الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 03:24 ص

القطاع خارج اهتمامات الصحة والزراعة.. الثروة الحيوانية فى خطر بعد انتشار مرض "الجلد العقدى" بالأبقار.. نقص الأدوية البيطرية يعمق الأزمة.. وبيطريون يلجأون لوصف الأدوية البشرية للعلاج

الطب البيطرى يبحث عن حل

الطب البيطرى يبحث عن حل الطب البيطرى يبحث عن حل
الثلاثاء، 22 مايو 2018 06:00 م
كتب محمد أحمد طنطاوى

توقفت كثيرا أمام تصريحات الدكتور على سعد، الأمين العام المساعد لنقابة البيطريين، حول نفوق الأبقار بالفيوم، بسبب مرض الجلد العقدى " القاتل" ، وقد أرجع الأمر إلى حملات التحصين المتتالية التى تجريها وزارة الزراعة للماشية ضد مرض الحمى القلاعية، الأمر الذى تسبب فى ضعف الجهاز المناعى للحيوانات، وجعلها عرضة للإصابة بأى مرض آخر من بينها الجلد العقدى.

 

وكشف مسئول نقابة البيطريين فى تصريحات منشورة على موقع "برلمانى"، أن هناك لقاحات منتهية الصلاحية، ويتم الضغط على أطباء الوحدات البيطرية لاستخدامها وتوريد قيمتها، دون النظر لتأثيرها على الثروة الحيوانية، والحقيقة هذه تصريحات فى غاية الخطورة، على وزارة الزراعة وقطاع الطب البيطرى أن يقف أمامها، ويوضح حقيقتها، وما قد يترتب عليها من نتائج كارثية، تطول المواطن البسيط أولا، وتؤثر بصورة مباشرة على حجم الإنتاج الحيوانى فى مصر.

 

- أزمات متتالية يعانى منها قطاع الطب البيطرى

قطاع الطب البيطرى فى مصر يعانى أزمات عديدة، أولها مشكلات تتعلق بالأطباء البيطريين أنفسهم ووقف التكليف الخاص بتعييناتهم منذ منتصف تسعينيات القرن الماضى، ونقص الإمكانيات المتاحة لهم، وغياب الأدوية البيطرية، لدرجة أن بعض الأطباء البيطريين فى محافظة بنى سويف تحديدا، يعالج الجاموس والأبقار بأدوية بشرية، بعدما تفشت الأمراض فى غياب وزارة الزراعة، وكذلك الحال فى محافظة المنيا وكافة محافظات شمال الصعيد.

 

 

- تصريحات الزراعة لا تنقطع والفعل على الأرض "صفر"

الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، تصريحاتها لا تتوقف عن تحصينات الماشية والدواجن فى مختلف محافظات الجمهورية، إلا أنه فى حقيقة الأمر لا يستشعر الفلاح البسيط، صدى هذه التصريحات، فحملات التحصينات فى القرى والمدن تحدث كل فترة بعيدة، وتمكث من ساعة لساعتين على الأكثر بمنطق "اللى يلحق"، فى حين الأخبار عن التحصينات لا تنقطع من إعلام وزارة الزراعة.

 

 وضع الطب البيطرى فى مصر يحتاج وقفة كبيرة من الدولة، وأبرز ما يؤكد هذا الطرح ما قاله نقيب البيطريين خالد العامرى، الذى أكد فى حوار سابق مع "برلمانى"، أن 150 طبيبا بيطريا فقط مسئولون عن التفتيش على الأغذية فى مختلف محافظات الجمهورية، منهم 8 فى القاهرة و6 فى الجيزة، فهل معقول محافظتين بهذا الحجم يراقب على مئات الأطنان من اللحوم والأغذية بهما 14 طبيب بيطرى.

 

 

- منظومة سلامة الغذاء لن تتحقق دون دعم قطاع الطب البيطرى

كيف تتجه الحكومة نحو منظومة سلامة الغذاء، دون وجود أعداد كافية من البيطريين تراقب على المجازر والفنادق والمستشفيات العامة والخاصة، فأعداد البيطريين الموجودين فى الحكومة 11 ألف طبيب بيطرى، موزعين ما بين هيئة الخدمات البيطرية ووزارة الصحة وعدد من المؤسسات الحكومية، بينما العدد الفعلى للمقيدين فى النقابة 67 ألف طبيب، فجوة كبيرة بين الرقمين، تكشف مشكلات كبيرة أمام تطبيق منظومة سلامة الغذاء فى مصر.

 

 

- مستشفيات الحكومة والقطاع الخاص لا يراقب أغذيتها أحد

كيف تتسلم 600 مستشفى عام وحكومى يوميا أغذيتها من الموردين والمتعهدين دون الكشف عليها من الطب البيطرى، وكيف تراقب الحكومة أكثر من 5 آلاف مستشفى خاص، لا يوجد بها طبيب بيطرى واحد ليتأكد من سلامة الأغذية التى تقدمها للمرضى، الحقيقة وضع الطب البيطرى مقلق وليس بخير، على عكس ما صرحت مؤخرا الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة، بل يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، إن كنا نستهدف تطويرا حقيقيا لهذا القطاع، الذى نعول عليه كثيرا فى مشروع المليون رأس، الذى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الحكومة بمتابعته ودعمه والاهتمام به.

 

 وضع الطب البيطرى يحتاج وقفة جادة من الحكومة، للحفاظ على الثروة الحيوانية فى مصر، وعلى نقابة البيطريين أن يصل صوتها لمختلف مؤسسات الدولة، ولا تكتفى بالنحيب أو الشكوى، وتبحث عن حلول عملية توفر فرص عمل جادة لخريجى الطب البيطرى، وعمل بروتوكولات جادة مع الوزارات المعنية، للاهتمام بهذا القطاع الحيوى فى الوقت الراهن.


print