يتزايد إنتاج حقل ظهر يوم بعد الآخر حتى وصل إنتاجه قبل أياما قليلة إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، ومتوقع وصول إنتاجه خلال شهر أغسطس إلى نحو 1.750 مليار قدم مكعب، وأن يصل مستوى 2 مليار قدم فى بداية 2019، تزيد إلى نحو 2.7 مليار قدم منتصف العام المقبل، وذلك بحسب خطة التنمية التى قدمتها شركة إينى الإيطالية المشغل الرئيسى للحقل لوزارة البترول.
وتتعدد فوائد حقل ظهر أضخم حقل منتج للغاز حاليا فى مصر وفى البحر المتوسط، فهو يعد أحد أهم موارد الغاز التى تحقق لمصر الاكتفاء الذاتى من الغاز، والتوقف عن استيراد الغاز المسال، وتوفير فاتورة الاستيراد للصرف على حزم الحماية الاجتماعية التى تقدمها الدولة لمحدودى الدخل، بالإضافة إلى، تحسين وضع إنتاج الطاقة فى مصر، والعمل على تحويل مصر لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز بالبحر المتوسط، وتخفيف أعباء تكلفة استيراد الغاز عن كاهل الموازنة العامة للدولة، وعدم الضغط على العملة الصعبة.
وكانت شركة إينى الإيطالية للنفط، قد أعلنت بنهاية أغسطس من عام 2015، عن اكتشاف كبير للغاز الطبيعى فى المياه العميقة بالبحر المتوسط فى حقل ظهر بمنطقة امتياز شروق بالمياه الاقتصادية المصرية، وأعلنت عن بدء إنتاج الغاز من الحقل بنحو 350 مليون قدم مكعب يوميا منتصف شهر ديسمبر 2017.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نهاية شهر يناير الماضى الافتتاح الرسمى لحقل ظهر، ثم وصل إنتاج الحقل حاليا إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى.
تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى
مع وصول الإنتاج من حقل ظهر إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز فإن إنتاج مصر من الغاز الطبيعى ارتفاع إلى نحو 6 مليارات قدم مكعب يوميا وهو مستوى يقل عن الاستهلاك المحلى من الغاز الطبيعى بنحو يتراوح ما بين 300 -400 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز حيث يصل الاستهلاك إلى 6.3-6.4 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز ومع الزيادة المتوقعة قريبا من حقل ظهر فإنه مصر ستكون قد تحقق بالفعل الاكتفاء الذاتى من الغاز.
توفير 220 مليون دولار شهريا
تسد الشركة القابضة للغازات الطبيعية -إيجاس- التابعة لوزارة البترول، الفجوة بين الإنتاج المحلى من الغاز، واستهلاك السوق المحلية من الغاز عن طريق استيراد الغاز المسال من الخارج، وقبل تشغيل حقل ظهر كانت فاتورة استيراد الغاز من الخارج تصل إلى نحو 220 مليون دولار شهريا، بما يعادل نحو 2.6 مليار دولار سنويا.
يفتح شهية شركات النفط العالمية للعمل فى مصر
النتائج المذهلة التى حققتها الشركات العاملة فى حقل ظهر شركة إينى الإيطالية والشركات الوطنية مثل شركة بتروجت وشركة إنبى من خلال تحقيق رقم قياسى لتشغيل المشروع فى 26 شهرا فقط فى حين أن المشروعات المماثلة قد تستغرق على الأقل 5-6 سنوات يفتح شهية الشركات العالمية للعمل فى مصر والتنقيب عن البترول والغاز فى المياه العميقة بالبحر المتوسط، وهو رد الفعل المنتظر والذى ستظهر نتائجه فى إقبال الشركات العالمية على المزايدة التى طرحتها وزارة البترول قبل شهر تقريبا فى البحر المتوسط، والمزايدة الاخرى فى الصحراء الغربية.
وبحسب تقرير صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الامريكية فإن احتياطيات الغاز بمنطقة شرق البحر المتوسط، تصل إلى نحو 200 تريليون قدم مكعبة احتياطيا من الغاز، وهو ما يغير خريطة اللاعبين فى الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط.
صناعة البتروكيماويات
تعتبر أحد اهم الصناعات التى تنتظر فائضا فى إنتاج الغاز الطبيعى لتعظيم القيمة المضافة على الغاز الطبيعى واستخدامه فى صناعات الكيماويات والأسمدة، وهو ما يعد قيمة مضافة للاقتصاد، من خلال تعدد عمليات التصنيع فيها تنتهى بمنتجات تستوعبها السوق المصرية، ويمكن التصدير منها والاستفادة بالعملة الصعبة.
توفير موارد جديدة للدولة
بوصول حقل ظهر إلى ذروة إنتاجه منتصف عام 2019 وتحقيق فائض بالإنتاج فإن مصر ستقوم بتصدير الغاز الطبيعى للوفاء بتعاقداتها المتوقفة خلال الفترة الماضية وهو ما يسمح بتشغيل محطات الإسالة المتوقفة التى تملك فيها الدولة نحو 40%.