لم تدفع الأزمات المتتالية التى يتعرض لها فيس بوك، وفضيحة تسريب بيانات 87 مليون مستخدم حول العالم، والضغط الذى يتعرض له مؤسسه من كافة دول العالم، قيادات الشركة إلى إعادة النظر فى طريقة التعامل مع بيانات المستخدمين، أو التفكير فى تغيير سياسات الشركة التى أثارت الكثير من الجدل طيلة السنوات الماضية، إذ تحدت شيريل ساندبرج مدير العمليات بالشبكة الاجتماعية الجميع، وأدلت بتصريحات نارية، ستزيد من حدة الهجوم على الموقع خلال الفترة المقبلة.
إذ قالت ساندبرج فى مقابلة مع شبكة "إن بى سى نيوز" ببرنامج Today Show إن النهج التجارى والإعلانى للشركة لن يتغير ما لم يكن المستخدمون على استعداد للدفع مقابل الخدمة، إذ يجمع فيس بوك أطنانا من بيانات المستخدمين، بدءًا من أرقام الهواتف والرسائل النصية، إلى العناوين والمعلومات الديموغرافية الأخرى، وصولًا إلى اهتماماتهم المحددة، ثم يتم توفير هذه المعلومات لشبكة واسعة من العلامات التجارية التى يمكن استخدامها لعرض الإعلانات المستهدفة داخل وخارج فيس بوك.
وأوضحت ساندبرج أن المستخدمين يمكنهم بكل سهولة تغيير إعدادات الخصوصية الخاصة بهم، ولكن من أجل الانسحاب الكامل من استهداف الإعلانات، سيكون عليهم فى هذه الحالة الدفع للحصول على خدمة خالية من الإعلانات.
وأضافت ساندبرج: "ليس لدينا خيار الانسحاب الكامل من الإعلانات، ففى هذه الحالة سنكون بحاجة إلى منتج مدفوع، ففيس بوك لا يبيع بيانات المستخدمين، لكن خدمتنا تعتمد على بياناتهم".
وأكدت ساندبرج أن فيس بوك مستمر فى إجراء تحقيق داخلى حول كيفية حصول شركة "كامبريدج أنالتيكا" على البيانات، وحذرت من أن التحقيقات يمكنها الكشف عن المزيد من المعلومات الضارة، إذ قالت: "لن أجلس هنا وأقول إننا لن نجد المزيد، لأننا سنفعل ذلك ونعثر على المزيد".
واعترفت أيضًا بأنه كان على الشركة أن تكون أكثر نشاطًا بشأن إخطار المستخدمين بتسريب البيانات، إذ قالت: "حصلنا على ضمانات من الشركة منذ سنوات بحذف البيانات، وكان ينبغى علينا متابعتها، ارتكبنا خطأ ونحاول إجراء تحقيق لمعرفة ما لديهم".
وصرحت ساندبرج فى مقابلة منفصلة مع بلومبرج أن العديد من العلامات التجارية قد علقت الإعلان على فيس بوك مؤقتا فى الوقت الحاضر، ومع ذلك طمأن زوكربيرج المستثمرين بأن فضيحة الخصوصية لم تؤثر سلبًا على عدد المستخدمين أو الأعمال الإعلانية.
وقام الرئيسان التنفيذيان مارك زوكربيرج وساندبرج بجولة فى الأيام الأخيرة لمناقشة الخطوات التى تتخذها الشركة لاستعادة ثقة المستخدمين ومنع إساءة استخدام البيانات فى المستقبل، فى أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتيكا، التى كشفت ما لا يقل عن 87 مليونا من بيانات المستخدمين التى تم جمعها دون علمهم.
بينما أوضح مارك زوكربيرج أن الأمر سيستغرق بضع سنوات لإصلاح مشكلات الخصوصية فى فيس بوك، إذ قال: "أعتقد أننا سنحفر عبر هذه الحفرة، لكن الأمر سيستغرق بضع سنوات، وأتمنى أن أتمكن من حل جميع هذه المشاكل فى غضون ثلاثة أشهر أو ستة أشهر، لكنى أعتقد أن الواقع هو أن حل بعض هذه الأسئلة سيستغرق فترة أطول من الزمن".
وبعد نداءات متكررة من المشرعين والمسئولين وافق زوكربيرج على الإدلاء بشهادته حول الموضوع يوم الثلاثاء والأربعاء خلال جلستين للكونجرس الأمريكى.