وصف عبد الناصر صابر، الخبير السياحى ونقيب المرشدين السياحيين السابق، الحالة التى وصلت إليها المدينة السياحية قائلاً: "أسوان تحتضر سياحياً" و"الضيوف قادمون والقمامة أمام باب البيت"، مشيراً إلى أن الموسم السياحى سيبدأ مع بداية شهر سبتمبر المقبل ويتمنى أن يكون واعداً، لأنه قد يبدأ مع نهاية شهر يوليو بوصول بواكير السياحة الإسبانية ولأول مرة منذ زمن بعيد على طائرات شارتر إلى صعيد مصر وكذلك فى شهر أكتوبر تصل وبعد انقطاع طويل المجموعات الهولندية وكذلك البلجيكية بالإضافة إلى أفواج السياحة الألمانية ومن المتوقع أن تحدث طفرة تأخرت لسنوات للسياحة الثقافية والنيلية، وتزامنا مع السياحة الأوروبية هناك الشارتر الصينى الذى يهبط فى أسوان.
وأضاف "صابر" الخبير السياحى، أن الموسم السياحى يقترب والمسئولون بأسوان فى ثبات عميق فلا زالت القمامة تملأ الشوارع وينتشر فيها روث الخيول والحيوانات الضالة على طريق كورنيش النيل، والخيول وصغارها يتم إطعامها وعلفها على الكورنيش الساحر، و"التوك توك" وعربات الكارو فى كل مكان، وهو مشهد على حد وصفه مخجل ومخزى وفاضح وطارد لأى ضيف قادم إلى أسوان، لافتاً إلى أنه يشترك فى صنع هذا المشهد العبثى محافظة أسوان ومجلس المدينة وشرطة السياحة لأنهم لم يعودوا يؤدون دورهم وعملهم الذى يؤجرون عليه شهريا.
من جانبه، اشتكى شكرى سيف الدين، نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، من الحالة التى وصلت إليها المواقع السياحية والأثرية بأسوان، خاصة بعد أن حاصرت مياه الصرف الصحى المنطقة المحيطة بمعبد فيلة بأسوان، عقب كسر بأحد خطوط الصرف الصحى بالمنطقة واستمر المشهد على هذا الوضع لأيام دون تدخل من المسئولين، رغم ما يشهده معبد فيلة من توافد السائحين الأجانب عليه طوال أيام السنة، ورغم ضعف الإقبال على المعبد من قبل السائحين الأجانب خلال تلك الفترة من الصيف إلا أن الزيارات لا تنقطع عن المعبد الأثرى بمدينة أسوان.
وفى سياق متصل، أكد نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، لـ"برلمانى"، أن المراحيض الموجودة بالمناطق الأثرية داخل محافظة أسوان لا تليق بالسائحين، خاصة فى معابد إدفو وكوم أمبو وفيله ومنطقة الكاب الأثرية بالإضافة إلى متحف النوبة، مشيراً إلى أن هذه المراحيض غير آدمية ولا تصلح لاستخدام السائحين الأجانب خاصة أنهم بمثابة سفراء لبلادهم من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن مراحيض معبد إدفو يستخدمها الباعة المتجولون أمام المعابد، لافتاً إلى أن مراحيض متحف النوبة كانت تحتاج إلى تطوير وهو ما تم بالفعل خلال الأيام الماضية، أما عن المراحيض العامة فهى لا تمت لاسم مراحيض بصلة ولا تليق بالسائحين الأجانب، رغم احتياج السائح الذى يزور السوق السياحى فى جولة تفقدية لاستخدام المراحيض العامة، ويرجع ذلك بسبب استخدامها الشعبى وإغلاقها باستمرار معظم الوقت.
وأشار سيف الدين، إلى أن ملاحظات هذه المراحيض تم إخطار محافظ أسوان بها مسبقاً قبل بدء الموسم السياحى المنقضى، وكلف وقتها السكرتير العام بعناية هذا الملف، ولم يتم اتخاذ إجراءات فى هذا الملف سوى وعد بطرح هذه الحمامات فى مناقصة لتطويرها ولكن ذلك لم يحدث طوال الموسم السياحى المنقضى، ويهل على أسوان موسم سياحى جديد دون جديد أو تطوير لمراحيض المواقع الأثرية والسياحية.
وفى سياق متصل، تابع هانى ماهر، مرشد سياحى، الحديث عن المراحيض الموجودة بالمناطق السياحية والأثرية، قائلاً: "هذه المراحيض لا يمكن وصفها أو تقييمها ضمن المراحيض التى تليق بالسائحين الزوار لمحافظة أسوان السياحية"، موضحاً بأنه يسمع أسبوعياً تعليق من الوفود الأجنبية التى يرافقها خلال زيارتها للمعالم الأثرية والسياحية بأسوان، نظراً لأن السائح الأجنبى معتاد على مستوى عال من النظافة داخل المراحيض السياحية فى بلاده.
وحول المواقف التى يتعرض لها السائحون خلال استخدام هذه المراحيض، أكد هانى ماهر، أن هناك مضايقات تتم للسائحين ومنها ما يفعله العاملون فى المواقع الأثرية بحمل طبق على أيديهم موضوع فيه مبلغ 5 يورو أو 5 دولار وينتظرون السائح وهو خارج من المراحيض، فى إشارة إلى أن تسعيرة استخدام المراحيض 5 يورو أو دولار، علاوة على عدم وجود نظافة دورية لهذه الحمامات بعد استخدامها.
ومن المواقف التى ذكرها أيضاً المرشد السياحى لـ"برلمانى"، هو انتشار ظاهرة الطوابير أمام المراحيض فى أبوسمبل أثناء محاولة استخدام المراحيض من قبل الوفود الأجنبية وخاصة السيدات، نظراً لقلة عدد هذه المراحيض أمام الأفواج السياحية التى تزور معبد أبوسمبل وتقارن بألف سائح، وهو ما يؤدى إلى تأخير رحلة السائح مدة زمنية متوسطها 45 دقيقة.
وأوضح "ماهر"، بأن السائح البلجيكى خلال زيارته لأسوان يتعجب من وضع المراحيض السياحية وكذلك إعدادها وجاهزيتها للاستخدام الآدمى، وهو ما دفع عدد من السائحين إلى التفكير فى مشروع استثمارى بلجيكى لإنشاء مراحيض بمستوى جيد وتسع لكثافات عالية من السائحين.
من جانبه، قال أشرف مختار، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحية بأسوان، أن الموسم السياحى الجديد على الأبواب ومن المفترض أن يبدأ الاستعداد له مبكراً، إلا أن مدينة أسوان أصبح وضعها سيئاً للغاية ولا يبشر باستعداد جيد بداية من مستوى النظافة للشوارع وأمام المزارات السياحية مروراً بحالة ورصف الشوارع والطرقات والاهتمام بمداخل ومخارج المواقع السياحية، خاصة مع انتشار التوك توك فى شوارع أسوان، وحتى الاهتمام بالدعاية السياحية للزائر بمدينة أسوان، مشيراً إلى أنه يوجد بالمحافظة هيئة لتنشيط السياحة ولكنها لا تمت للسياحة بصلة وليس لها أى دور فى تنمية السياحة.
وتابع "مختار"، بأن محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، ليس مهتماً بالسياحة أو الاستعداد لها رغم أنها تحتل المرتبة الأولى فى توصيف محافظة أسوان ويعتمد أبنائها بشكل أساسى عليها وخلق فرص عمل، مؤكداً أن الدليل على كلامه هو رد فعل محافظ أسوان عندما عرض عليه ممثلو قطاع السياحة بالمحافظة مشاكل وتحديات السياحة، قائلاً لهم "يعنى هى كانت باريس قبلى"، موضحاً بأن المحافظ الحالى لا يدرك أهمية مدينة أسوان وسمعتها لدى السائحين الأجانب على مستوى دول العالم، أو حتى على المستوى المحلى داخل جمهورية مصر العربية.
من جانبه، أكد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أن استعدادات المحافظة للموسم السياحى الجديد بدأت مبكراً من خلال اجتماع بالعاملين فى القطاع السياحى خلال الشهر الماضى، وضم عدد من أعضاء غرفة شركات السياحة ووكلات السفر، ومديرى شرطة السياحة والمسطحات المرور والهيئة العامة للنقل النهرى، علاوة على رئيس مركز ومدينة أسوان ومديرى المراسى السياحية والحدائق ومكتب السياحة.
وأضاف محافظ أسوان، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أنه سعى لحل مشكلة مركبات "التوك توك" و"التروسيكل" من خلال تشديد الرقابة عليهم ومنع مرورها فى الشوارع الرئيسية وخاصة طريق كورنيش النيل، علاوة على التنسيق مع إحدى الجهات الأمنية للعمل على تطبيق منظومة أمنية متكاملة تضم شبكة ضخمة من كاميرات المراقبة يتم تنفيذها على مراحل مختلفة لتغطى كافة مدن المحافظة مع إعطاء الأولوية للأماكن والمناطق الأثرية من أجل إحكام السيطرة الأمنية والتدخل السريع للتصدى لأى جريمة أو مخالفة بالشكل المطلوب وفى أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أنه كلف رئيس مدينة أسوان، بإعداد تصور كامل عن تطوير ورفع كفاءة السوق السياحى مع رفع القمامة والمخلفات أولاً بأول، بالإضافة إلى إعادة الشكل الجمالى للجداريات واللوحات بسوق الشواربى ليصبح جاهزاً كمزار سياحى.
الحيوانات والأحصنة بطريق الكورنيش
أسلاك مكشوفة من أعمدة الإنارة
انتشار الكلاب الضالة
الصرف الصحى أمام حركة السياحة
فضلات الحنطور بكورنيش النيل
انتشار القمامة بمدينة أسوان
الصرف الصحى يغرق مدخل معبد فيلة
القمامة بالمناطق الحيوية
القمامة بشوارع أسوان
القمامة أمام السائحين