أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليمين الدستورية للولاية الثانية فى جلسة خاصة بمجلس النواب، صباح اليوم السبت، لأول مرة منذ دستور 2014 وأيضًا بعد غياب 13 عامًا منذ أداء الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك اليمين بـ2005، وتعد هذه الجلسة هى الأخيرة لتأدية رئيس الجمهورية لليمين الدستورية بمقر مجلس النواب الحالى بوسط القاهرة، قبل نقل البرلمان للعاصمة الإدارية الجديدة.
وتعمل شركة المقاولون العرب على تنفيذ مبنى مجلس النواب الجديد بالعاصمة الإدارية، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تمهيدا لتفعيل خطط نقل مقار الحكومة والرئاسة ومجلس النواب، والذى من المتوقع أن يتم الانتقال له رسميا فى يونيو 2019 كحد أقصى لتبدأ مهام العمل فيه وإنهاء كافة الأعمال الخاصة بالمجلس فى مبنى وسط البلد .
ويقع مبنى البرلمان بجوار الحى الحكومى ومواجه لمبنى مجلس الوزراء، وعلى بعد 10 دقائق من مبنى الكاتدرائية وفندق الماسة، ونحو 15 دقيقة أخرى من الحى السكنى، وهو فى قلب مشروع العاصمة الإدارية، ويقام على مساحة 33 فدانا بما يوزاى 138 ألف متر مكعب، ويمثل 3 أضعاف مساحة مبنى مجلس النواب الحالى، ويعمل داخل مبنى البرلمان نحو 1000 عامل ومهندس وفنى، فى أحدث مبنى برلمان فى تاريخ مصر الحديث.
ويتكون من جزئين، الجزء الأول، عبارة عن مبنى رئيسى يتضمن قاعة رئيسية تسع لنحو 1000 شخص، وتصل مساحة هذا الجزء لنحو 20 ألف متر مربع، والجزء الأخر يتمثل فى مجموعة من المبانى الخدمية وكبارى لربط المبانى ببعضها، ولاند سكيب وخلافه ويصل ارتفاع البرلمان لـ65 متر، وينتهى بقبة رئيسية بقطر 50 متر مربع.
ويأتى أبرز الرؤساء الذين حلفوا اليمين الدستورية بمقر مجلس النواب الحالى بعد تشكيل البرلمان "مجلس الأمة وقتها" للمرة الأولى عام 1957، هم الرئيس جمال عبد الناصر اليمين الدستورية أمام هذا المجلس الذى كان يرأسه الرئيس الأسبق أنور السادات، وذلك يوم 23 يوليو فى الذكرى الخامسة للثورة، وتم حلف اليمين بعد ذلك أمام البرلمان عام 1965 عقب اختياره رئيسا للبلاد وفق الاستفتاء الشعبى.
ثم تعيين الرئيس أنور السادات كرئيس مؤقت للبلاد، وعقب موافقة البرلمان "مجلس الأمة وقتها" على ترشيحه رئيسا للجمهورية خلفا للرئيس جمال عبد الناصر، وأدى "السادات" القسم الجمهورى أمام نواب الأمة، يوم 17 أكتوبر عام 1970، وفى شهر أكتوبر من عام 1976 تم اختيار السادات لرئاسة الجمهورية للمرة الثانية والأخيرة بعد حصوله أمام البرلمان، والذى أصبح اسمه فى ذلك الوقت مجلس الشعب بدلا من مجلس الأمة، وفق دستور 1971.
و يأتى الرئيس الأسبق حسنى مبارك هو آخر الرؤساء الذين حلفوا اليمين الدستورية، فى عام 2005 بعد أول انتخابات رئاسية جرت فى عهده، بعد تعديل المادة 76 من الدستور، وذلك لأن مدته الرئاسية لم تكتمل بسبب قيام ثورة 25 يناير، ولم يؤدِ الرئيس المعزول محمد مرسى قسمه خلال فترة حكمه عام 2012، والتى لم تستمر بسبب ثورة الشعب المصرى عليه فى 30 يونيو، أمام البرلمان.
كما أن المقر الحالى قد شهد خطابا للرئيس عبد الفتاح السيسى فى 13 فبراير 2016، بالتزامن مع مرور 150 عاما على افتتاح أول مجلس نيابى .