وحول السؤال لماذا تبدو العلاقات المصرية الأوغندية بهذا الشكل المتميز، يجيب السفير فرغلى طه، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن علاقتنا مع دول حوض النيل عامة فى غاية الأهمية، ليس فقط على مستوى مياه النيل الذى هو مسألة حياة أو موت لدى مصر، بل فى عديد من مجالات التنمية، مؤكدا فى تصريح لـ"برلمانى" أن مصر لديها مجالات ضخمة للتعاون مع أوغندا، حيث إن هناك مشروعات مصرية هناك مثل، تجميع مياه الأمطار الزائدة وتخزينها، إقامة خزانات حجز المياه وغيرها من المشروعات الضخمة، كما أنها نالت اهتماما مصريا كبيرا منذ قديم الزمن وأن هناك تبادل تجارى بين البلدين وإن كان بسيطا، مشيرا إلى أن القيادة المصرية لديها علاقات قوية مع الرئيس الأوغندى موسيفينى وهو أحد أهم القيادات المؤثرة فى شرق إفريقيا.
وعن مسألة سد النهضة قال مساعد وزير الخارجية السابق، إن الوجود الأوغندى فى مسألة المفاوضات يزداد أهمية يوما بعد يوم كى تلعب دور الوسيط لحل المشكلة بين الأصدقاء فى دول حوض النيل، مشيرا إلى أنه رغم أن المفاوضات اليوم مازالت مباشرة لكن ربما نلجأ إلى الوسطاء إذا توقفت وتعثرت الأمور تماما.
السيسي وموسيفينى
وأشار السفير فرغلى طه إلى أن هناك تنسيق كبير سياسى ودبلوماسى بين مصر وأوغندا لحل الأزمة السياسية فى دولة جنوب السودان، خاصة فى ظل تقبل جميع الأطراف فى دولة جنوب السودان للدورين المصرى والأوغندى، كما تتعاون مصر معها فى المجال الأمنى لمكافحة النشاط الإرهابى فى القرن الأفريقى لدورها الكبير فى شرق إفريقيا ككل، وعضويتها لمجلس السلم والأمن الإفريقى، مشيدا بدور الرئيس الأوغندى موسيفينى الذى وصفه بواحد من أصحاب "الرأى السديد" والذكاء المؤثران على الموقف الأفريقى.
أما الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة أكد أن إفريقيا عامة دائرة مهمة من دوائر حركة السياسة الخارجية المصرية، ولا تقل أهمية عن الدائرة العربية وأن مصر مرتبطة بمصالح مصيرية مع الجوار الإفريقى، خاصة منطقة دول حوض النيل والقرن الإفريقى.
وأضاف أيمن شبانة أن الرئيس الأوغندى لديه علاقات متميزة مع دول حوض النيل كلها، كما أن أوغندا دولة فاعلة فى القرن الإفريقى وهو موجود فى السلطة منذ عام 1986 ولديه رؤية إصلاحية جيدة ومحترمة بين الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن جميع الدول الإفريقية اليوم لديها طموح كبير للتنمية ومصر موجودة داخل هذا الطموح لمساعدة الأشقاء الأفارقة فيه، فمصر تعمل على تطهير مجرى نهر النيل فى إفريقيا وتقيم آبار مياه جوفية ومحطات طاقة، ولديها مشروعات متميزة هناك أشاد بها الرئيس موسيفينى فى زيارته أمس إلى مصر.
الوفدان المصرى والإفريقى فى لقاء جمع بينهما أمس
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن التنسيق بين مصر وأوغندا يطال أيضا العمل على إنهاء الأزمة فى جنوب السودان، مشيرا إلى أن الدولة المصرية لديها اليوم استراتيجية واضحة للتحرك والتعاون مع الأشقاء الأفارقة وتدارك أى تقصير كان قد حدث فى أى وقت من الأوقات السابقة.
ومن ناحيته قال الدكتور هانى رسلان المستشار بمركز الأهرام للدراسات الإفريقية، قال إن أوغندا دولة مهمة ومحورية فى المنابع الجنوبية لمياه النيل، بها 3 بحيرات رئيسية تمثل المنابع الرئيسية لنهر النيل وهى ألبرت وفيكتوريا وجنجا، كما أن الرئيس الأوغندى يورى موسيفنى يلعب دور هام فى مسألة استقرار اقليم البحيرات العظمى.
اتفاقيات مشتركة بين مصر واوغندا وقعت بالأمس
وأضاف هانى رسلان فى تصريح خاص لـ"برلمانى" إن الموقف الحالى لأوغندا من مفاوضات سد النهضة إيجابى ويساند الوصول إلى تسوية ترضى كل الأطراف وهو ما تريده مصر، كما أن اوغندا رأست بشكل كبير المبادرة المشتركة لحوض النهر النيل العام الماضى، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الإفريقية لا تقف عند مسألة مياه نهر النيل، فأوغندا تلعب دورا هاما فى استقرار القرن الإفريقى ومكافحة الإرهاب، كما أن مصر وأوغندا وقعا سوية فى ديسمبر عام 2016 مذكرة تفاهم وتعاون دبلوماسى وسياسى بين البلدين.