وطوال شهور من الممارسات القطرية المتجاوزة لمحددات الأمن القومى العربى، والداعمة لجماعات إرهابية نشطة فى المنطقة، كانت الدوحة تتمتع بمظلة حمائية من الولايات المتحدة الأمريكية، شجعتها على التمادى فى تجاوزاتها، ولكن يبدو أن هذه المظلة أصبحت مهددة بقوة، رغم رشاوى قطر لمسؤولين أمريكيين وشبكات المصالح و"اللوبى" الذى أنفقت ملايين الدولارات لتشكيله فى واشنطن.
وبحسب مصادر فى المعارضة القطرية، أجرت حكومة "تنظيم الحمدين" التى تحكم الدوحة عملية تجميل وحملة علاقات عامة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تحسين صورتها والتخفيف من حدة الانتقادات التى تواجهها بسبب دعمها لمجموعات متطرفة وتنظيمات إرهابية.
وفى إطار هذه المساعى، قالت تقارير خليجية إن المسؤولين القطريين الذين يزورون واشنطن حاليًا، سارعوا بإغراء الأمريكيين عبر الإعلان عن توسيع الرقعة المساحية لقاعدة "العيديد" الأمريكية، وتحويلها إلى مدينة متكاملة يعيش فيها الجنود الأمريكيون مع أسرهم، على أن تدفع حكومة الدوحة كل التكاليف المعنية، لكن مشرعين أمريكيين اعتبروا أن وقف الدعم القطرى للإرهاب هو الأساس.
ويرى عدد كبير من أعضاء الكونجرس، بحسب مصادر إعلامية وسياسية، أن تلويح قطر بإسهاماتها فى قاعدة العيديد الأمريكية لا يعنى غض الطرف عن تصرفاتها، وترى دوائر سياسية وتشريعية أمريكية أن استعراض قطر الإنفاقى داخل أمريكا، ومحاولاتها التقرب لجهات سياسية أمريكية بعينها، لن ينفع كما تظن ولن يُجدى فى حسم مشكلتها داخل الولايات المتحدة.
دعوة الكونجرس الأمريكى لقطر لوقف تمويل الإرهاب لم تكن الأولى، بل سبقها تحرك مشابه فى نوفمبر العام الماضى حيث أطلقت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي تحركا يهدف إلى دفع ترامب، تكثيف الضغط على قطر بسبب دعمها للإرهاب، ووجه أعضاء من كلا الحزبين الأمريكيين، الجمهوري والديمقراطي، رسالة إلى وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشن، منتقدين فيها مضمون البيان المشترك، الذي صدر، يوم 30 أكتوبر الماضى ، بعد لقائه أمير قطر.
وأضاف أعضاء الكونجرس الموقعون على الرسالة أن العاصمة القطرية "الدوحة باتت ملاذا للمسؤولين الإرهابيين"، معتبرين أن "لدى المواطنين القطريين تاريخ ثابت لتمويل هذا التنظيم الإرهابي".
ورغم ذلك تواصل قطر تقديم عروضها، حيث فضحت مؤخرا مراسلة قناة الجزيرة لنسختها الإنجليزية، "باتي كولهين" الصفقة المشبوهة التى تجرى خلف كواليس زيارة عددا من المسئولين القطريين إلى واشنطن وإقامة الحوار الاستراتيجى الأمريكى القطرى، والتى قالت فى تقريرها المباشر من واشنطن، "إن القطريين وعدوا باستثمار 100 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكى"، وأكدت على أن النظام القطرى وعد الأمريكيين برفع الرقم فى حال ما أسمته"رفع الحصار عن قطر". أى إنهاء الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها.