"الزراعة" تواجه "الحشرة الجياشة"

قال الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة احتمالية خطر تسرب حشرة الخريف "الجياشة"، بخطة قبل اكتشاف الآفة وبعدها تتمثل فى 23 إجراء، من خلال حصر استكشافى للآفة فى مصر خاصة فى مناطق جنوب الوادى وتوفير مستلزمات الانتاج وأدوات المصائد ومعلومات الرصد، وضع حزام مصائد ضوئية على الحزام الجنوبى لجمهورية مصر العربية من ابو رماد من الناحية الشرقية مرورا بكل من محطة بحوث ادفو – وادى العلاقى- أسوان – توشكى ثم شرق العوينات حتى يتم تمثيل الخط الجنوبى كاملا بمحافظات الجمهورية كخط دفاع.

 وأضاف "البنا"، أنه من ضمن الإجراءات تدريب مهندسى الحجر الزراعى والباحثين بمعهد وقاية النبات بصعيد مصر لمواجهه الحشرة، والتواصل مع أخصائى المكافحة بالإدارات الزراعية المجاور لحدود السودان من خلال الإدارة المركزية للمكافحة بديوان عام الوزارة، وعقد اجتماعات دورية بين اخصائى المكافحة والباحثين من اقسام الحصر والتصنيف وآفات المحاصيل الحقل ودودة ورق القطن بالمعهد لشرح خطة العمل وأماكن وضع المصايد وجمع الحشرات منها وإرسالها إلى القاهرة وكيفية تنفيذ ذلك.

 وتابع وزير الزراعة، أنه تم توفير عدد 100 مصيدة ضوئية بمستلزماتها وعدد 10 مصائد تم توفيرها بجهود الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، ونقل وتركيب المصائد الضوئية إلى الاماكن المقترحة للتأكد من عملها، تشغيل المصائد لمدة تتراوح من 3 اشهر إلى 6 أشهر وجمع حصيلة الحشرات المتحصل عليها يوميا فى العبوات المناسبة وإرسالها اسبوعيا إلى معهد بحوث وقاية النباتات محددة المكان والزمان على كل عبوة، قيام اقسام الحصر والتصنيف وقسم بحوث آفات محاصيل الحقل ودودة القطن بمعهد الوقاية بفحص الحشرات وتحديد المجهول بها وتعريفة طبقا لقواعد التعريف المتفق عليها.

من جانبه قال الدكتور ممدوح السباعى، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن هناك فرق عمل استكشافية ورصد للحشرة تعمل حاليا برئاستى فى عدة مناطق على الحدود كإجراء حيث يتم تركيب المصائد الضوئية لجذب الحشرة لفحصها عن طريق خبراء بحوث الوقاية المتواجدين بالفريق حاليا، يتم محاصر الاماكن المصابة واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للقضاء عليها، واستكمال عملية الرصد والحصر الموسعة على باقى محافظات الجمهورية التى توجد بها عوائل هذه الآفة بدء من الجنوب إلى الشمال للوقوف على مناطق انتشارها وكثافتها لاتخاذ اللازم بشأنها، وإخطار الحجر الزراعى بذلك وتعريفة بمواصفات الحشرة لتشديد الرقابة فى فحص الرسائل الزراعية الواردة من الدول المصابة.

وأضاف السباعى، أنه بالتنسيق مع بحوث وقاية النبات يتم عقد دورات تدريبية لمتخصصى الحجر الزراعى، من قبل باحثى قسم بحوث تصنيف الحشرات قسم بحوث دودة ورق القطن – وقسم بحوث آفات محاصيل الحقل لتعريفهم بمواصفات الاطوار المختلفة لهذه الآفة والسمات المميزة لها للتفريق بينها وبين الأنواع المشابهة لها بغرض اتخاذ ما يلزم عند فحص الرسائل النباتية الواردة من الدول المصابة بهذه الآفة لمنع تسربها إلى الأراضى الزراعية، وتبادل الرسائل العلمية حول سلوكيات وبيولوجى الآفة وطرق مكافحتها والإدارة المتكاملة.

وأكد "السباعى"، أنه يتم الانذار المبكر بالأماكن الخالية لسرعة اتخاذ اللازم حتى لا تتسرب من أماكن تواجدها، تدريب وتوعية المزارعين باسم المدارس الحقلية، وتبادل الخبرات والخبراء مع الدول ذات التجارب الفعالة فى إدارة خطر الآفة، عقد ورشات عمل للتوعية وتبادل المعلومات بعدة محافظات، تقييم المبيدات الفعالة والمتخصصة والأقل خطورة على الانسان والبيئة وكذا البدائل الآمنة لها وأساليب المكافحة المتكاملة للآفة، إعداد كتب إرشادية فى كيفية اساليب إدارة خطر الآفة، وضع خطة شاملة بفحص الزراعات المصرية وتحديد الاماكن الخالية أو فى حالة الإصابة.

وكشف تقرير لوزارة الزراعة، الذى حصل "برلمانى" على نسخة منه، أنه من ضمن الإجراءات التى تم اتخاذها لمواجهة احتمالية خطر تسرب دودة الخريف الجياشة، توزيع المصائد على الحدود الجنوبية وبدأت التركيب منذ شهر اكتوبر 2017، فى منطقة ابوسمبل، بمزرعة محطة البحوث الزراعية، وقاعد جراد أبو سمبل، مزرعة محطة بحوث الصحراء بتوشكى، وفى منطقة توشكى تم توزيع المصائد على مزرعة الراجحى فى موقعين وهما بئر مزروع بالقمح ومزرعة برسيم حجازى، ومزرعة الشركة الوطنية، أما عن منطقة شرق العوينات تم توزيع المصايد بمزرعة القوات المسلحة، ومزرعة وزارة الزراعة، ومحافظة أسوان تم توزيع المصائد بالإدارة الزراعية بأسوان حوض خور أبوصبير، والإدارة المركزية الزراعية بمركز كوم أمبو.

وأكد التقرير، الذى حصل"برلمانى" على نسخه، منه أنه يتم تجميع تلك الحشرات أسبوعيا من خلال التنسيق بين الإدارة المركزية للمكافحة الآفات مع الفرق المكلفة من الإدارة العمة لشئون الجراد والطيران الزراعى ويتم تجميع عينات الحشرات التى تم جذبها للمصائد الضوئية وإرسالها إلى معهد بحوث وقاية النباتات لاتخاذ الإجراءات وتصنيفها، فيما أكدت مصادر رسمية بوزارة الزراعة أنها اشرس من الجراد الصحراوى الأفريقى.

 فيما أكد الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، فى تصريحات لـ"برلمانى "، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة حشرة الخريف من خلال توزيع مهندسى الحجر الزراعى فى الموانى ونطاق المنافذ الحدودية بعد تدريبهم على التعرف على الحشرة ومواصفاتها وأطوارها وكيفية التعامل معها على وفحص الرسائل الواردة من المحاصيل الزراعية للتأكد من عدم تسرب الحشرة.

يأتى ذلك بعد انتشار الحشرة الجياشة بسرعة فائقة والتهمت زراعات العديد من الدول الأفريقية وخاصة محاصيل رئيسية منها الذرة تعرف حشرة جيش الخريف بخطورتها الفائقة فى التهام مختلف النباتات بما فى ذلك المحاصيل الورقية، وموطنها الاصلى امريكا الوسطى والجنوبية وفقا لبعض التقارير التى نشرت عنها، وتم اكتشافها للمرة الأولى فى غرب أفريقيا فى يناير 2016، وتتمتع الحشرة بشهية كبيرة وعشوائية، وتعرف من رتبة "حرشفية الاجنحة "فصيلة الفراشات الليلية يبلغ طول اليرقة التامة النمو نحو 3، 75 سم ويوجد بها خط اصفر واضح على كل جانب.

وهى عديدة العوائل ويمكن أن تصيب أيضا محاصيل الخضر والفاكهة، والقطن وتتبع هذه اليرقات اليرقات الجياشة" تزحف فى شكل جيوش حيث إنها تتحرك فى أسراب ضخمة زاحفة على الأرض من محصول إلى اخر، ويعد القطن من عوائلها المفضلة وتبدو هذه الآفة بيضاء فى وقت راحتها مع وجود بقع صغيرة مبعثرة سوداء على أجنحتها ويبلغ طولها 2، 5 سم وعند فرد اجنحتها يظهر جسم الفراشة بلون برتقالى مخطط بخطوط سوداء، والأجنحة الخلفية للفراشة الأنثى بيضاء بينما يكون لونها برتقالى فى الذكر وعند فرد الأجنحة يبلغ عرض الفراشة 5 سم وتضع الفراشة الأنثى بيضا مستديرا لونه أبيض لؤلؤا ويبلغ قطر البيضة 8 مم ويوضع البيض فى شكل كتل، وعند الفقس يكون لون اليرقات الصغيرة أسود طويل، وتتغذى لفترة عن قرب من موقع لطعة البيض ثم تنتشر بعد ذلك ويبلغ طول اليرقة التامة النمو 5 سم ويكون جسمها مغطى بشعر أسود.