شهد قصر الاتحادية بحى مصر الجديدة، أول زيارة لرئيس برتغالى إلى القاهرة منذ 25 عامًا، وهى الزيارة التى أسفرت عن عدة قرارات فى غاية الأهمية على صعيد تعزيز التعاون بين مصر ومحيطها الأوروبى، لزيادة التبادل التجارى والتعاون بين هيئة قناة السويس البحرية وشركة أسيب، والتنسيق المشترك فى مجالات مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والسلم الدوليين.
تعزيز التبادل التجارى
اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره البرتغالى مارسيلو دى سوزا خلال جلسة المباحثات التى جمعتهما، على تعزيز التعاون وتطوير الشراكة وزيادة حجم التعاون بين البلدين.
واتضح من المؤتمر الصحفى، أن المباحثات بين الجانبين كانت إيجابية، ولذلك أشاد الرئيس السيسى بالتطور الملحوظ فى مسار العلاقات بين مصر والبرتغال، وتعاونهما فى مختلف المجالات.
كما تناولت المباحثاته عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تبادلا الرؤى حول تطورات الأوضاع فى سوريا وليبيا، فضلا عن سبل تعزيز مكافحة الإرهاب، والعمل على تجفيف منابع تمويله، والتحذير من مخاطر الجماعات المتطرفة.
وفى السنوات الأخيرة انتهجت مصر استراتيجية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب البغيضة، تقوم على معالجة جذورها أمنيا وثقافيا واقتصاديا، ليس دفاعا عن أمنها القومى فقط، ولكن انطلاقا من مسؤولياتها الإقليمية والدولية، وهو ما لقى ترحيبا من الرئيس البرتغالى.
كما تناولت المباحثات مسيرة التعاون المصرى الأوروبى وسبل الارتقاء به، فى ظل علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وأعرب الرئيس السيسى عن احترام مصر للبرتغال فى مواقفها الداعمة لمصر، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الثنائى لدعم جهود التنمية فى دول أفريقيا، والعمل المشترك لتقوية أواصر التعاون بين الاتحاد الأوروبى وأفريقيا.
توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس وشركة أسيب
وتوصلت مصر والبرتغال إلى صيغة لمذكرة تفاهم بين الهيئة العامة لقناة السويس وشركة أسيب البرتغالية، على هامش زيارة الرئيس البرتغالى الحالية للقاهرة، حضر توقيعها الرئيسان.
وإعراب الرئيس البرتغالى مارسيلو دى سوزا، عن تقديره لجهود مصر فى الملفات الإقليمية والدولية المختلفة، وعلى صعيد تقديم المساعدة الإنسانية للمجتمعات المنكوبة، وإشادته باستقبالها 5 ملايين لاجئ من كل دول العالم.
وبناء عليه وحتى يمكن البناء على الموقف البرتغالى الثابت من قضايا اللاجئين طالب "دى سوزا"، بانتهاج سياسة موحدة فيما يتعلق بالهجرة، وأقر بأن مصر لديها 5 ملايين لاجئ يلقون أفضل معاملة، ونصح أوروبا بوضع سياسة واضحة ومحددة داخل دول الاتحاد فى ملف اللاجئين.
تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين
أما القرار الثانى فهو اتفاق الجانبين على تعظيم الاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة، وسرعة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، بما يؤدى لإحداث نقلة نوعية فى مسار تطوير الشراكة بينهما، وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المتبادلة والتعاون فى مختلف المجالات.
ولهذا السبب شدد الرئيس السيسى على ضرورة زيادة التنسيق والتعاون بين البلدين، لمعاجلة التحديات ومجابهة المخاطر والتهديدات التى تتسم بالتعقيد وصعوبة التعامل معها بصورة منفردة، خاصة مع التقارب الجغرافى والثقافى والتاريخى بين البلدين.
كان الرئيس البرتغالى مارسيلو دى سوزا قد وصل مطار القاهرة الدولى مساء أمس الأربعاء، على رأس وفد كبير، فى زيارة رسمية لمصر تستغرق 3 أيام، ومن المقرر أن يلتقى خلال الزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ويزور جامعة الأزهر، ويلتقى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى مقر الكاتدرائية بالعباسية، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب.
ويشارك الرئيس البرتغالى مارسيلو دى سوزا، فى افتتاح منتدى الأعمال المصرى البرتغالى، مساء غد الجمعة، الذى ينظمه الاتحاد المصرى للغرف التجارية بالتعاون مع الوكالة البرتغالية للتجارة والاستثمار، بحضور وفد من رجال الأعمال من البلدين.
وموقف البرتغال كان واضحًا بتأييد السياسات المصرية خاصة فى مجالات مكافحة الإرهاب فضلا عن الاستراتيجية المصرية القائمة على البُعد المتوسطى المهم للقاهرة فى الفترة الراهنة.