نقلا عن العدد الورقى..
- الرئيس يضحى بشعبيته من أجل تحقيق حلم المصريين فى الإصلاح الاقتصادى
- دعمت الدكتور عبدالعال فى انتخابات رئاسة المجلس.. وهو دوماً يذكّرنى بذلك.. وأقدر حجم الضغوط عليه
-«دعم مصر» ائتلاف برلمانى وله دور فعال داخل المجلس.. وأى محاولة لإخراجه من عباءته النيابية ستضر به
-لن أترك «الوفد» على الإطلاق.. ووصول الحزب لمقاعد الأغلبية يحتاج إلى مجهود كبير
«الرئيس السيسى نجح فى قيادة مصر خلال السنوات الأربع الماضية، والتاريخ سيذكره بأحرف من نور، فهو جارَ على شعبيته فى سبيل تحقيق الإصلاحات الاقتصادية التى لطالما انتظرها الشعب المصرى طويلًا».. بهذه الكلمات تحدث سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، عن فترة الولاية الأولى للرئيس السيسى، كما تحدث باستفاضة فى حواره لـ«برلمانى» عن رؤيته للأوضاع على الساحة السياسية والاجتماعية والبرلمانية، مؤكدًا أنه يكنّ كل الاحترام والتقدير لرئيس مجلس النواب، الدكتور على عبدالعال، وأن الاختلاف فى وجهات النظر الذى دار مؤخرًا بينهما كان بسيطًا للغاية، مشددًا على أنه يرى فى الدكتور «عبدالعال» قيمة وقامة، وأنه نجح فى قيادة البرلمان، كما يعتبره بمثابة الوالد بالنسبة له، مشيرًا إلى أن الدكتور «عبدالعال» ينظر دائمًا له على أنه ابنه، وإلى نص الحوار..
- بالتأكيد له رسالة مهمة للعالم كله، وهو بالطبع حدث تاريخى له دلائل كثيرة جدًا، خاصة أن رئيس الجمهورية يؤدى اليمين أمام البرلمان، وهذا الأمر لم يحدث منذ 13 عامًا، وهذا يدل على أن الاستثناءات انتهت، وأن هناك استقرار، وهذا الأمر له فرحة كبيرة ستعود على المناخ الاقتصادى والسياسى بشكل كبير جدًا فى المستقبل.
وكيف رأيت الخطاب الذى وجهه الرئيس السيسى للشعب المصرى؟
- بالطبع الوقوف دقيقة حداد على شهداء مصر فى بداية الخطاب كان رسالة واضحة للجميع، وفى المقدمة منهم أسر الشهداء، بأننا لا ننساهم فى هذه اللحظة التاريخية، وكذلك تحدث الرئيس عن ملامح الفترة المقبلة، مثل الاهتمام بالصحة والتعليم والثقافة، فمثلًا التعليم مشكلة كبيرة، ونحن نحتاج إلى تطوير التعليم، ونحتاج لتطوير المعلم، وهناك عجز فى المنشآت التعليمية، وسيكون له أولوية فى المرحلة المقبلة، أما الصحة فهذا الأمر موضوع فى منتهى الصعوبة، وفى هذا الوقت لأول مرة فى التاريخ يتم إصدار مشروع التأمين الصحى الشامل، وعرض هذا المشروع فى برلمانات سابقة، ولكن لم يتم إقراره، والتأمين الصحى الشامل يمثل حلمًا لكل المصريين، فالكل يقارن بين مصر وأمريكا، والمسألة لها أهمية كبيرة جدًا سيشعر بها الشعب المصرى، ويقدر أن البرلمان الحالى كان له السبق فى إقرار هذا القانون، فالقانون يجنب كل المصريين معاناة كبيرة، وفلسفته تقوم على أن المصريين كلهم متساوون فى الحقوق والواجبات.
وحقيقة الأمر أن تأجيل تطبيق القانون فى أول العام بدلًا من أول يوليو فهذا أمر صحى، فإذا لم يولد المشروع قويًا سينتهى، ولابد أن نحل المشكلات والعثرات بداخل القانون، وكذلك فإن التأمين الصحى الشامل لن يؤثر على قرارات العلاج على نفقة الدولة، وسيتبع رئيس مجلس الوزراء بهيئة مستقلة، ولن يتبع وزير الصحة.
ما تقييمك للسنوات الأربع الماضية من حكم الرئيس السيسى؟
- هذا الرجل سيذكره التاريخ، فهذا الرجل جار على شعبيته فى سبيل إصدار قرارات الإصلاح الاقتصادى، وأى رئيس آخر كان سيلجأ لتأجيل الإصلاحات من أجل الحفاظ على شعبيته، ونحن منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نؤجل الإصلاحات، والتاريخ سيذكر السيسى كبطل لإصلاح الاقتصاد المصرى، فهذا الأمر له دلائل، وستذكره الأجيال المقبلة، كما ذكرت السادات الذى أقبل على الانفتاح الاقتصادى، والسيسى هو صاحب السبق فى مواجهة تحديات الاقتصاد.
وماذا تطلب من الرئيس السيسى خلال الفترة المقبلة؟
- أتمنى أن يتم استكمال المشروعات القومية حتى يجنى المصريون ثمارها، وكذلك يجب أن يكون هناك مستشارون اقتصاديون داخل المجموعة الاقتصادية، كما أن الرئيس السيسى هو الضمانة الحقيقية للأحزاب فى مصر، والتعددية الحزبية، ودعوته للاندماج بين الأحزاب هى دعوة محمودة، وأتمنى أن نتحول إلى اللامركزية فى الوقت الحالى، سواء فى كل القرارات أو فى المحليات.
هل دعت هيئة المكتب بمجلس النواب لاجتماع تحضيرى قبل حلف اليمين؟
- بالطبع دعتنا فى اجتماع للتنسيق حول البروتوكولات والمراسم، وكانت هناك ترتيبات لكل شىء، وجلست مع الدكتور على عبدالعال وصافحنا بعضنا البعض، فأنا أقدره على المستوى الشخصى، وأنا قابلته أول يوم فى رمضان فى إفطار الأسرة المصرية، وسلمت عليه، وأنا شخصيًا ليس لدى خلاف شخصى مع الدكتور على عبدالعال، وأنا سعيد من حديث الرئيس السيسى حين قال إن المخالفين فى الرأى يمثلون قوة دافعة للأمام، فأنا من الممكن أن أختلف مع أى شخص، ولكن لن أكون عدوًا له، وأنا أقدر الدكتور على عبدالعال كقيمة وقامة، وكنا سويًا قبل أيام فى اجتماع للجنة العامة.
هل تدخلت أطراف برلمانية لإنهاء الخلاف بينكما؟
- بالطبع هناك عدد كبير من النواب تدخلوا للصلح، منهم مصطفى بكرى، والسيد الشريف، وبهاء أبوشقة، وأحمد حلمى الشريف، وعبدالهادى القصبى، وعدد آخر من النواب والقيادات، وأنا أعتبر أن هذا المجلس أسرة واحدة، وأنا على مسافة واحدة مع كل الناس، و«فى الآخر الكل نواب وأصدقاء»، وأنا أعتبر أن المعارضة هى جزء أصيل فى تحقيق أى نجاح، خصوصًا المعارضة البناءة والوطنية، ومجلس النواب بشكله الحالى متنوع ويضم جميع الأطياف، فهناك المدرس والمحامى والدكتور والمهندس والفلاح والصياد والمأذون، وهناك من يعمل أعمالًا حرة، والبرلمان هذا يمثل نتاج المجتمع المصرى.
وبالطبع أنا أقدر أن حجم الضغوط على الدكتور على عبد العال وعلى شخصى كان السبب فى المشكلة، ولكن حقيقة الأمر أن الحاكم بيننا دائمًا هو اللائحة، والكل يتكلم من خلالها، أما العلاقات الإنسانية فموجودة بشكل كبير جدًا، والدكتور على يرى أننى ابنه، وأنا أعتبر أنه مثل والدى، وأى شخص كبير فى السن أعتبره عمى أو والدى، وهذه تربيتى، وأنا اعتدت على ذلك الأمر فى البلد.
ماذا جرى فى ثانى أيام الحوار الذى هاجمت فيه الدكتور على عبدالعال؟
- بالطبع كانت هناك اتصالات كثيرة من النواب، فمنهم من يلومنى ومنهم من يقول إن الموضوع كان يجب أن يكون بعيدًا عن الإعلام، وأول مرة قابلت الدكتور على عبدالعال مرة أخرى كان فى الجلسة العامة وطلبت الكلمة، وبالفعل أعطانى الكلمة، وتحدثت وأخذت فرصتى كاملة، وهناك سوابق برلمانية فى هذا الأمر، ولا يوجد اجتهاد فى هذا الأمر، وفى الفترة الأخيرة كان الدكتور عبد العال ينفذ اللائحة، وأنا أحترم فيه هذا الأمر، وهنا القانون هو السيد، وحقيقة الأمر أن الدكتور على عبدالعال رجل طيب وودود، وعلى المستوى الشخصى أنا أقدره، وأنا كنت داعمًا له فى انتخابات رئاسة البرلمان، وحشدت له أكثر من 80 صوتًا، وهو يقول دائمًا إننى كنت أدعمه فى هذا الأمر، وهو اجتماعيًا له علاقات جيدة معى ومع كل النواب، ومكتبه تكون عليه ضغوط، وأنا أطلب منه أن يوزع الأدوار حتى نساعده فى رفع الحمل من على كاهله.
ماذا جرى فى آخر مكالمة مع الدكتور على عبدالعال؟
- لا أتذكر متى تحدثنا فى آخر مرة، لكنه كلّم أحد المقربين منى عن الحوار، وحقيقة الأمر أن الحوار السابق كان رأيًا، وأنا لم أخطئ أو أتجاوز فى حقه، ونحن إذا كنا نرغب فى دولة عصرية حديثة فعلينا قبول الآخر، وعلينا بالنقد البناء، ويجب أن نرسخ أن المعارضة هى جزء أصيل من الحياة السياسية، والنظم السياسية فى العالم، فليس معنى أن تكون معارضًا أن تصبح خصمًا أو عدوًا، فنحن دولة مقبلة على الانفتاح والاستثمار واقتصاد أفضل، وكلنا نحلم بمصر الجديدة.
هل الدكتور على عبدالعال نجح فى تجربته كرئيس للبرلمان؟
- البرلمان الحالى هو من أعنف برلمانات مصر، وجاء فى ظرف استثنائى، والمكون الموجود داخل البرلمان 19 حزبا وائتلافا ومعارضون ومستقلون، والدكتور عبد العال نجح فى إدارة البرلمان بشكل نسبى.
لو تحدثنا عن الأوضاع على الساحة السياسية بشكل عام.. هل ترى ضرورة إجراء تعديل وزارى فى التوقيت الحالى؟
- بالطبع يجب ذلك، فمن لم يثبت تقدمًا أو كفاءة أو تواصلًا مع جميع القيادات فهذا لا يصلح أن يكون وزيرًا، فمنصب الوزير منصب رفيع جدًا، وأحيانًا يحتاج إلى تأهيل كبير جدًا، وأنا سعيد للغاية من الأكاديمية الوطنية المصرية للتدريب وتأهيل الشباب التى أسسها الرئيس، وأتمنى أنا أرى وزيرًا فى مصر يكون عمره 35 عامًا، وأتمنى وزيرًا «كادر»، وأتمنى أن تكون هناك خطة خمسية ينفذها الوزراء تباعًا، والمشكلة الرئيسية فى ديوان كل وزارة، وهذا الأمر يرسخ الفساد الموجود فى كل وزارة، وأتمنى ألا يمكث أى شخص فى ديوان الوزارة من الموظفين سنوات طويلة، فالوزير يأتى وهو شعلة نشاط أو طاقة ويواجه بموظفين يعملون بكسل، وهذا يعطل أى اجتهاد وإنجاز، لذلك فنحن نواجه مشاكل كبيرة جدًا.
مَن مِن الوزراء يعجبك أداؤه؟
- وزير الصحة نسبيًا جيد، وكذلك وزير الكهرباء، ووزير الإنتاج الحربى من تطوير مصانع وغيره، وكذلك وزير النقل، وكذلك وزير الآثار مجتهد للغاية، وحقيقة الأمر أن غير المجتهد من الوزراء سيرحل عن الوزارة، والوزراء فى هذه الفترة يعملون بميزانيات قليلة، ولكن أتمنى أن يصبح لدينا وزراء جيدون، أما وزير التموين على المصيلحى فأنا مشفق عليه بعد الحادث الأخير، حيث تم القبض على عدد كبير من الموظفين، ويجب ألا يستقيل جراء هذا الأمر، فهو ليس له أى ذنب، وأتمنى أن نغير المعمرين فى ديوان كل وزارة.
أذكر أنك كنت طالبت بحزبين قويين من قبل.. وقلت لى بالاسم مستقبل وطن والوفد.. كيف ترى الآن قوة حزبى الوفد ومستقبل وطن وتغير الخريطة السياسية؟
- أرى الآن حالة صحية، فالملامح للخريطة السياسية بدأت تتغير، وأنا أرى دائمًا ألا يكون هناك استقواء أو استحواذ، وأنا حضرت احتفال مستقبل وطن مؤخرًا، والأمر الثانى يتمثل فى أن حزب الوفد عليه أن يفتح أبوابه ويستقطب شخصيات عامة وسياسية، وحزب الوفد سيظل موجودًا فى المشهد السياسى، فهو يمثل المعارضة الوطنية فى مصر على مدى التاريخ، وحزب الوفد سيكون له دور كبير فى الفترة المقبلة.
هل أنت متفائل بالمستقبل فيما يخص الحياة الحزبية؟
- أنا متفائل، وأيضًا ضد الاستقواء والمغالبة السياسية، وضد الإرهاب السياسى والفكرى، ويجب على حزب الأغلبية أن يمتلك فكرة قبول الآخر، والتى نوه بها الرئيس فى الخطاب الأخير.
هل من الممكن أن تترك حزب الوفد وتنضم لحزب آخر؟
- لن أترك حزب الوفد على الإطلاق، وحقيقة الأمر حدثت مفاوضات، ولكن بالنسبة لى لن أترك حزب الوفد إلا إذا طلب منى الوفد نفسه الرحيل، وأنا أتعامل معهم كأسرة، وأنا تعجبنى روح الوفديين، عندما مررت بأزمة ساندوننى فيها، ووالد زوجتى كان نائبًا عن الوفد، وأنا أعمل منذ سنوات فى حقل السياسة.
هل من الممكن أن نرى حزب الوفد فى مقاعد الأغلبية فى البرلمان المقبل؟
- لا.. لأن هذا الأمر يحتاج لمجهود سنوات ومجهود كبير، وهذا حلم بالنسبة لنا، ومن الممكن أن يحدث هذا الأمر لكنه يحتاج لوقت.
ما رأيك فى أداء ائتلاف دعم مصر فى الفترة الأخيرة؟- سأظل أقول إن هذا ائتلاف برلمانى، وأى شخص يحاول أن يخرجه من هذه العباءة أو هذا الأمر فسيضر به، وكان الائتلاف صاحب دور فعال فى الفترة الأخيرة.
بعيدًا عن السياسة.. هل تتابع محمد صلاح لاعب المنتخب الوطنى المميز؟
- بالطبع أشجع محمد صلاح، وأتابعه جيدًا، وشاهدت مباراة نهائى أوروبا، ولم أهتم بالمباراة بعد إصابة صلاح، وأنا أشجع المصرى وكذلك الزمالك، ولا أشجع الأهلى.
وماذا عن الجانب الأسرى من حياتك؟
- لدى ثلاثة أولاد، أولهم ملازم أول فى الشرطة، وثانيهم ملازم أول فى الحربية، وثالثهم طالب فى كلية الشرطة.هل مررت بقصة حب قبل الزواج؟- زوجتى كانت زميلة لى فى المدرسة، وأنا أصلًا من جنوب بورسعيد، وزوجتى من الشرقية، وكنا مهجرين فى وقت التهجير، وأنا لى رحلة عذاب فى التعليم، فأنا تعلمت فى قرية بحر البقر، ثم ذهبت إلى الدقهلية ودرست الابتدائية هناك، ثم بعد ذلك توجهت للإعدادية والثانوية وتخرجت فى المعهد الفنى التجارى، ثم درست فى كلية التجارة، وأنا لم أتخرج منها بعد، «فأنا فى سنة رابعة كلية تجارة ومنجحتش ولسه فى 6 مواد، وأنا ذاكرت على لمبة الجاز واستحميت بالكوز ومكنش فيه دش ولا الكلام ده خالص»، وعملت بالسياسة ورشحت فى المجلس المحلى وعمرى 25 عامًا، و«أنا بصراحة محبتش قبل الجواز حيث خطبت زوجتى وأنا فى الصف الثالث الثانوى».
هل هناك هوايات معينة تفضلها؟
- كنت أحب ركوب الخيل، و«كنت بتفرج على المصارعة زمان وكنت بحب ألعب الكرة وأشجع»، وأكثر منظر سوءًا فى تاريخى هو يوم مباراة الأهلى والمصرى التى راح ضحيتها أكثر من سبعين مشجعًا، ومن وقتها تركت الكرة لكن محمد صلاح رجعنى أشجع كرة مرة أخرى.
وكيف كان حالك مع الدراسة وأنت صغير؟
- أنا كنت منضبطًا جدًا، وأنا من صغرى وأنا قيادى، فأنا كنت رئيس اتحاد طلاب المدرسة، ولدى كاريزما القائد، و«مكنتش بزوغ من المدرسة»، وكنت أتناول الفول والطعمية والجبنة، وكان زمان التغذية المدرسية جيدة للغاية« جبنة وموز وبرتقال ومربى وجبنة مثلثات».
أخيرًا.. وجه كلمة للشعب المصرى؟
- أقول للمصريين أنتم شعب عظيم، صمد طوال تاريخه، واستطاع بعد ثورتين أن يصمد فى ظل ارتفاع الأسعار، وفى ظل الإصلاحات الاقتصاديةر وفى ظل موروث وتركة كبيرة من موازنة خاوية بلا احتياطى من النقد الأجنبى، واستطاع الشعب أن يوجه البوصلة فى الطريق الصحيح، وهذا سر بقاء هذا الشعب، كما أن الشعب مرتبط بالأرض المصرية.