وقالت تقارير إعلامية خليجية إن ظهور أمير قطر السابق ورئيس وزرائه فى نيجيريا، بعد اختفاء استمر لمدة 5 أعوام، أعاد للأذهان الانتباه إلى دورهما فى دعم تنظيم "بوكو حرام" الإرهابى تحت ستار "الفدية" والوساطة مع الحكومة، وهو الدعم الذى كشف عنه مسئولون أفارقة بارزون.
وعلى الرغم من أن الزيارة التى جرت فى الأول من مارس الجارى، أحيط بها الكثير من الغموض فيما يتعلق بتوقيتها وأهدافها ومباحثاتها، خاصة مع عدم تمتع الزائرين بأى صفة رسمية أو مناصب فى الوقت الحالى، إلا أنها كانت فرصة لتؤكد قطر عبرها، عن استمرارها فى نشر الفتن والفرقة والحروب الأهلية خدمة لمصالح دولية، وهى مجرد أداة مالية وواجهة سياسية لها.
وقالت التقارير الخليجية، إن زيارة "الحمدين" إلى نيجيريا مكملة لزيارة قام بها أمير قطر الحالى تميم بن حمد لدول غربى أفريقيا ديسمبر الماضى، وقوبل فيها بنفور خاصة فى السنغال؛ حيث قوبل باستقبال فاتر من رئيسها ماكى سال، مما دفع تميم إلى مغادرة البلاد خلال 15 ساعة فقط، على الرغم من أن المدة المحددة للزيارة كانت 48 ساعة.
وفى أغسطس الماضى وجه إبراهيم حسين طه وزير الخارجية التشادى اتهاما مباشرا للدوحة بالعمل على زعزعة الاستقرار فى عدة دول أفريقية، منها بلاده؛ ولذا اتخذ قرار إغلاق سفارتها وطرد دبلوماسييها فى أغسطس الماضى.
وحينها قال، إن قطر تأوى جماعات معادية لتشاد، وأشخاصا لهم علاقات بتنظيمات الإرهاب فى ليبيا، وتنسق بينهما، محملا إياها مسؤولية الهجوم الذى تم على الحدود بين بلاده وليبيا.
وفيما يخص نيجيريا قال الوزير التشادى أن الحكومة القطرية تدعم تنظيم "بوكو حرام" ضمن أعمالها التخريبية فى دول الساحل الأفريقى.
وتشاد، إضافة إلى السنغال وجيبوتى والنيجر وأريتريا وموريتانيا، من الدول الأفريقية التى سارعت إلى دعم قرار الرباعى العربى "الإمارات، مصر، السعودية، البحرين" بقطع العلاقات مع قطر فى يونيو الماضى.
وبعد عام واحد فقط على افتتاح نيجيريا لسفارتها رسميا فى الدوحة، عام 2014 كشف موقع "ذى اسبكتور" الناطق بالإنجليزية مقالاً للكاتب سيمون هيفر عن تورط قطرى فى دعم "بوكو حرام"، مستندا لتدخلها فى المفاوضات التى جرت بين التنظيم والحكومة، وكان الوسيط فيها أحد زعماء القبائل فى الكاميرون المجاورة، والذى تربطه علاقات تجارية بقطر، وعرضت الدوحة على التنظيم الإرهابى تقديم أموال لإطلاق سراح فتيات مختطفات من جانبه.
ويلجأ "تنظيم الحمدين" لسلاح الفدية والوساطة فى العديد من الملفات الدولية الساخنة ليبرر تدخله فيها بواجهة "سياسية إنسانية"، مثلما فعل عندما توسط بين تنظيم "النصرة" الإرهابى وبين الجيش اللبنانى لإطلاق سراح جنود مختطفين 2015.
وقبل زيارة "الحمدين" بيومين اختطف تنظيم "بوكو حرام"مجددا فتيات، بلغ عددهن 110 من إحدى المدارس فى ولاية يوبى، ولم يتضح بعد إن كانت الزيارة تناولت هذا الأمر لتدخل قطر على خط مفاوضات جديدة أم لا.
ونشط التنظيم الإرهابى فى نيجيريا منذ عام 2002، مدعيا أن هدفه تطبيق الشريعة الإسلامية ومحاربة التعليم على النظام الغربى، وتسبب فى تفجر الإرهاب والقلاقل فى البلاد طوال ذلك الوقت، ومحاولة إثارة الفتن الطائفية باستهداف سكان من أديان مغايرة لها، واستنزاف الاقتصاد بعمل تفجيرات تتعلق بقطاع النفط، وبايع تنظيم داعش الإرهابى عام 2015.
وكان لافتا أن الرئيس النيجيرى محمد بخارى استقبل حمد بن خليفة وحمد بن جاسم دون أن يظهر العلم القطرى فى أماكن الاستقبال، حيث ظهر العلم النيجرى وبجانبه علم آخر مجهول، يتكون من ثلاثة ألوان، الأحمر والأخضر والأسود.