاية كل فصل من فصولها، تؤكد الخطة على أهمية التكتيك والحركة النوعية، عبر آليات المناورة والمباغتة والتضليل، وفتح مسارات عديدة للتنسيق مع القوى السياسية والثورية، وفق مستويات متنوعة من الخطاب، بحيث يمكن الاتصال بمجموعات الألتراس مثلا فى ضوء خطاب ثورى يرتبط بطبيعة المجموعة وانحيازاتها، وهو الأمر نفسه مع مجموعات اليسار والقوى والليبرالية والحركات والتنظيمات ذات الطبيعة المستقلة.
فى فصل تحت عنوان «مضامين مقترحة للحملة ومخاطبة الحلفاء المستهدفين»، وضعت الخطة رؤية مطولة، تمتد على 10 صفحات وتتكون من 30 نقطة، تمثل مفاتيح للموضوعات أو الرسائل التى يمكن أن تستهدفها مجموعات العمل، أو تنطلق منها، وأبرز ما أوردته المضامين بحسب نص الخطة: انتقاد غياب قيم الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص، ومواصلة عرض تجاوزات الأمن وانتقاد ممارساتهم، وتغذية مشاعر الأقباط بافتقاد الأمن وتقصير الدولة فى حمايتهم، وانتقاد الجيش المصرى فى ضوء أن عدونا الأزلى هى إسرائيل، وأن فلسطين محتلة وعلينا واجب تحريرها، والدعوة لعودة الجيش إلى ثكناته وإخلاء سيناء من الوحدات العسكرية، وتصعيد الحديث عن الفساد والتركيز على قضايا الرشوة والاختلاس وعن رواتب القضاة وضباط الجيش وزيادة الأسعار ورفع فواتير الكهرباء والغاز وتذاكر المترو والقطارات وكروت الشحن، اتهام النظام بالخيانة والتفريط فى أمن مصر والإضرار بمصالحها وتوظيف ملف سد النهضة واتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية لدعم هذا الخطاب، انتقاد موقف مصر والسعودية والإمارات من قطر وإبراز معاناة الشعب القطرى وأن الدول المقاطعة تحاصر القطريين كما تحاصر إسرائيل الفلسطينيين، انتقاد أمراء دولة الإمارات وإمارة أبو ظبى بشكل خاص، وولى العهد السعودى محمد بن سلمان، وتكثيف الأنشطة والتدوينات الناقدة لهم والساخرة منهم، مدعومة بالصور والفيديوهات والأخبار المعدّة بعناية عبر المنصات الموالية للجماعة، للتأثير على العلاقات القوية بين السلطة فى مصر والنظام الحاكم فى البلدين، ما يزيد من حصار النظام ويقلل الدعم ويرفع فاتورة تدبير الغاز والمواد البترولية.
ضمن المضامين أيضا، أوردت الخطة أيضا ما نصه: إبراز خطوات طمس الهوية منذ 3 يوليو عبر إغلاق القنوات الدينية واتهام أبناء التيار الإسلامى بالإرهاب ومحاولة استئصال الإخوان والجماعة الإسلامية، وتعميم خطب مكتوبة على الأئمة فى صلاة الجمعة، وإظهار أن هناك علاقة طردية بين بقاء النظام الحالى واستمرار الانحلال الأخلاقى وزيادة نسبة الطلاق والجريمة، وانتقاد المشروعات الجارية وإظهار أثرها السلبى على المصريين، خصوصا تفريعة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع المليون فدان ومشروع المليون وحدة سكنية والألف مصنع والمؤتمر الاقتصادى، وتختتم الخطة تفاصيلها بوضع إطار تنظيمى تفصيلى لمهام القواعد، بدءا من الأعضاء فى الشُّعب، صعودا للجان، وحتى المكاتب الإدارية بالمحافظات واللجنة المركزية لإدارة الحملة والإشراف عليها، تتضمن مهاما يومية وأسبوعية وشهرية، وكيفية تنظيم مجموعات العمل وخطوط الاتصال بينها ورفع التقارير الميدانية ورصد وقياس الأثر المتحقق من التحركات.
«لا يسعنا أن نبتغى المسعى ونطمئن لسلامة الوصول، علينا السعى وعلى الله التوفيق، ونحن فى هذه الخطة التفصيلية نبتغى وجه الله، وهو أعلم بالقلوب، ونسعى لإحياء ثورة 25 يناير واستعادة رباط الوفاق مع الإخوة والحلفاء، ولن يتحقق لنا هذا من كثرة أو قلة، وإنما بالإيمان وإخلاص الوجه لله، فجدّوا واجتهدوا فى إنجاز ما يُصلح أمر دينكم ودنياكم، والله من وراء مقاصدنا محيط».. بهذه العبارة الخطابية اختتمت الخطة تفاصيلها المراوغة، لتمسك الجماعة بأطراف خطابها الدينى نفسه، بينما تستعد لمدّ أطراف الوصل مع حلفاء وأصدقاء وشركاء ميدان سابقين، من الآن، وحتى آخر أغسطس المقبل، فهل تفلح الخطة الإخوانية، بما توفر لها من دعم ومساندة أمنية واستخباراتية ومالية من تركيا وغيرها؟ هذا ما لا تتوفر إجابته فى الأوراق، ولا فى تحليلنا للمشهد القائم، وسنتابعه على أرض الواقع فى قادم الأيام.
تفاصيل اجتماعات المخابرات التركية مع الإخوان