يسطر المصريين ملحمة وطنية أمام صناديق الانتخابات فى عرس ديمقراطى يتابعه العالم أجمع، فخلال ساعات قليلة من اليوم الأول للانتخابات الرئاسية المصرية الممتدة على مدار 3 أيام فى الفترة من 26 – 28 مارس الجارى، احتشد الناخبين فى أجواء احتفالية للإدلاء بصوتهم الانتخابى وممارسة حقهم الدستورى فى اختيار رئيس الجمهورية.
ومشاركة المصريين فى انتخابات رئاسة الجمهورية ليست مجرد ممارسة لحق أقره الدستور للمواطن، ولكنها حرص من قبل كل مواطن على المساهمة فى رسم مستقبل الوطن باختيار إدارة قادرة على تحمل المسئولية وتحدى الصعاب التى تواجهها الدولة داخليًا وخارجيًا، والعملية الانتخابية داخل مصر لها عدة مظاهر تميزها عن أى استحقاق انتخابى فى الدول الأخرى، ولعل هذا التميز ينبع من الطبيعة المختلفة والمميزة للمواطن المصرى.
كبار السن فى طابور الواجب الوطنى أمام اللجان الانتخابية لاختيار رئيس
والمشهد الأول المميز للانتخابات المصرية، يتجسد فى تلك الإطلالة بالملامح البسيطة المسالمة، والشعور البيضاء التى تعكس التقدم بالسن، للناخبين المصريين الطاعنين فى السن، الذين اصطفوا أمام مقار اللجان الانتخابية فى شتى أنحاء الجمهورية للمساهمة بصوتهم فى ماراثون الانتخابات الرئاسية التى ينافس فيها كل من المرشحان الرئاسيان عبد الفتاح السيسى، وموسى مصطفى موسى.
وتظهر عظمة الدور الذى يقوم به كبار السن فى العرس الديمقراطى بانتخابات رئاسة الجمهورية، لما يبدونه من تحدى فى الوصول المبكر إلى مقار لجانهم الانتخابية قبل انطلاق العملية الانتخابية، متحملين مشقة السير والانتظار رغم الأمراض التى يعانى منها أغلبهم، ويرسم هؤلاء ملحمة من الوطنية والتحدى والإصرار أمام الشباب مفادها عدم التخلى عن ممارسة حقوقهم الدستورية التى تسهم فى بناء وحماية الوطن من الأعداء والمتربصين.
سيدة مسنة تتوجه إلى مقر لجنتها الانتخابية
ورغم المعاناة التى يعانيها بعض كبار السن فى الحركة إلا أن كثير منهم يتكأ على عكازه أو يعتمد الكراسى المتحركة ومساعدة ذويهم وكذا مساعدة رجال الأمن أمام اللجان من أجل تحقيق مبتغاهم وهو الوصول إلى صندوق الاقتراع للإدلاء بصوتهم فى انتخابات غير عادية يهدف من خلالها المصريين إلى البعث برسالة للعالم أجمع أصدقاء وأعداء تؤكد التمسك بالإدارة المصرية، ودعم المصريين لكافة مؤسسات الدولة فى مواجهة كافة قوى الشر والأيدى الخبيثة التى تسعى وراء هز أمنها واستقرارها.
وفى هذا الصدد، توفر اللجان الانتخابية فى مختلف ربوع الجمهورية كافة وسائل الراحة والمساعدة للمصريين من كبار السن حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم وسط أقل حالة من المشقة والتعب، حيث وفرت المظلات ليحتموا بها من الشمس، كما وفرت مقاعد للانتظار، ومقاعد متحركة لنقل المسنين من أمام باب مقر اللجنة وحتى صندوق الاقتراع والعكس، كما لا يتوانى رجال الأمن على معاونة كبار السن على الحركة أو حملهم فى بعض الأحيان ليتمكنوا من إنهاء إجراءاتهم فى العملية الانتخابية.
الأمن يساعد مسن على الحركة بكرسى متحرك
مشاركة نسائية وزغاريد ومزمار وطبل بلدى أمام اللجان
والمشهد الثانى البارز أيضًا يتمثل فى دور المرأة المتصدرة لطابور الانتخابات بأعداد كبير واضحة أمام مقار اللجان حرصًا منهن على اختيار قيادة قادرة على استكمال مشوار البناء والتنمية، وتعددت صور المشاركة النسائية، فلم يتوقف الأمر عندهن على الإدلاء بصوتهن الانتخابى داخل صندوق الاقتراع فقط، بل كانت السيدة المصرية قبلة البهجة والفرحة بالماراثون الانتخابى.
وحرصت الناخبات أمام مقار اللجان على اطلاق الزغاريد فرحة وابتهاجًا بالعملية الانتخابية، كما رقصن على أنغام الأغانى الوطنية ومنها أغنية الصاعقة المصرية "قالوا إيه"، وهى تأكيد على تلاحم القوى الوطنية فى صف واحد ينشدون كل من خلال موقعه ممارسة الدور الذى به يحفظ الوطن من كافة المخاطر ويستطيع بذلك النهوض والنمو من أجل أبنائه فى الحاضر والمستقبل، وإلى جانب ذلك كان هناك مظاهر احتفالات فلكورية، حيث قدمت فرق المزمار والطبل البلدى عروض فى الشوارع بالمرور بسيارات أمام اللجان فى المناطق الشعبية، كوسيلة للتعبير عن دعم العملية الانتخابية وتحفيز المواطنين على المشاركة فى الانتخابات.
رقص أمام اللجان الانتخابية
صور السيسى وأعلام مصر فى يد وقلوب الناخبين
ووسائل تعبير المصريين عن حبهم لوطنهم والقيادة السياسية الحالية متمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم تقتصر أيضًا على الصوت الانتخابى والزغاريد والرقص، بل حمل الناخبين فى أيديهم صور الرئيس السيسى، وأعلام مصر، وباقات الورود، ليؤكدوا للعالم كله أن وطنهم ورئيسهم فى قلوبهم وعقولهم، وأن التأييد الذى يحظى به الرئيس من شعبه مصدره الثقة والحب فى قائد أنقذ وطن وسار به على مسار التنمية والنهوض والرقى بين الأمم.
علم مصر
طوابير الناخبين تخيب آمال الداعين للمقاطعة
وهناك مشهد آخر فى الكرنفال الانتخابى الذى تشهده مصر بدأت صورته الأولى بالطوابير الكبيرة التى احتشدت أمام مقار اللجان الانتخابية قبل بدء العملية الانتخابية رسميًا بأكثر من ساعة، وهذا المشهد جاء مخيبًا لآمال الداعين لمقاطعة الانتخابات والمشككين فى نسبة المشاركة، حيث ضرب المصريين درسًا قويًا لهؤلاء بأن الروح الوطنية داخل كل مصرى هى النابع والمحرك الأول لكل مواطن يخاف على بلده الذى ولد ونشأ وترعرع فى خيرها.
وطوابير الانتخابات والحشد الكبير الذى اعتاده المصريين فى مثل تلك الاستحقاقات التى بموجبها تتحدد خريطة مستقبل الوطن، أقل رد يقدمه مئات آلاف الناخبين المشاركين خلال الساعات الأولى لبدء الاقتراع فى الماراثون الانتخابى، على كل متربص بأمن الوطن أو سعى لتعطيل العملية الانتخابية وتخويف المصريين من المشاركة أو تشكيكهم فى قيادتهم السياسية، إلا أن وعى المصريين بالمخاطر التى تحاك بوطنه آبى أن يرضخ لمثل تلك السموم التى تبث للعقول.
زغاريد فرحة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية
الشباب صغار السن يشاركون فى إرشاد الناخبين لموقع اللجان
ولتسليط الضوء على دور لا يقل أهمية عن سابقيه، فهناك الشباب صغار السن ممن ليس لهم حق التصويت لعدم بلوغ السن القانونى، وهؤلاء الشباب عبروا عن وطنيتهم بطريقتهم الخاصة، حيث تفرقوا فى مجموعات أمام مقار اللجان مرتدين "تى شيرتات" موحدة تميزهم، وبدءوا فى توجيه ومساعدة الناخبين فى الوصول إلى مقار اللجان، وذلك بهدف التيسير عليهم للإدلاء بأصواتهم فى سهولة ويسر دون أن يبذلوا مجهودًا كبيرًا كى يتعرفوا على موقع مقرهم الانتخابى.