الجمعة، 22 نوفمبر 2024 02:18 م

سلفيون: تحديد النسل حرام والإسلام يشجع على زيادتها.. آمنة نصير: أفكار خاطئة والمسلمون الأوائل بادروا بالتحديد.. "دينية البرلمان" تطالب الدولة بإظهار خطورة ارتفاعها

المعتقدات الدينية سبب "الانفجار السكانى"

المعتقدات الدينية سبب "الانفجار السكانى" المعتقدات الدينية سبب "الانفجار السكانى"
الجمعة، 08 يونيو 2018 08:00 م
كتب كامل كامل – محمد صبحى

مع كل حدث، وفى كل مناسبة، يحذر الرئيس عبد الفتاح السيسى من الزيادة السكانية، ويؤكد دائما فى كلماته وخطاباته أن النمو السكانى فى مصر يأكل كل جهود التنمية ويضيعها، فالتعداد السكانى فى مصر يزيد 2.5 مليون نسمة سنويا، وكل فرد منهم يحتاج لفرصة تعليم جيدة، وفرصة عمل جيدة، وحياة جيدة.

 

ومؤخرا استعرض المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء بحكومة تسيير الأعمال، تقريرا حول الوضع السكانى الحالى، ووجه بأن يكون معدل الإنجاب يصل لـ2 طفل بدلا من 2.4 طفل، كل ما سبق يؤكد أن العقل الحكومى مشغول كل الشغل بفكرة كيفية مواجهة الزيادة السكانية، وقد  بذلت أجهزة الدولة جهودا مضنية فى هذا الشأن، لكن الأرقام تؤكد أن جهود الدولة لم تأت بثمار، فهل بسبب اعتقاد البعض أن "كثرة الأبناء عزوة"، أم أنه لازال الاعتقاد بأن تحديد النسل يخالف الدين كما تصدر التيارات الإسلامية هذه الفكرة.

 

التيارات الإسلامية تحرم تحديد النسل

بضغطة زر بسيطة على مواقع البحث عبر شبكة الانترنت على "رأى شيوخ التيارات الإسلامية بشأن تنظيم الأسرة" تجد كما هائلا من الشيوخ وخاصة السلفيين يحرمون تحديد النسل، ويزعمون أن الدين الإسلامى يحث على الزيادة السكانية، ويستشهدون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تناكحوا، تكاثروا، تناسلوا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة".

 

 وقد أفتى سلفيون أن تحديد النسل حرام، وقال الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى:" الأصل فى الإسلام تشجيع  زيادة أعداد المسلمين؛ لأن الكثرة البشرية مصدر قوة عند العقلاء، ولازالت الدول الواعية تتباهى بكثرة سكانها، والدول القوية هى التى تشجع زيادة النسل، والدول الفاشلة هى التى تسعى لتحديد عدد سكانها لأن البشر هم أساس وهدف التنمية ومصدر القوة.

 

وأضاف "لطفى عامر" فى بيان له :"دعوى تحديد النسل إنما دليل ساطع على فشل الفكر المدنى الليبرالى العلمانى منذ  23 يوليو 1952 وحتى يومنا هذا فالله جل وعلا يمتن على عباده بالنسل ونحن نرفضه يقول تعالى "ويمددكم بأموال وبنين" وفى الاثر "تزوجوا الودود الولود".

 

ما يردده الداعية السلفى محمود لطفى عامر، يقوله أغلب التيارات الإسلامية، مما يعنى أن هناك قطاعا كبيرا من أبناء الشعب المصرى لازالوا معتقدا أن تحديد النسل يخالف الدين.

 

 

النائبة آمنة نصير: المعتقدات الخاطئة وراء زيادة الانفجار السكانى

النائبة آمنة نصير عضو مجلس النواب، قالت إن المعتقدات الدينية الخاطئة حول تحديد النسل جزء من أزمة الزيادة السكانية التى تعانى منها الدولة ، متابعة:" أنه باستمرار فى الخطاب والدعوة للإكثار من النسل استنادا إلى قوله صلى الله عليه وسلم " تناكحوا  تناسلوا فإنى مفاخر بكم يوم القيامة " ، واقف هنا أمام هذا الكلام فحديث الرسول كان فى وقت عدد المسلمين بضع مئات، ولكن الآن أصبحا مليارات، وهذا من حيث الحث على الزواج والحث على إنجاب الأطفال، ومع هذا كان لمن يريد أن يقنن النسل كانوا يقومون بالعزل، والقرآن لو أراد أن يحرم تحديد النسل لنزل فى هذا الأمر آية تفيد بذلك.

 

وتساءلت البرلمانية آمنة نصير فى تصريح لـ"برلمانى"، بماذا سيفاخر الرسول صلى الله عليه وسلم  بهذه الكثرة؟، ولابد على صاحب الخطاب الدينى أن يوازن ما بين هذه الأحاديث والأقوال الشهيرة فيما نراه على ضوء مستجدات وظروف عصرنا، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يقول "يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد دين هذه الأمة" وهناك فى القرون الأولى لا يصلح الآن؛ لأن هناك مستجدات كثيرة جدا لا تتسق مع ما جاء فى العهد الأول كمثال تحديد النسل.

 

واستطردت عضو مجلس النواب، أخرج من هذا التحليل لهذه القضية بأنه بالتأكيد الخطاب الدينى الغير رشيد ساهم فى استطياب الكثرة من النسل دون أن نعرف باقى ملتزمات هذا الأمر، وبأى بشر يفاخر بهم الرسول يوم القيامة هل هذا النسل الذى تحت الكبارى أو هذا النسل الذى لم يكمل  تعليمه، أم هذا النسل المريض صحيا العليل اجتماعيا، ولابد أن ننظر فى هذه الأمور ونأخذها مأخذ الجد والاجتهاد للوقوف أمامها وطرحها على الناس على ضوء مستجدات هذا العصر.

 

عضو بدينية النواب يطالب بتصحيح الأفكار عن تحديد النسل

بدوره، قال النائب عمر حمروش عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الاصل فى الحكم الشرعى فيما يخص المعتقدات الدينية وملف الزيادة السكانية، أوضحته دار الافتاء المصرية عندما قالت تنظيم النسل حلال وأن تحديده حرام" بحيث إيجاد  فترة كافية لتوفير الرعاية والحصول على حقه وحظه من المجتمع فى التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، لأن مسألة كثرة الإنجاب ولدت أطفال شوارع ومشاكل عديدة.

 

وأضاف حمروش فى تصريح لـ"برلمانى" قائلا: أتمنى أن تقوم المؤسسات الدينية المعنية بدورها فى هذا الموضوع لإظهار مدى خطورة هذه المشكلة على المجتمع لأن الزيادة السكانية تلتهم غالبية موارد المجتمع، إذا ما نظرنا وقارنا هذا الأمر بدول أخرى فى العالم".

 

وتابع :" المسألة تتطلب قيام المؤسسات الدينية بدورها فى التوعية بخطورة المشكلة والتوعية وكذلك وسائل الإعلام وفق إحصائيات تظهر خطورة المشكلة، وإذا ما قامت المؤسسات الدينية بدورها ستكون هناك جوانب إيجابية لحل هذه المشكلة، ومن الوارد أن يكون الحل ليس فى الحال، ولكن على مدى سنوات سيظهر نتائج إيجابية لحل أزمة الزيادة السكانية.


الأكثر قراءة



print