السيسى يعطى ضوءا أخضر لإطلاق طاقات المصريين

"رأيتهم أناس يأتون من كل حدب وصوب، مختلفون فى أشكالهم وإن اجتمعوا فى الهدف الواحد وهو المشاركة فى هذا المعرض البحثى الذى يعكس فى مجمله صورة واقعية لكل الابتكارات المؤثرة بالجامعات والمراكز البحثية خلال الفترة الأخيرة". نال هؤلاء الشباب من أصحاب الابتكارات الجائزة الكبرى فى الوقوف أمام أكبر معلم لهم وهو رئيس دولتهم، الذى حرص على افتتاح المؤتمر القومى للبحث العلمى تحت شعار "إطلاق طاقات المصريين".

 

تصدرت جامعة القاهرة جميع الجهات البحثية بالعديد من المخترعات الخاصة بالطلاب والفرق البحثية بها، وعلى رأسها المشروع البحثى الذى نفذه فريق من كلية الهندسة مع بعض الجهات الصناعية فى تصنيع محرك ديزل مصرى بشكل كامل، وهو ما وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى ليستمع إلى شرح واف حول هذا الموضوع لمدة 5 دقائق من الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة.  

وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الضوء الأخضر لإطلاق طاقات المصريين من خلال الأفكار الإبداعية بالأبحاث العلمية المختلفة التى ترتبط مع الصناعة لحل مشكلات موجودة بالفعل فى المجتمع المصرى، مطالبا الجميع بالوقوف إلى جانب مصر لتتبوء المكانة التى تستحقها بين الأمم.

 

وأكد الرئيس فى مداخلاته، خلال كلمة الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أن مصر تتحرك بشكل حقيقى من خلال قدرات أهلها نحو تبوء المكانة التى تستحقها، قائلا: "ستجدون كل الدعم من الدولة فقط قوموا بدوركم"، مشيرا إلى أن هذا ليس مجرد كلاما مرسلا وإنما له العديد من المعانى لأن الدولة تدرك أن أى تقدم أو تنمية بدون دعائم علمية ستكون تنمية هشة ولن تدوم كثيرا.

 

وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الدولة مستعدة لإنجاز الإنشاءات الخاصة بالمشروعات البحثية كوكالة الفضاء المصرية فى أسرع وقت، ولكن لابد من امتلاك المعرفة الكافية للتشغيل والإنجاز، قائلا: "يمكن لفكرة واحدة قوية أن تنهض بأمة كاملة، وعلى الجميع النظر إلى حجم التلوث فى المياه والصرف الصحى والهواء فأنتم أيها المجتمع المتعلم المثقف مصر فى حاجة إليكم وعقولكم وأبحاثكم للعمل على حل مشكلات مصر لأن مصر لن تأخذ مكانها إلا بالعلم والمعرفة وحريصين كل الحرص ونبذل كل الجهد للقفز على الزمن".

  

من جانبه، قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إن عدد الباحثين بالمراكز البحثية والجامعات بلغ 134 ألف بمختلف الجهات البحثية، وإن هناك 190 ألف طالب ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا، موضحا أن الوزارة تواصلت مع كل الوزارات المعنية لرصد احتياجاتها من البحث العلمى وربطها بالأهداف القومية للدولة، مؤكدا أن الدولة خصصت 21.1 مليار جنيه للبحث العلمى خلال العام الجارى مقابل 17.8 مليار جنية لعام 2016/2017.

وأشار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إلى أن صندوق العلوم والتكنولوجيا التابع لأكاديمية البحث العلمى  =مول 2126 مشروعا بحثيا بتمويل 1.9 مليار جنيه، وأن هناك 400 مشروع واتفاقية مع مع الجهات الدولية بتمويل 31.5 مليون يورو، وأن مصر تدخل فى اتفاقيات تعاون مع 193 دولة على مستوى العالم، معلنا أن الجهات البحثية فى مصر نشرت 40218 بحث علمى فى مجلات مفهرسة دوليا خلال الخمس سنوات السابقة.

وقال الوزير، إنه تم تطوير البنية التحتية للمعامل بـ 500 مليون جنيه، معلنا أنه من المخطط استثمار 2.3 مليار جنيه بالمدينة العلمية بمعهد بحوث الإلكترونيات فى الفترة من 2018 إلى 2022، موضحا أن هناك 8550 براءة اختراع خلال العام الحالى تم اعتماد 1892 براءة منهم، كما أنه تم إنشاء 12 شركة تكنولوجية ناشئة، وأن هناك 43 مشروعا بحثيا يربط علماء المهجر بالوطن الأم بإجمالى تمويل 41 مليون جنيه، معلنا أن مصر جاءت فى المركز 17 عالميا فى علوم الأدوية والسموم ورقم 23 فى مجال النانوتكنولوجى، قائلا: "يمكن استغلال هذا الأمر بتنمية البحوث الخاصة بهذه المجالات التى نتفوق بها للوصول إلى التنمية المطلوبة".