عيون موسي هي منطقة سياحية بطابع مميز، يراها المسافرون وهم في طريقهم إلى شرم الشيخ، وتتمتع باعتدال المناخ والمشهد البانورامي للنخيل المثمر حول الآبار ويمكن بالصعود أعلي تلة صغيرة مشاهدة ساحل خليج السويس، والسفن المتجهة إلي قناة السويس.
سميت عيون موسي بهذا الاسم نسبة للواحة التي تفجرت منها 12عينا للمياه لنبي الله موسي كما تصف الآية "60 من سورة البقرة" ، حيث طلب " موسي" من الله سقيا قومه بعد عبور البحر هربا من فرعون إلي صحراء سيناء، وتفجرت العيون الإثنتا عشرة بعدما ضرب موسي الحجر بعصاه، وهو عدد الأسباط من بني إسرائيل ليعلم كل سبط مشربه.
وحاليا لا يخرج الماء إلا من عين واحدة فقط هي بئر الشيخ، ويبلغ متوسط عمقها 40 قدما، و بدأت وزارة الآثار المصرية عملية تطوير للموقع وإعادة زرع أشجار ونخيل جديد وترميم بقية العيون ومحاولة تطهيرها.
وحول البئر الوحيد الذي يخرج منه الماء مازالت هناك أربع نخلات تثمر تمرا، وشجرة امتد ظلها لمسافة 20 مترا تقريبا، فيما تناثرت نخلات قصيرة اختلط ألوان بلحها بين الأصفر والأحمر، فيما تفرعت شجرة كبيرة علي تلة، يشير مشرفي المنطقة إلي أن لفظ الجلالة " الله" يتشكل بين أفرع الشجرة إذا نظرت إليها من أسفل التلة.
واحة عيون موسي من المناطق المفضلة للزيارة في الطريق من نفق الشهيد أحمد حمدي إلي شرم الشيخ، فهي عيون مائية عذبة، يتبقي منها أربعة عيون من 12 بئرا تكونت حولها واحة صغيرة على بعد 35 كيلومتراً من مدينة السويس و 165 كيلومتراً من القاهرة.
والمساحة بين مدينة السويس حتى عيون موسى هي منطقة قاحلة جافة، مما يشير إلي مستوي العطش الذي وصل إليه بني إسرائيل أثناء مرورهم بالمنطقة حتى تفجرت هذه العيون لهم، والتى تعتبر أحد آثار معجزات الله لنبيه موسي بعد شق البحر وغرق فرعون.
وحول موقع مياه العيون يتجمع أفراد أسر من البدو يبيعون للزائرين منتجات بدوية بسيطة ومنهم من يدعو السائحين إلي تناول كوبا من الشاي الساخن المعد علي نار الحطب.
يحكي أعرابي من سكان محيط العيون ويقول " هذه الآبار كلها كانت تنبع بالمياه، ولكن أربعة آبار فقط هي الموجودة حاليا في موقع واحد وبقية الآبار لا يعلم موقعها أحد.
ويقول الأعرابي: " بدأت وزارة الآثار في تحديد أماكن الآبار ووضع أسوار حولها وتجديدها بطوب رملي وكتابة معلومات عنها، بئر واحد فقط هنا مازال به مياه صالحة للشرب إذا ما طُهِّرت".
يقول سالم وهو أعرابي وكل إليه حراسة العيون، وحصل علي وظيفة بوزارة الآثار لإرشاد زوار العيون، نبحث عن بقية الآبار، لكن يبدو أنها في مناطق متفرقة بعيدا عن هنا. ويضيف " قبل سنوات كانت قبيلتي تحصل علي مياه الشرب من هذه العيون، ولكن المنازل وصل إليها مياه الشرب من فروع النيل وأهملت العيون، وترعي هنا فقط قطعان الماعز الجبلي".
ويتابع سالم: " العيون طمرتها الرمال، وبرغم من تركيب قطع من الطوب الرملي لحماية العيون إلا انها جفت وتحتاج للتطهير، وأشتاق حقا لرؤية المياه النظيفة في البئر".
حديث سالم عن مواقع الآبار الثمانية المختفية في الأرض يؤكده، مشروع بحث علمي أطلق عام 2013، بمركز بحوث الصحراء، لاستخدام صور الأقمار الصناعية للكشف عن عيون موسى الحقيقية والجبل المقدس وموقع تيه بني إسرائيل بسيناء .
وكان محافظ السويس اللواء أحمد حامد طلب من هيئة التنمية السياحية والآثار، وحى الجناين، وجهاز تعمير سيناء، إجراء دراسة كمرحلة ثانية لتطوير منطقة عيون موسى بإقامة مركز حضارى وبانوراما تُجسّد قصة نبي الله موسي.
وأعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، نتائج زيارته لموقع "عيون موسي" ، بأن المنطقة من المواقع الأثرية الهامة، والتى كشفت بها بعثة الآثار المصرية عن منطقة صناعية متخصصة فى صناعة الفخار تعود إلى العصر الرومانى، وكشفت بها أيضا عن أفران عديدة لصناعة الفخار مع عدد كبير من القطع الفخارية، وإن الاهتمام بالمنطقة وتطويرها سيسهم فى زيادة أعداد السائحين، خاصة وأن المنطقة لديها المقومات لتصبح مزار سياحى عالمي.