وأقبل أبناء مركز نخل بوسط سيناء إقبال أبناء قبائل مدينة نخل والقرى التابعة لها على اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم فى لجنتين انتخابيتين فى مدرسة نخل، ومدرسة النقب.
وأكدت رموز قبلية، أن أبناء قبائل "الأحيوات"، و"الحويطات"، و"النخالوه" و"العزازمة" و"التياها" المقيمين فى نطاق المركز يواصلون تواجدهم فى اللجان الانتخابية.
وقال ماجد محمد أحمد، رئيس مركز ومدينة نخل، إن أبناء مركز ومدينة نخل فى منطقة وسط سيناء يسطرون ملحمة تاريخية، وذلك من خلال الإقبال الكثيف غلى لجان انتخابات رئاسة الجمهورية، لافتا أن لجنتى الانتخابات فى مدينة نخل وفى قرية النقب يشهدان إقبالا كثيفًا من المواطنون وخاصة أبناء القبائل فى منطقة وسط سيناء وكبار السن، بالرغم من المسافات الكبيرة ما بين المدينة والقرى التابعة لها.
وأكد رئيس مدينة نخل أن الانتخابات تسير فى سهولة ويسر فى لجنتى نخل، ودون أية معوقات، وبإشراف قضائى كامل، وبتأمين من قوات الجيش والشرطة، وتعاون أبناء القبائل البدوية.
كما سطر عدد من أبناء قبيلة الرياشات فى مركز الشيخ زويد، ملحمة خوض الصعوبات للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، وحرص أبناء القبيلة على السير على أقدامهم لمسافات طويلة من قريتهم "أبو طويلة" وصولا لمقرات انتخابهم فى لجان مدينة الشيخ زويد بحى الكوثر.
وروى يحيى العبادى أبورياش، أحد أبناء قبيلة الرياشات، تجربته فى الإدلاء بصوته، بعد أن لم يجد سيارة تنقله وقرر قطع المسافة سيرا على الأقدام وبرفقته أسرته.
وقال أبورياش، لـ"برلمانى"، أنه قطع المسافة عبر طريق التفافى سيرا برفقته أفراد أسرته من قريتهم أبوطويلة مرورا بحى أبوزرعى وحى القواسمة وصولا لحى الكوثر، حيث توجد مقر اللجنة الانتخابية المقيد بها.
وأضاف أنه تمكن من الإدلاء بصوته بعد انتظار فى الطابور، ثم عاد وسلك نفس المسار وصولا لمنزله.
كما واصل أبناء قرية الروضة فى شمال سيناء مشاركتهم بقوة، وشهدت لجنة مدرسة آل جرير الابتدائية وسط القرية فى ثالث أيام الانتخابات، حضور من تبقى من أسر شهداء مسجد الروضة ولم يدلون بأصواتهم.
وأقبل عدد كبير من السيدات وهن من أرامل وأمهات شهداء الحادث الإرهابى، الذى شهدته القرية فى أواخر نوفمبر من العام الماضى وراح ضحيته 311 شهيدا من أبناء القرية أثناء أدائهم صلاة الجمعة.
ووصل لمقر لجنة الانتخاب التى تم إحاطتها بحراسات أمنية مشددة، عدد كبير من الناخبين بعضهم وصل مترجلا منفردا وآخرين فى جماعات، بينما التزمت السيدات المشاركات بوقارهن البدوى أثناء المشاركة فى أداء الواجب الانتخابى، وحضرن فى مجموعات وعلى عجل كانت تدلى كل سيدة بصوتها وتعود لمنزلها.
وقالت "أم احمد" وهى سيدة فقدت زوجها ووالدها، فى الحادث الإرهابى، أن مشاركتهن فى الانتخابات من أجل أن يعبرن عن حضور ذويهن من الشهداء.
وأضافت أن الشهداء لم تغب أرواحهم عن المشهد الانتخابى، فهم حاضرون بقوة وارواحهم تنادينا كل لحظة أن علينا سرعة الثأر لهم.
وقال سليمان أبوشميط، مدير إدارة بئر العبد التعليمية واحد قيادات القرية الشعبية، أنه منذ اليوم الأول للانتخابات ولجنة القرية تسجل حضورها القوى، مشيرا إلى أن ذوى الشهداء كانوا فى صفوف المقدمة، ومن تعذر حضوره فى أول يوم جاء فى اليوم الثانى والثالث.
وتابع أبوشميط، أنه معروف أن لجنة قرية الروضة فى كل انتخابات تشهد طقوسا ومراسم خاصة، حيث ينصب بيت شعر وفيه تقام افراح وتستقبل الناخبين بالقهوة، ولكن من كان يقوم بهذا الدور هم شباب ورموز فقدناهم فى الحادث الإرهابى، وأوقفنا هذه المرة هذا التقليد واكتفينا بالمشاركة بقوة بالحضور فى صمت والإدلاء بأصواتنا ثم العودة للمنزل.
كما تم التكاتف ومساعدة أرامل الشهداء وأسرهم فى الحضور بتوفير وسيلة نقل لهم مناسبة.
وأكد عددا من الحضور وهم من مصابى الحادث الإرهابى ـ رفضوا ذكر اسماؤهم ـ أنهم قطعوا مسافات طويلة وصولا للجنة الانتخابات وهدفهم أن يبقى صوتهم حاضرا وقويا ومتحدى لكل إرهاب على أرض سيناء، ورسالة أنهم لم ينالوا شرف الشهادة ولكنهم على إصرار ويقين أن الحرب على الإرهاب حليفها النصر وإرساء قواعد الأمن والأمان فى ربوع محافظتهم، وعودة قريتهم كما كانت آمنة مستقرة.
كما حضر للإدلاء بأصواتهم عدد من أبناء القرية التى غادروها ويقيمون فى محافظات القناة وقرى أخرى داخل شمال سيناء.
وقال نصرالله محمد رئيس مركز ومدينة بئر العبد التابعة لها قرية الروضة، أنه زار القرية للاطمئنان على سير العملية الانتخابية فيها، ووجد حضورا لافتا للأهالى وحرص على المشاركة من جانبهم.
وأضاف أنه تم توفير كل سبل الراحة للناخبين والمشرفين على اللجنة الانتخابية، وتتابع غرفة العمليات بمجلس المدينة اولا بأول العملية الانتخابية وتذليل كل معوق يشوبها.
يذكر أن انتخابات رئاسة الجمهورية بدأت أول أمس الإثنين، على أن ينتهى الاستحقاق الديمقراطى اليوم الأربعاء، حيث شهدت إقبالا كثيفا من جانب المواطنين خلال أول وثانى أيام التصويت، وامتدت طوابير الناخبين أمام اللجان لمسافات طويلة وسط فرحة وسعادة من المواطنين، وتحول الماراثون الانتخابى إلى كرنفال احتفالى.
ويبلغ عدد من لهم حق التصويت بجميع أرجاء الجمهورية 59 مليونا و78 ألفًا و138 ناخبا يصوتون فى 13 ألفا و706 لجان فرعية تمثلها 367 لجنة عامة، بإشراف 18 ألف قاض تقريبا يعاونهم 110 آلاف موظف.