الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:55 م

الأستاذ محمد حسنين هيكل: السيسى قال لى منذ يومين إنه لا ينام إلا ساعتين.. وفريقه المعاون يحتاج أن يكبر.. والقوى السياسية متشرذمة لغياب الرؤية.. وقوى الماضى تريد العودة إلى المشهد

هيكل:سنخرج من التاريخ إذا لم ننتبه

هيكل:سنخرج من التاريخ إذا لم ننتبه هيكل:سنخرج من التاريخ إذا لم ننتبه
الجمعة، 25 ديسمبر 2015 07:47 م
كتب برلمانى

- بشار الأسد يسقط فوراً إذا ظهر فى العالم بديل أفضل منه


- هناك منظمات فى العالم ارتكبت أسوأ مما فعله "داعش"


- ما يقلق فى ليبيا هو غياب الدولة والفوضى الشديدة



فى نهاية عام 2015 تودع المنطقة عامها من خلف سحائب الغبار الكثيف الذى أثارته سنابك الخيل وأقدام المقاتلين، وتحت وطأة تعالى صليل السيوف ودوى قعقعات المعركة قتال شديد يكاد ضجيجه يصم الآذان خلف وراءه خرائط جديدة تُرسم وحوارات عالمية تدور رحاها الآن لرسم المستقبل للعالم الجديد.. وبين هذا وذاك تبقى آمال وطموحات الشعوب تشق عنان السماء ويبقى خطاب المستقبل هو الحل الغائب عن مصر والمنطقة.

ويقدم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فى حلقة جديدة من حلقات برنامج "مصر أين وإلى أين؟"، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على فضائية "سى بى سي"، رؤية عميقة بعيدة عن السطحية والأمنيات الزائفة، مطلاً على تحديات عام 2016

بعد التحديات التى واجهنا فى عام 2015، وبالتأكيد قد نواجه مخاطر جمة فى عام 2016 ولكن وسط هذا قد تولد الفرص والأمل المشع.

وإلى نص الحوار..

الوضع الداخلى والبرلمان



* دائماً فى نهاية العام أعتدنا معك للنظر لعام مضى لكن بنظرة مختلفة لعام يأتى ونذكر أنك قلت أنه عام قد نواجه بعض المخاطر.. ونحن الآن قاب قوسين أو أدنى من انعقاد أول برلمان عقب ثورة 30 يونيو وسوف يفتتح الرئيس البرلمان قريباً وقد اكتملت المؤسسات الدستورية.. هل هذه لحظة فارقة؟


نحن فى لحظة خطرة جداً.. بالتأكيد كنا نواجه خطورة غياب البوصلة، وفى بعض اللحظات ضلت البلد طريقها للمستقبل ونحاول الوصول من وقت لأخر لنقطة انطلاق حقيقية، وهنا نحتاج لجهد غير عادى لامساك زمام الأمور مرة أخرى ثم التطلع للعالم، ولا يبدو أننا نفهم ونعى العالم من حولنا كما يجب والتغيرات التى يمر بها العالم حولنا يومياً وكيف نجد طريقنا للمستقبل لغياب البوصلة.

وفى لحظة من اللحظات كنا نعرف أين نحن تقريباً؟.. لكن العالم تغير جداً وخرائطه يعاد رسمها، ولكن لم نستشرف نحن شكل ما هو حادث، ورغم أنكى تقولين نريد أن نعطى للناس أمل الآن، إلا أننا أمام لحظة فارقة وخطرة تحتاج لعمق أكبر مما نراه وجسارة أكبر مما نراها الآن.

والقضايا أمامنا أكبر من جهد رجل واحد فى إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى أو مجموعة من الناس، فنحن أمام عالم إذا لم نلحق به سوف تتركنا عربة التاريخ، لا أريد التشاؤم لكن يجب أن نقلق لأننا نحتاج للنظرة العميقة لهذه اللحظة التاريخية، وأنا متفائل بالطبع لكن هناك مشكلة وهى غياب الحقائق، فضلاً عن أن مسالك الطرق غير واضحة ولا يزال العمل بدون خريطة واضحة دون خريطة لمستقبل أنا موجود فيه أمام العالم وما يقلقنى أننى أرى خرائط متغيرة ففى الأعلى أوروبا تتغير وأفريقيا أسفلنا تتحرك.. وتحركات واسعة وكبيرة فى آسيا ونحن لازلنا نقف ونأخذ الأمور على هوانا فى وضع تباطؤ وأتمنى فى هذه الحظة أن يضع أحدهم أمامى الطريق ومعالم الوصول إليه.

* سوف ننتقل إلى الوضع فى الخارج فيما بعد.. لكن دعنا نبدأ بالوضع فى الداخل.. ففى الداخل مثلاً ماذا تتوقع وتتمنى أن يقول الرئيس فى افتتاحه للبرلمان؟


بصراحة لم يعد يهمنى ذلك بصراحة، الأقوال كثيرة جداً تناثرت والناس كلها تتكلم المهم الدخول بمحطة واضحة صوب المستقبل ويهمنى أن يدخل للبرلمان الجديد وهو لديه نقط واضحة دون كلام كثير، وأبرز هذه النقط هى تحديد التحديات.

ضعى خريطة العالم أمامك لتعرفى من معك ونحن مع من؟ ففى وقت من الأوقات كنا موجودين فى خرائط التحرر الأسيوى الأفريقى، لكن الآن لم نكن موجودين فيها، وكنا فى وقت من الأوقات موجودين فى حوض البحر الأبيض المتوسط وتراجعنا.. ولذا أخشى أن تكون عناصر القوة تاهت منا ونواجه عالم يقتضى أن نستجمع كافة قوانا وهذا غير موجود الآن.

* سنعرج مجدداً على الوضع الداخلى.. والرئيس السيسى ورث تركة ثقيلة؟


الرئيس السيسى ربنا يكون فى عونه، فى أوقات كثيرة أتعجب كيف ينام الرئيس، وهو قد قال لى منذ يومين أنا لا أنام إلا ساعتين.


* ساعتين فقط ؟


ليلاً

*من القلق؟


القلق أقل بكثير ما نوصف به المخاطر وهذا البلد اذا لم يتنبه اخشى أنه يكون فى طريقه للخروج من التاريخ؟.

* من التاريخ ؟


تتحدثين عن التفاؤل وأنا بالفعل بطبعى متفائل لكنى أحذر، ولا نستطيع أن نواجه مستقبل أمة بأوهامى وأحلامى ولكن المنطقة المحيطة الآن لم يصبح الوضع فيها مثل الرجل المريض الذى أُطلق على العثمانيين، لكنى أخشى أن نكون فى مرحلة أخطر من المرض، وأنا قلق وهذا حقيقى.

* الرئيس سوف يفتتح البرلمان خلال أيام.. دائماً كنت تقول أنه مطالب بأن يتحدث لبيان الحقيقة للناس هذه تحدياتنا وهذه مشكلاتنا وهذه طرق خروجنا منها؟ ماذا تتوقع؟


هناك توقع وهناك تمنى وأنا أخشى باستمرار أنه قد يغلب عليه جانب الحذر ومن ثم التفاؤل، والرجل بطبعه متفائل وهذا جيد ولكن أخشى أن لا يتم تقليل الفجوة بين التفاؤل وبين الحقائق.

وحتى نقيس موقفنا لابد أن نسأل: أين أنا من رضا الناس بشكل كامل أو بشكل معين؟، أخشى أن أقول أن هناك أناس موافقين على ما يحدث لأن البدائل مخيفة وقد جربوها، ورأينا مصائب وهناك جزء من الرضا نوع من القبول بالمصائر لأن البدائل غائبة ولا أريد أن أقول مزعجة وأنا أتصور أن الرئيس وهو ذاهب للبرلمان لابد أن يقول الحقيقة لكن لابد أن يكون هناك طريق عملى للخروج من أزماتنا، ولا أتصور أن مصر وحدها قادرة على الخروج للمستقبل ووهى تحتاج لقوى حقيقية واحتياطات كافية، والاحتياطى الكافى هو العالم العربى وقوتك الذاتية هى قوى الاقتناع العام بما تفعليه ومن ثم نحتاج لمراجعة ولا أظن أن مجمل السياسات المطروحة على الساحة تكفى لإقناع الناس بأن هناك مستقبل مرضى ومقبول.

* من يحدد هذه الرؤية؟.. فى الولايات المتحدة الامريكية مثلاً الرئيس يأتى لسدة الحكم بوجهة نظر حزبه وبفريقه المعاون.. ولكن هنا الرئيس بلا حزب؟


بلا حزب وهذه المشكلة.. فالمشكلة أن الرجل كان الله فى عونه جاء فى وطن دجر محمل بالأخطاء التاريخية التى لا أريد الدخول فيها، وجاء الرجل فوجد الرجل أرض فى منتهى الصعوبة وطرق المستقبل كلها عقبات لابد أن ترفع حتى يكون بوسع هذا البلد أن يتقدم، وأن تكون معه قوى واضحة وأن يكون الخطاب الرسمى فيه دعوة واضحة لمشاركة الجميع ومواجهة مواقف محددة ومفصلة ومدروس، وأخشى أننا نواجه ما لم ندرسه بشكل كافى ونواجه ما لا نحن مستعدين لمواجهته، ولا يمكن أن يعمل الرئيس بأربعة من المعاونين أو ثلاثة.

واجبات الرئيس



زيارة-الرئيس-الى-اثيوبيا--فرنسية-(3)--24-3-2015

*مازلت ترى أن فريق الرئيس يحتاج أن يكبر أو يزيد عن هذا العدد؟


الفريق المعاون للرئيس يحتاج أن يكبر جداً وأن يكون ممثل لشيء والفريق المعاون للرئيس فى أحسن الأحوال ناس لديهم نوايا طيبة، ولكن ما حوله بيروقراطية وهى لتسيير الأمور وليس للتغيير وهذا البلد يحتاج لتغيير الأمور أكثر من التسيير ونحن فى لحظة خطرة والتغيير ليس رفع الخيام، لكن يجب أن يكون هناك مقصد واضح وخريطة لما نريد أن نذهب ويحدد هذا حوار بين كل قوى الوطن وهذا غير حاصل.

وبداية الحوار الحقيقى هى تجهيز ممثلين حقيقين للشعب، وأن نطرح عليهم الحقائق والاحتمالات ثم نستمع لما يقال ومن ثم بلورة رؤية من نوع ما لمستقبل هذا البلد لكن تسيير الامور خطر.. ونحن أمام عالم يتغير وحتى ندرس نحتاج للتنبه أكثر من ذلك.

*ربما كان العام والنصف الاول من حكم الرئيس هو مهتم فيه بتثبيت أركان الدولة وحماية مؤسساتها وقد واجهت مصر إرهاباً ومخاطر وضغط خارجى هل هذا الهدف أنتهى؟


أريد أن أقول أن هدف الأمن مطلوب عند التقدم فى أى خطوة مطلوب أن نفتح طرق تقدمك وأن نحمى أجنابنا من كافة النواحى لكن هناك ضرورة لتحديد هدف المستقبل لأنه افق مفتوح يجب أن نحدد إلى أين نحن ذاهبون؟.

*ماذا يجب أن يفعل؟


أن يقوم بتشغيل هذا البلد بطاقته الكلمة؟ كيف يمكن لهذا البلد أن يتقدم والعالم كله يجرب ويتغير.. لابد أن نحشد قوى الوطن وعلى رؤية، والمشكلة هى أنه لا يوجد حشد لقوى هذا الوطن ولا رؤية وهناك نوايا طيبة وأمانى تثير الاحترام ولكن بالفعل القطار وقف فى المحطة فترة طويلة، وهبط ركاب ينتظرون الصفارة للإنطلاق.

* ولا نعرف أين سيذهب بنا القطار؟


بالفعل ذهبنا وتوقفنا ولا نعلم إلى أى اتجاه سيقودنا القطار؟ الحقيقة هناك أشياء كثيرة متروكة للتمنى وأنا أخشى من هذا.

تلاسن المجتمع والاستقطاب



* تشغيل الطاقة الكلمة للمجتمع.. هل ترى أن أول خطوة تجفيف حدة الاستقطاب؟


أول خطوة لا يمكن لبلد يذهب لمستقبله وهو متوتر وخائف من المستقبل ولا يمكن هذا دون خريطة للمستقبل هناك اشياء كثيرة جداً وأنا أرى الخطاب العام فى هذا البلد مرتبك ومختلط بشكل غير طبيعى.

* وهناك تلاسن؟


يوجد ما هو أسوأ من التلاسن ووصلنا لحد التخوين وأصبح هناك سيادة لخطاب الجهل، ومطلوب من القيادة أن ترسم الطريق.

*ولكن ونحن نرى فى الإعلام تلاسن وسباب وأشياء أخرى.. هل تدخل الرئيس أحد أدواره؟


لا يستطيع أن يضبط هذا الشيء ولكن ما هو أسباب التلاسن؟.. أسباب التلاسن هو أن هناك فراغ موجود فى الرؤى السياسية وطرق الحركة للمستقبل وقصور فى توصيف المستقبل والتلاسن يأتى من العطلة ولا يوجد قاطرة تعمل وتسير وليس لها صوت مسموع والجميع يقول ما يقول فى وسط غياب الحقائق وهناك سطحية شديدة فى تناول شئون المستقبل، ونجد أن النبرة الخطابية النقدية تنقد ولا أحد يعطى افكاراً.

هيكل-ولميس-9-4-2014-(7)


*قلت أن يجتمع الرئيس مع قوى المجتمع لكن بصراحة الأحزاب ضعيفة جداً ومتفتتة جداً؟


أول واحد أعترف بهذا.. لكن ضعى برنامجك وتوجهى به إلى الشعب وحدث هذا فى التاريخ فرنسا فى أعقاب الحرب العالمية جاء ديجول فى هذه اللحظات ما هى طريقة النهضة؟ جاء ديجول فقدم برنامج وجده البعض صعباً للتحقيق وبدى أمام البعض وكأنه وهم لكن الإرادة حولته من وهم لتصور لفعل.
القضية أنه لم يمنح أحدهم خريطة لهذا البلد لتصور مستقبلى لها وكيف تنهض وأيضا الوطن العربى هل يعقل أن تترك سوريا فى هذه اللحظة فى هذه الأوضاع أعلم أن لدينا مشكلة انظرى عواصم العالم العربى التى كانت متفاعلة أصبحت ليس بها حيوية حتى المتخاصمة فى بعض الأحيان وحتى فى الخصام فقد كنت فى بعض الأحيان وقت التخاصم متفاعلة مع بعضها البعض بشكل أو بأخر والجزائر مثلاً كانت من أنصار المقاتلة ونحن كنا من انصار التهدئة لكن المشكلة أننا اليوم وجدنا الخلافات تحولت لخلافات شخصية وحساسيات وهى ليست لا تصب فى ذات الهدف وهو هدف التقدم.

مهمة القيادة ومضمون الرسالة



* لكن هذه الحكومة لديها مشاكل كثيرة فى كل يوم تستقيظ على مشكلات الإرث القديم والناس لم يعد بوسعها تلحق تفكر بشكل استراتيجى؟


الموقف معقد كثيراً والمشكلة أن غياب الرؤى، وغياب الحوار أحد الأسباب لكنى أرى تخبط فى الظلام أكثر من اللازم وقلق منه.

* أعود للحياة السياسية هل ترى أن هذه الأحزاب هى تمثل هذا الشعب وتمثل القوى الحقيقية فى الشعب أم أننا أمام هياكل لمؤسسات فى النهاية لا تعكس حقيقة القوى الكامنة للشعب؟


قد أتفق معكى أنها قد لا تمثل شيء لكن دعيها تمثل أى شيء أطرحى رؤى المستقبل هنا المبرر الوحيد لبقاء أى حد فى السلطة أو مجيئه أن يكون لديه رؤية حتى لو غير مرتبة على أن يرتبها الحوار وهذا قد يحدث والتسيير ليس رؤية أما التغيير والتقدم لما يوائم العصر هو المطلوب.


*ماهو مضمون الرسالة ؟


الرسالة مضمونها أن يقول أحدهم، هناك أمل نعم هناك عناصر لهذا الأمل وهذه وسيلتى لتحقيق هذا الأمل وهذه عجلاتى للتقدم إليه.

* سأعود للشأن الداخلى ومرة أخرى للبرلمان حيث أنه على الأبواب وهناك ائتلافات حيث نرى ائتلاف بين أحزاب ومستقلين هل ترى أنه كان يجب أن يكون للرئيس أغلبية أفضل من هذه الأغلبية التى قد تبدو مصطنعة؟


أنتى تقولى أنها أغلبية مصطنعة لأن البلد تبدو فى حالة تشرذم كامل لأنه لا يوجد رؤية أطلب عليها أجماع الناس.. الأمانى الطيبة لا تصنع رؤى واعتقد أن الاحزاب باستمرار المعارضة أو القوى السياسية تأتى ردة فعل لأمرين أول شيء الأمانى المطلوبة لدى الناس والأمر الثانى هى كمية الضغوط التى ممكن تعمل تحتها هذه القوى وقيمتها ولا يوجد توصيف كامل لما هو موجود من أهداف وتصورات ولا يوجد قوى تشد فى هذا الاتجاه والوسيلة انا أعتقد هو خطاب حقيقة لا يثير التشاؤم بقدر ما يمثل الحقيقة الكاملة ثم يرسم طريق لتحقيقه أنا حتى هذه اللحظة لم أرى هذا وأرى فقط أمانى طيبة وخطوات لا باس بها فى بعض الاتجاهات لكنى لم أرى تكامل فى هذا كله.

حوار-الكاتب-الكبير-محمد-حسنين-هيكل--مع-الاعلامية-لميس-الحديدي23-10-2015-(1)


* لكن هذا النظام يسعى لتحقيق رغبات الناس التى تريد أكل وشرب وتعليم ؟


اكل الناس هو أبسط شيء ممكن تحقيقه تصورى مستقبل وأعطيه للناس، وأعود إلى ما فعله عبد الناصر وقيمة ما صنعه رغم الأخطاء لكن فى لحظة من اللحظات عبر عن مطالب الناس وحاول التحرك فى طريق الاستجابة لها وهذا جعله بطل شعبى.

الرئيس السيسى جاء وسط أمال للناس وهذا حقيقى، والرجل جاء وأراد أن يفعل لكن المشكلة فى ظنى تتمثل فى أمرين أن العدد المحيط به قليل جداً والشيء الثانى أن الرؤى التى أمامه لا تكفى لتعكس التصورات الكثيرة للمستقبل، ونريد منه أن يفتح المزيد من المجال العام وأنا أعرف أن المجال العام مليء بسلبيات.


صلاح دياب



* فى الشأن الاقتصادى.. ما يبدو من قلق وتوتر بين القطاع الخاص والنظام هل أزعجك ما حدث لصلاح دياب؟


أقلقنى لا بعد مدى وما حدث لصلاح دياب غريب جداً أن نقف ندافع عن شخص لكن أنا رأيت صورته يوم اعتقاله فى فناء بيته وهو فى حالة ذهول لما حدث له، ولا أتصور أن شخص له دور أو حيز من البلد ليس ذلك فقط بل أى مواطن أن يدخل إليه أحدهم ويأخذه من غرفة نومه، ماذا لو انتظرنا للصباح لماذا فى منتصف الليل.

*ما هى خطر هذه الصورة؟


اذا لم تقولى أن هذه الصورة تقلق الكثيرين جدا نغالط أنفسنا لا يمكن أن يحدث هذا فى حيز صلاح دياب ونقول للناس أطمئنوا وأعملوا وأنتم لديكم الفرصة، وما حدث قد يبدو وكأنه "رأس الذئب الطائر" موجود.

*تم الإفراج عنه ولكن لا نعرف كيف حدث؟


لا أعرف أن أحدهم حوسب ولا أعرف لماذا حدث؟ وأنا شخصياً مستعد أن أقول أن أى رجل أعمال قد يقوم بشيء قد يستوجب المسائلة لكن طريقة المسائلة لا بد أن تكون مختلفة حددوا له موعد وقولوا له تعالى فى الصباح وهات محاميك معك وأنا اذهب لكن أتوجه لبيوت الناس بهذه الطريقة وأخذ الرجل بهذا الشكل أمر غير مفهوم ثم عندما يتذمر الناس نتركه؟.

* ليست كارثة لكنها صورة لما تكرر فى بعض الانظمة السياسية.. وتكرر ليس بنفس الصورة ولكن بأشكال مختلفة؟


صلاح دياب اهتممنا به لأنه نجم لكن هناك أناس غير معروفين تنقض عليهم صواعق من السماء ولا نعرف عنهم شيئاً.


*هل تشعر أن العدل غائب ؟


العدل هو معيار انسانى تختلف فيه الرؤى، ولكن هناك قانون ومهمته أن يصوغ العدل فى نصوص قابلة للتطبيق.

*هل ترى أن ان القانون لايطبق بالشكل اللازم ؟


فى حالة صلاح دياب القانون لم يطبق ولا يمكن أن يكون هناك قانون يتسق أن يوقظ أحدهم من نومه ويجد مسدسات موجهة إليه.


الشباب والمستقبل



*لا يمكن أن يكون هناك خارطة للمستقبل دون أن يكون الشباب جزءاً منها هذا الجيل جزء منها ونصف سكان مصر من الشباب ؟


كيف يمكن أن يجذب شباب دون وجود نموذج واضح.. كيف يمكن شد شباب للعمل السياسى.

*الشباب بعضه محبط ولا أريد أن اقول كله ؟


بعضه وهنا عدة اشياء فى مسألة إحباط الشباب أول شيء أن العالم كله فى لحظة انتقال والمطالب متغيرة وهناك حالة سيولة كلمة وبالفعل أن أى حاكم ممكن أن يأتى لتحديد بالضبط ما هو المطلوب فالكل يرى أن ما نراه وهو شعور طاغى أن ما أراه ليس مقنعاً لكن لا أقدم تصوراً لما أريد والصورة تتغير كثيراً.


وربما يشعر الشباب أنه بعد ثورتين لم يستطع تحقيق أحلامه ؟


*هذا صحيح وجزء من المشكلة الحالية التى نعيشها ففى خمسة وعشرين يناير كل الناس كانت تشعر أنكى أمام شباب حدودهم هى السماء وبشكل أو بأخر أحبط لأمرين أول شيء أن ما صنعه ذهب للإخوان ثم جاء تصحيح عملية الاخوان ولكن حتى الآن التصحيح لازال يعبر عن أمانى ورؤى ليست مكتملة ولا يوجد خطة ولا نداء واضح.


*هل تشعر أن قوى الماضى تظهر بين الفينة والأخرى تطل برأسها وتلوح لنا؟


أليس هذا طبيعياً؟ هل تتصورى أن وضع الماضى يصاب بسكتة ويختفى ويخرج مستقبل مزهر مشرق من تلقاء نفسه لابد أن نتصور أن هناك مراحل اختلاط والتباس بين ما كان وبين ما تطلبين.

*وهناك قوى تريد أن تعود؟


هذا طبيعى أنها تريد أن تعود.


العالم العربى 2016



* فى العالم العربى كيف تتوقع شكل الخريطة فى 2016؟


أعتقد أن المشرق العربى معرض لخطر كبير جداً ليس خطر إيران لأنه أخر خطر قد يقلقنى، لكن انا أعتقد أن أهناك أسباب للضعف وبعضها قد يكون مقصود هى منطقة أحلام ومطامع اسرائيل.


*عودة لسوريا مرة أخرى فى 2016.. الصراع الأمريكى الروسى عليها هل هذا الصراع موجود؟


باستمرار هناك صراع دولى على سوريا فهى مدخل شبه الجزيرة العربية والمدخل للعراق وإيران.

*هل تتوقع أنه بعد قرار مجلس الأمن الاخير أن نوع من التوافق المؤقت بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية فى المرحلة القادمة وقد يتم الوصل إلى حل أم أن الوجود العسكرى الروسى الأخير هناك يؤجج الصراع؟


سوريا باستمرار تعكس قلق المنطقة ولا يطمئنها باستمرار ألا احساسها بأن أولاً مصر معها وأن الخليج ليس ضدها وما حدث لأسباب كثيرة جداً لن ندخل فيها، ويجب أن نؤكد أن سوريا هى شاطى البحر المشرقى كله وهى بوابة إيران والعراق كلها.

*كيف أكون مع سوريا هل مع بشار أم المعارضة السورية؟


مع الشعب السورى.

*كيف النموذج؟


ببساطة حافظ الأسد دخل فى حرب شريك ثم قررتى الخروج من المعركة دون إخطاره وهذه مشكلة.

* هذا بالنسبة للماضى؟


الآن اعتقد أن هناك قصور من جانبنا أننا لا نبادر، نحن ننتظر أن يتصل الآخرين بنا ونسينا أن دور القيادة أن تبادر، ومصر تحتل مكانة معينة فى العالم العربى وهذا يقتضى أن تكون هى المبادرة وعندما ترى أن سوريا فى خطر علينا، أن نطمئن سوريا حتى لا ترتكب مزيد من الأخطاء.


* نطمئن من نظام بشار الأسد أم المعارضة؟


نظام بشار الأسد والجيش لا استطيع أن أفرض سلطة معينة على بلد معين لكن مضطر للتعامل مع بشار والأوضاع فى سوريا.


*هل نفتح حوار مع بشار الاسد ؟


ولماذا لا إذا كنت وصلت لفتح حوار مع إسرائيل ما يمنعنا أن نقدم على هذا؟ وغير بشار الأسد.


*فكرة التفاوض مع كل الاطراف؟


تفاوضى مع الجميع عندما نتحدث عن مصر فنحن نتحدث عن أنها طرف ينظر إليه كافة الأطراف فى المنطقة العربية لأنها الشقيق والسند الحقيقى.

*هل تعتقد أن 2015 سيكون نهاية لحكم بشار الأسد؟


أنا أعتقد أن بشار الأسد يسقط فوراً إذا ظهر فى العالم بديل أفضل منه لكن تعالى ننظر للوطن العربى كله فى أوضاع سيئة نحن نركز على سوريا لأن الغرب يركز عليها ولأنها الجائزة الكبرى فى قلب البحر المتوسط.


داعش



*العالم كله ليس بوسعه أن يقف أمام داعش؟


* أريد أن اقول شيئاً اولاً أننا نبالغ جداً فى خطر داعش، وهناك منظمات فى العالم ارتكبت أسوأ مما فعله داعش.

*هل القضاء على داعش من الداخل ؟


وقت أن يقوم العالم العربى بسد ثغراته وأن يوحد صفوفه.

إسرائيل



هل نسينا إسرائيل فى الازدحام؟


*نحن نسيناها بالفعل.

*هل اصبحت أمر واقع ؟


تذكرى أن دايان قال: "إن قوة جيش الدفاع الاسرائيلى جيدة لمواجهة العرب لكنها قوة ردع لكن ما يمنع العرب عنى وأطمئن أنهم بعيدون عنى أن أشعر أنهم دخلوا فى تناقضات رئيسية مختلفة"، بمعنى أن نظرية الأمن الإسرائيلى هو أن يدخل الوطن العربى فى بعضه ويقاتل فى بعضه ويترك إسرائيل وهذا ما حدث.

* "بتلخم"؟


يستنزف ويستغرق فى مشاكله ويترك إسرائيل، والغريبة مما يدل على هشاشة ما نحن فيه أنه ما يحدث فى إسرائيل لا ينبغى أن يخفينى لأن ما يشهده الوطن العربى هو أسوأ أحواله.

* كيف وهى تقتل "قنطار" وغيره؟


القتل لا يصنع قوة.. أى واحد فى الصعيد يقتل "الخط" مثلاً لكن القتل ليس المعيار.

*لكنها ثبتت أركانها كأمر واقع؟


أمر واقع فى هذه اللحظة التاريخية هذا التشرذم العربى والانفكاك العربى فى الوقت الحالى أعطاها بعض القوة لأن القوة العسكرية عقيمة بوسعك قمعى اليوم لكن لن يستمر هذا.

*لكن القضية الفلسطينية توارت الان ؟


لأن الوطن العربى الآن كل بلد فيه دخل فى قضية تشبه القضية الفلسطينية وكل بلد فى العالم العربى مهدد لانقسامات فى الداخل وغارات من الخارج، ومخاوف أمنية.


اثيوبيا وسد النهضة



* موضوع المياه ومشكلة إثيوبيا وسد النهضة إلى اين نذهب فى هذه القضية؟


كل دولة داخل حدودها يمكن أن تتصرف بما تريد حتى لو لجأت إلى القوة العسكرية لكنه مع دولة غير مجاورة مثل اثيوبيا لا يمكن الوصول إليها، ونتذكر علاقة عبد الناصر بـ"هيلاسى" حين قال عبد الناصر هذا بلد أنا لا امتلك أن أختلف معه.

* الآن القيادة الحالية قد تكون فى أزمة؟


أعتقد أن هناك جهود كثيرة، ويجب أن نمد جسور الطمأنة بين دول الأزمة، لأن العلاقات بين الدول تسير بمبدأ لا تقل لى ولكن دعنى أرى.

*ماذا نفعل اكثر من ذلك ؟


تشعر إثيوبيا سواء بحق أو من غير حق وقبل ان أتحدث علينا أن نتطرق للمشاكل السابقة فى التاريخ وعلاقتنا بدول حوض النيل كانت فيها علاقات مع المستعمر ثم دخلنا فى مرحلة من الود ثم ضاعت لأسباب متعلقة بيننا والعلاقات لا تقوم فقط على الزيارات.


*ماذا تفعل القيادة الحالية ؟


هل تتصورين أن العلاقات بين الدول كعلاقة بين فتاة وشاب حدث بينهم خلاف ثم تصالحوا وذهبت إليه ترجع الوردة الزبالة فى الكتاب.

* قمنا بثورتين وغيرنا قيادات ؟


غيرتى قيادات لكن تحتاجين لبناء ثقة.. ومن الجيد أن الرئيس السيسى زار أثيوبيا لكن ليس كافياً لابد من جهد منسيق ومنظم ومتبادل المنفعة لكى تذهبى لأفريقيا.. أنتى قاعدتك الأساسية قوتك الداخلية ثم سند العالم العربى ثم نفاذك ووصولك لأفريقيا وأسيا ثم تخليتى عن هذا كله مثل الخديوى إسماعيل.

وسأقص عليكى قصة ذات مرة زارنى أحد وزراء الخارجية الذى جاء لزيارة الرئيس السادات فى الهليتون وكان بينهم وزير خارجية عربى وجاءوا لى والرئيس السادات تحدث وقتها بلغة الخديوى اسماعيل وقال لهم:" انتوا متخيلين أن مكانى هيبقى مع المتخلفين أنا مكانى مع المتقدمين"، ومكانك عبر المتقدمين عبر البحر شمالاً ولكن لا يمكن أن تصلى لأوروبا بمفردك.


محيط مصر



*ماهو محيطنا الذى يجب أن نهتم به؟


الجغرافيا هى من تحدد هذا المحيط باستمرار والتاريخ يؤكده.. مصر دائماً بمفردها مشكلة، لكن من خلال محيطها العربى والإفريقى والأسيوى قوة كبيرة جداً وقد جربناه ومن الاشياء الغريبة جداً أننا نحاول اختراع أشياء جديدة رغم أن تجربة التاريخ موجودة أمامى، ومصر لم تقوى أبداً إلا بمحيطها العربى.

* ليبيا تمثل الخطر الكبير فى ظل ظروفها وحدودنا الكبيرة معهم؟


ما يقلقك فى ليبيا هو غياب الدولة والفوضى الشديدة، وهو جزء من حالة عامة فى العالم العربى نحن سمحنا بها أو على الاقل سمحنا لها أن تحدث وفتحنا الطريق بخروجنا من محطينا.

* حتى صحافتنا وأعلامنا؟


لا أريد الاقتراب من الصحافة.. هل هذا إعلام يؤثر فى الناس.. كل مساء تشاهدين المعارك على الشاشات، ولو قلتى كلمة كل البرامج تبدأ فى العواء طول الليل حتى الفجر.

*مصر لم تكن دوماً دولة غنية بمواردها لكنها دولة التأثير؟


طبعاً أبسط شيء زمان كنتى مع كل ثائر فى أفريقيا مع كل حركة تحرر فى أفريقيا أو آسيا وهو مكانك الصحيح ثم انتقلتى لمكانك غير الصحيح.

* كيف أستطيع استعادة المكان الصحيح؟


عودى للمكان الصحيح وستجدين ننفسك تصرفين بالشكل الصحيح لا تحتاج لجهد كبير توقفى فى مكانك الصحيح وأعرفى أن قيمتك فى وجودك وسط الوطن العربى والعالم الآسيوى الإفريقى.


رسائل المستقبل لمصر والعرب



*فى نهاية 2015 ربما نتحدث الآن أكثر عن المستقبل فى 2016 ما هى رسائلك للعام الجديد؟


لا يمكن لأحد أن يوجه رسالة لكن أعتقد أن العالم العربى يحتاج أن يطل على العصر أكثر فالزمن والأساليب سبقتنا، ويجب أن نجدد رؤانا وتعبيرنا على ما يجرى حتى نرى العالم كما هو وليس كما نتصوره.

نصف أوروبا يعتقد أننا إرهابيين والنصف الآخر يعتقد أننا رجعيين وما بين الرجعية والإرهاب لا يوجد فارق كبير.. السياسية نحن أبعد عنها وأتمنى فى العام الجديد أن يكون هناك مجهود منسق مع مصر والسعودية وكل القادرين.

وآن الأوان أن نعى أنه لا يوجد دولة عربية بمفردها قادرة على النفاذ لكل هذا العالم الذى نطل عليه ونستطيع أن نصل للعالم اذا تحرك القادرين فينا.


*مؤتمر لمجموعة القادرين ؟


نتكلم عن مؤتمر للعالم العربى بلغة واحدة والكل يتحدث فيه بنفس اللغة وأريد أن اقول شيئاً أى مؤتمر للوطن العربى تحدد له رؤية وأنا من أنصار أن يدعو الرئيس السيسى لمؤتمر عربى لتحديد أولويات وتحديات المستقبل، ولكن عليه أن يحدد ما هى الرؤية التى يجب أن يجمع عليها العالم العربى ويقدم عليها ويقنع بها الآخرين حتى إذا لم نلتحق بالعالم وإذا لم نكن جزء من الحوار العالمى الدائر الآن وإذا لم نواجه العصر سنخرج خارج التاريخ.

* تحدثت عن العالم الغربى الذى ينظر إلينا بريبة.. بصراحة ما ذكر بشأن سقوط الطائرة الروسية وهذا التكالب علينا هل هو نوع من التزايد على مصر؟



قد أرى أنه رد فعل بزيادة بعض الشيء لكن لا تزيد الأمور عن حدودها ألا اذا كانت هناك ثغرات تسمح لها بالتمدد، وكل العالم يحدث به حوادث طائرات.


2016 والحلم



*ماذا تتمنى ان ترى فى 2016 ؟


اتمنى جداً أن الرئيس السيسى بمساعدة أخرين له أن يضع خريطة للأمل حيث أننى أعتقد ان مهمتنا سنة 2016 هى وضع خريطة لأمل حقيقى، وخريطة يبدو منها ماذا أفعل فى الداخل.


*هل المشروعات القومية لا تجمع الناس على مقصد معين؟


لا.. هناك اشياء جعلتنى اتفاءل الفترة الماضية، وهى مشروع قناة السويس.

* ماذا يجب أن يقول الرئيس للمواطن المصرى البسيط ؟


أخطر شيء مع المواطن البسيط ان نمنحه أمل زائف لابد أن يكون أمل مبنى على حقيقة وأن يكون الأمل مصحوباً بخطة عمل، وأعود لنموذج قناة السويس والطريقة التى تمت بها يعكس ما ينبغى أن يتكرر ويلفت نظر العالم.


* نتمنى فى بداية عام 2016 أن نرى شيئاً؟


أتمنى أن نرى إشراق مصرى أخر.. انبثاق أمل ليس فقط فى الداخل بل يشع فى العالم العربى.

الأكثر قراءة



print