يشهد الحزب العربى الناصرى حالة من الانقسام الداخلى بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها فى شهر مارس المقبل حول المقاطعة عن النزول والمشاركة فى الانتخابات، إذ كشفت النائبة نشوى الديب أن بعض الأعضاء الموالين لحمدين صباحى من الترويج لفكرة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهو ما رفضته ودفعها للتهديد بالانسحاب إن لم يعلن الحزب موقفه بوضوح وتأييد الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية.
أعلنت النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب عن الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، عزمها الانسحاب من الحزب إذا استجاب لدعوة البعض بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأكدت نشوى الديب، أن تلك الدعاوى المشبوهة وغير الوطنية هدفها قتل الثورتين المجيدتين، اللتين قامتا على الحرية والديمقراطية، مشددة على أن من يعبث بديمقراطية وطن ومستقبله، خائن للحرية والديمقراطية.
وطالبت عضو مجلس النواب عن "العربى الناصرى"، الحزب بإعلان موقف صريح من تلك الدعوة غير الوطنية فى أقل وصف لها، وتأكيد دعمه للدولة الوطنية المصرية وقيادتها وأجهزتها، خاصة الجيش والشرطة والخارجية، فى مواجهة الإرهاب والتحديات والمخاطر الخارجية والداخلية التى يتعرض لها الوطن، مشيرة فى هذا السياق إلى أنها كانت من أوائل النواب الذين وقعوا استمارات تزيكة للرئيس عبد الفتاح السيسى لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وأشارت البرلمانية نشوى الديب فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إلى أن الحزب يشهد حالة من الانقسام الداخلى بين عدد من أعضائه المقربين لحمدين صباحى إذ يؤيدون مسألة المقاطعة وغيرهم من المؤيدين للمشاركة الانتخابية، متابعة أن عدد الموالين لحمدين ليس بكبير ولكن تكمن خطورة المسألة فى أن صوتهم عالى، وبالتالى لدى تخوف يكون فيه تأثير.
وأشارت "الديب" إلى أنها طالبت رئيس الحزب بتأييد السيسى، ولكنها رصدت أنه متخوف من أن بعض المؤيدين للمقاطعة يتركوا الحزب، معتبرة أن تركهم للحزب بمثابة تطهير له، وأنه يجب الوقوف مع الرئيس السيسى من أجل الاستقرار وبناء الدولة.
وتابعت: الموقف الحزبى ماسك العصاية من النص والبيان الذى أصدره الحزب مايع لم يحدد الموقف النهائى للحزب من تأييد الرئيس السيسى إيمانا بأنه لابد من وجود السيسى على رأس الدولة فى هذه المرحلة، حيث إنه فتح العديد من المشروعات كما أنه يجرى عملية جراحية حرجة وكبيرة ولا يمكن لطبيب أن يترك عملية لغيره.
واستطردت نشوى الديب تصريحها بالقول: نعيش فترة أسوأ من أى فترة عاشتها مصر فى ظروف حرب واستعمار، حيث إننا نواجه خطرا من الداخل والخارج وأيادٍ تعبث بالوطن ولو لم تتكاتف الأحزاب مع الدولة ومعطيات اللحظة فلا وجود لهذه الأحزاب ولا أهمية لوجودها .
ومن جانبه أكد سيد عبد الغنى، رئيس الحزب الناصرى، أن الحزب مع المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والنزول بشكل قوى، وأن الحزب لم يصدر شيئا على المقاطعة أو الدعوة إليها، لافتا إلى أن النائبة نشوى الديب حاولت التصيد للحزب، وأن تهديدها بالانسحاب منه يؤكد أنها لم تتطلع على مواقف الحزب الناصرى ودعمه للدولة المصرية.
وأضاف رئيس الحزب الناصرى فى تصريح أنهم دائما منحازون للدولة المصرية ولكل خطوة للبناء واستكمال مسيرته أمام العالم، مؤكدا أنه سيكون أول المشاركين من الحزب الناصرى فى الانتخابات الرئاسية، وأنهم رافضون للدعوات التى أطلقتها من بعض الأحزاب والسياسيين على المقاطعة ، واصفا دعوات المقاطعة بأنها لا تخدم الوطن.
وتابع عبد الغنى: إننا ندعو جميع أبناء الشعب المصرى بالنزول والمشاركة الفعالة فى الانتخابات الرئاسية وأن يكون هناك مشهد مشرف أمام العالم جميعا، ورفض أى دعوات للمقاطعة.
بدوره قال الدكتور طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية، ما يحدث فى الأحزاب هى أمراض فى الحياة السياسية ، ولا يوجد مبدأ الالتزام الحزبى فى مصر داخل الأحزاب، وما يحدث دائما فى الأحزاب حرب منشورات، وتكشف الخلافات داخل الأحزاب، وهى أحزاب كانت فى غيبوبية دائما، ودائما مشاكل الأحزاب تظهر فى وقت الانتخابات سواء كانت برلمانية أو رئاسية.
وأضاف فهمى فى تصريح له، أن عدم وضوح الرؤية فى الأحزاب هى سبب فشلها ومشاكلها المستمرة، وهنا شخصنة فى المواقف داخل الأحزاب السياسية ، وغياب الضوابط داخل الأحزاب هى أحد أهم الأسباب الرئيسية فى الأحزاب السياسية فى مصر.