يسيطر على المشهد السياسى والنيابى فى الوقت الراهن حالة من الارتباك بجانب تطورات سريعة تشمل كل تفاصيل الحياة السياسية وخاصة فيما يتعلق بمجلس النواب الحالى المُحاط بحالة من الترقب والانتظار لانعقاد أولى جلساته وظهور الشكل النهائى للائتلافات والتكتلات التى ستعمل تحت قبة البرلمان، وفق أجندات تشريعية ومظلة كيانات سياسية مختلفة، وفى هذا الإطار نجد خفوت تحالفات انتخابية وبرلمانية، وميلاد تحالفات أخرى، وآخرها ائتلاف "الأمة المصرية"، الذى شرع حزب الوفد فى تدشينه، معلنًا التواصل مع عدد من الأحزاب منها حزب المحافظين، وحزب المؤتمر، وحزب الشعب الجمهورى.
ورغم أن ائتلاف حزب الوفد لم يكتمل تشكله حتى الآن، أو حتى تظهر ملامح تشكيله بأى من الأحزاب أو النواب المستقلين الذين سيضمهم تحت مظلته، إلا أن البوادر والمؤشرات تتجه إلى إعلان فشل تدشين الائتلاف، بعدما أعلنت الأحزاب التى كانت ستمثل شريكًا أساسيًا فى تأسيسه رفضها الانضمام لائتلاف "الأمة المصرية" والالتزام بعضويتها داخل ائتلاف "دعم مصر"، أو عدم الانضمام إلى أى ائتلافات بشكل عام، ليبقى البديل الآن، أمام حزب الوفد، هو الاكتفاء بمحاولاته واتصالاته مع بعض النواب المستقلين لضمهم للائتلاف، وهو الأمر الذى أعلنه قيادات الحزب مسبقًا من أنهم يسعون لضم عدد من النواب المستقلين.
المحافظين: مستمرون بـ"دعم مصر"
ومن جانبه، قال الدكتور بشرى شلش، الأمين العام لحزب المحافظين، إن الحزب مستمر داخل ائتلاف "دعم مصر"، ويعمل على تقديم كل خبراته للخروج بائتلاف قوى يعبر عن ممارسة ديمقراطية راسخة فى برلمان 2015، الذى نتمم به الاستحقاق الثالث وبناء الجمهورية الجديدة، مشيرًا إلى أن الحزب يدعم الائتلاف بكل ما يملك من إرادة لنجاحه بهدف الوصول إلى تحالف قوى وتوافقى.
وعن الانضمام لتحالف "الأمة المصرية"، الذى يدشنه حزب الوفد، أوضح الأمين العام لحزب المحافظين، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الوفد تواصل مع المهندس أكمل قرطام، رئيس الحزب، ولكننا ثابتين على موقفنا من الاستمرار فى "دعم مصر"، ولن ننضم للتحالف الجديد الذى يدشنه حزب الوفد.
وأضاف إننا نتخذ خطوات مدروسة ومتأنية ودخولنا إلى ائتلاف "دعم مصر" لم يصدر بناءً على قرارات متذبذبة أو عشوائية، ولذلك ليس هناك ما يستدعى خروجنا من الائتلاف للانضمام إلى ائتلاف آخر، خاصة أنه ليس هناك مستجدات قوية تدفعنا لتغيير قراراتنا.
الشعب الجمهورى: يجب التعلم من أخطاء التجربة
وبدوره، قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، عضو مجلس النواب، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى، إن الحزب مستمر داخل ائتلاف "دعم مصر"، خاصة بعد نجاح المفاوضات لتعديل اللائحة الداخلية للائتلاف والاستجابة لمقترحات وتعديلات الحزب، والتى تركزت أهم بنودها على عدم تدخل الائتلاف فى انتخابات المجالس المحلية، وعدم إنشاء أمانات بالمحافظات للائتلاف لأنه يأخذ بذلك شكل حزبى، وعدم قبول تبرعات من الغير للائتلاف.
وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب الشعب الجمهورى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن ائتلاف دعم "مصر" تجربة وليدة وجديدة على الحياة السياسية فى مصر، ولها من الأخطاء التى يجب أن نتعلم منها، مشيرًا إلى أن الائتلاف على وشك الإعلان عن الشكل النهائى لتشكيله بأسماء أحزابه، مؤكدًا أن الائتلافات موجودة فى العالم كله وليس معنى تشكيل ائتلاف أنه سيكون هناك سيطرة على الأحزاب أو منع ممثليها من التعبير عن هويتهم تحت قبة البرلمان.
وأشار رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى، إلى أن الحزب لم يوافق على طرح حزب الوفد للانضمام إلى ائتلافه تحت اسم ائتلاف "الأمة المصرية"، وفيما يخص العمل تحت مظلة "دعم مصر"، شدد على أنهم لن يتخذوا أى قرارات غير متسقة مع مبادئهم والصالح العام للوطن والمواطن، موضحًا أن أهمية دور الائتلاف هو الالتفاف والتوافق على الأمور القومية التى لا تحتمل وجود ارتباك فى اتخاذ قرارات بشأنها.
"المؤتمر" يعلن عدم انضمامه لأى تحالفات
وفى السياق ذاته، أكد الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، أن المجلس الرئاسى للحزب قرر الإبقاء على الوضع الحالى للحزب وعدم الانضمام لأى من التحالفات القائمة والاحتفاظ بكافة حقوق الحزب وهيئته البرلمانية والعمل فى كل ما هو لصالح مصر وأمنها القومى.
وقال رئيس حزب المؤتمر، إن المجلس الرئاسى للحزب ناقش مسألة التحالفات البرلمانية المطروحة على الساحة وما يشمله الأمر من إيجابيات وسلبيات واتخذ قراره بعد التصويت بعدم الانضمام لأى ائتلاف، وجاءت نتيجة الاقتراع بالأغلبية المطلقة بـ19 صوتًا مقابل 4 أصوات.
وأوضح أن قرار الحزب بعدم الانضمام لأى ائتلاف لا يعنى أنه ضد هذه الائتلافات، ولكن الحزب يحافظ على هويته وكيانه، مشيرًا إلى أن الحزب سيتعاون مع الجميع من أجل مصلحة مصر.
