ولم تأت عملية القبض عليه بمحض الصدفة وإنما كان مرتب لها منذ فترة بهدف إلهاء الأتراك عن الفخ السياسى الذى سقطوا فيه بعد نقل السلطات بكافة أشكالها لقبضة الدكتاتور العثمانى، فبأداء "أردوغان" اليمين الدستورية رئيسا للبلاد تحولت تركيا للنظام الرئاسى الذى يجعل منه نصف إله يتحكم فى السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية، ومن بين الصلاحيات التى منحها لنفسه إعلان قانون الطوارئ فى البلاد من دون العودة إلى البرلمان .
عدنان أوكتار
ومنذ عشر سنوات ويمارس "أوكتار" من الأفعال المشينة والفتاوى الشاذة عبر قناته الخاصة ما دفعت الأتراك إلى مطالبة الرقابة العامة بغلق فضائية "A9" الخاصة، التى تبث جلساته التى يصفها بالوعظية فى حين أنه كان يعرض الفتيات العاريات التى ترقص عقب تلك الجلسات المشبوهة كنوع من أنواع تجديد الأفكار الدينية القديمة، تحت مرأى ومسمع من قبل السلطات التركية.
والهدف كذلك من القبض على "أوكتار" هو التعتيم على مذبحة الجنرالات عندما أمر الدكتاتور العثمانى باعتقال 68 ضابطا من الجيش التركى منهم 22 ضباطا برتبة عقيد و27 عميدا بتهمة انتمائهم لحركة الخدمة التى يتزعمها الداعية فتح الله جولن المقيم فى الولايات المتحدة والذى تتهمه أنقرة بتدبير تحركات الجيش قبل عامين، لتكون أكبر حملة اعتقالات منذ ليلة 15 يوليو 2016 .
حفل تنصيب أردوغان
كما وجهت السلطات اتهامات رسمية لأكثر من 50 ألف شخص من دون دليل وظلوا رهن الاحتجاز قيد المحاكمة، فيما يتهم منتقدوا "أردوغان" باستغلال محاولة تحركات الجيش كذريعة لسحق المعارضة.
القبض على أوكتار
ويأمل "أردوغان" بعد القبض على "أوكتار" أن ترتفع أسهمه عند الأتراك ولا سيما أنه فاز فى الانتخابات بـ53% بعد تسويد وتزوير البطاقات فى حين روج حزبه العدالة والتنمية قبل التوجه للاقتراع بأنه سيحصل على أكثر من 80% من أجمالى الأصوات.
اوكتار
ويرى مراقبون دوليون، أن القبض على "أوكتار" حيلة مفضوحها للتعتيم على جرائم النظام التركى التى أصبحت معروفة للجميع من اعتقالات وتكميم للمعارضة علاوة على رفض قادة الدول العربية والأوروبية حضور حفل تنصيبه لدعمه للإرهاب الذى كان له مردود كبير لدى الأتراك، ولا سيما أنه كان يدعى بأنه الخليفة العثمانى وأنه أمير المؤمنين.
ويوضح المراقبون، أن المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل وجهت صفعة قوية على وجه أردوغان برفضها أرسال أى تمثيل دبلوماسى ولو بسيط ، فحاول أردوغان تبيض وجهه أمام شعبه بالقبض على "أوكتار" .