أعلن أولياء أمور طلاب المدارس ترحيبهم بانطلاق منظومة تطوير التعليم واستراتيجية بناء الإنسان المصرى والتى تبنتها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدين أن التغيير سنة الحياة ولن يستطيع أحد أن يقف ضده.
قال خالد صفوت، مؤسس جروب ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية، إن أولياء الأمور يرحبون بالتطوير وتغيير المنظومة، مؤكدا أن الجميع يتفق بأن منظومة التعليم الحالية أصبحت بألية وتحتاج إلى تغيير كلى وجزرى وهو ما سعت إليه الدولة بالفعل ونحن نقف خلف المسئولين عن التطوير.
وأضاف خالد صفوت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": رغم ترحيب أولياء الأمور بانطلاق استراتيجية تطوير التعليم، إلا أن هناك مخاوف كثيرة تقلق وترعب أولياء الأمور خاصة ما يتعلق منها بمخاطر تطبيق النظام جديد على أرض الواقع فى ظل البنية التحتية المتهالكة فى بعض المدارس.
وكشف خالد صفوت وعدد من أولياء الأمور عن أسباب تخوفهم، مؤكدا أن هناك قرابة 10 أسباب رئيسية تقلق أولياء الأمور على مستوى كبير، على رأس تلك الأسباب أن وزارة التربية والتعليم لم تكشف عن تفاصيل ومراحل تطبيق النظام الجديد سواء فى الصفوف الأولى أو الثانوى العام وهناك معلومات غير واضحة تظهر من وقت لآخر من قبل الوزارة دون توضيح، موضحين: غياب الصورة الكاملة للمنظومة الجديدة دفع أولياء الأمور إلى التخوف من تطبيقها.
وقال أحمد السيد، أحد أولياء الأمور، إن شكل المناهج الجديدة لم يظهر، وبالتالى هناك تخوف من عدم الرضا عليها خاصة منهج اللغة الإنجليزية للصف الأول الابتدائى وبعد أن قررت الوزارة إلغاء منهج المستوى الرفيع، قائلا: هذه نقطة ثانية فى النظام الجديد أعرب أولياء الأمور عن قلقهم بشأنها، إضافة إلى عدم تغيير منهج الصف الأول الثانوى.
وتساءل ولى الأمر كيف يتم تسليم الطالب تابلت وآلية جديدة للتغير وتبقى المناهج كما هى بنفس المحتوى والمضمون دون تغيير أو تحديث؟ قائلا: سوف يعانى الطالب من نفس المشكلات التى تخص المناهج، لافتا إلى أن تغيير أسلوب التقويم والامتحانات لن يكون كافيا لتحديث الثانوى العام ولكن لا بد من إعادة النظر فى المناهج والموضوعات الدراسية لأنها السبب وراء لجوء الطالب إلى الحفظ والتلقين بدلا من الفهم والتذكر وعلى الوزارة أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.
وأكد ماجد عبد العليم، ولى أمر، أن تطوير منظومة التعليم أمر فى غاية الأهمية والجميع يحتاج إليه، ولكن هناك مشكلة كبيرة وتخوف دفع أولياء الأمور إلى القلق، تمثل فى آليات خفض كثافات الفصول، مؤكدا أن الوزارة كلفت خلال الأيام الماضية المديريات بتوفير فراغات لتخفيف الكثافات فى الفصول ولكن هذا الأمر من الصعب حدوثه لأنه لا يوجد أماكن فراغ كبيرة فى المديريات ببعض المدارس.
وتابع ولى الأمر: فى حالة قدرة الوزارة على تقليل الكثافات فى الفصول، ماذا سوف تفعل الوزارة فى توفير الإتاحة اللازمة، متساءل هل يعقل أن يتم التطوير وهناك أطفال وصلوا إلى سن الخامسة والخامس و6 شهور ولا يوجد لهم أماكن داخل المدارس؟ وهل يعقل أن يكون هناك تطوير وبعض الأطفال يتم تسكينه على الورق فقط دون أن يجد مكانا للجلوس فى الفصل؟
وقالت سماح م"، ولى أمر، إن تغيير منظومة التعليم أصبح أمرا ملحا خاصة أن الدولة سبقتنا بمراحل فى ظل عدم الاهتمام بمنظومة التعليم فى السنوات الماضية قبل 2014، مشيرة إلى أن هناك تساؤلات كثيرة من بعض أولياء الأمور تتعلق بمدى جاهزية أعضاء هيئة التدريس لهذا التغيير؟ هل تلقى المعلمون تدريبات على النظام الجديد للتعليم لتأهيلهم؟ وهل التأهيل والعامل النفسى والمعنوى للمعلمين جاهز لانطلاق منظومة التعليم، موضحة أن نجاح تلك المنظومة يتوقف كليا على تطوير المعلم لنفس وطرق التدريس والإيمان الكامل بضرورة تحقيق التعلم المستمر لدى الطالب أو المتعلم.
وتساءل ولى الأمر عن آليات تشغيل باقة الإنترنت خارج الفصل وهل سيقوم بشحنها على حسابه الخاص؟ وهل سوف يستبدل الطالب جاهز التابلت حال تلفه أو سرقته؟ وماذا لو لم يستطيع الطالب استخدام التابلت؟ كما وجه أولياء الأمور تساؤلا حول مصير مكتب التنسيق فى ظل تطبيق الثانوية التراكمية القائمة على اختبار الطالب 12 امتحان خلال الثلاث سنوات هل سيتم إلغائه تدريجيا أم ماذا؟
وقال خالد صفوت، أن الوزارة تحدثت عن دمج شعبتى العلمى علوم والعلمى رياضة فى شعبة واحدة وهى الشعبة العلمية فقط والشعبة الأدبية فقط، موضحا: لم نفهم كأولياء أمور أى تفاصيل أخرى عن تلك الخطوة، متسائلا: كيف ستكون الدراسة بعد إلغاء التشعب فى العلمى؟ وما مصير الطالب الذى يرغب فى دراسة الرياضيات ولكنه لا يحب دراسة العلوم؟ وهل سوف يدرس الطالب 12 مادة هى جملة مواد علمى علوم وعلمى رياضة حاليا؟
وقال خالد صفوت إن هناك تخوفا من تطبيق النظام الجديد على الطلاب المصريين فى الخارج، خاصة أن بعضهم لا يؤدى امتحان التيرم" الفصل الدراسى الأول"، لافتا إلى أن هناك تساؤلات كثير يجب على الوزارة أن تعلنها بشكل واضح وصريح.
وتابع ولى الأمر: فى الثانوية العامة التراكمية يؤدى الطالب قرابة 4 امتحانات فى المادة خلال العام الواحد، فهل سيكون الطالب مطالب بمراجعة ومذاكرة جميع الأجزاء فى أخر العام؟ أم أن الجزء الذى يختبر فيه من المادة سيكون بالنسبة للطالب لاغ؟
وأكد خالد صفوت، أنه رغم تخوف أولياء الأمور، إلا أن هناك مميزات كبيرة فى النظام الجديد للتعليم على رأسها طرق التدريس باستخدام التابلت وأيضا عدم تطبيق الامتحانات على الصفوف الأولى ودراسة الطالب باستخدام الفيديوهات التفاعلية، إضافة إلى إدارة بنوك الأسئلة من خلال جهات سيادية وإلغاء التوتر والرعب الموجودة حاليا فى الثانوية العامة، وأيضا تقييم الطالب بأكثر من فرصة حيث يؤدى 12 امتحان بدلا من واحد حاليا فهذه ميزة كبيرة سوف تخفف الضغط على أولياء الأمور والطلاب لأن الطالب سيكون لدية فرصة للتعويض بشكل أكبر. ومختلف.
وفى السياق ذاته، طمأنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أولياء الأمور والطلاب، مؤكدة أن كافة الاستفسارات سوف يتم الإجابة عليها بشكل قاطع ومريح، حيث أكدت مصادر مسئولة، إن خطة واستراتيجية تطوير التعليم تسير بشكل محكم ووفقا لآليات واضحة وصريحة وضوابط وكل خطوة مدروسة ومحسوبة بالتنسيق مع عدة جهات مختلفة والوزارة لا تعمل بمفردها ولكن هنتك جهات سيادية فى الدولة تعمل معها.
وأكدت المصادر، أنه بالنسبة لخطة تدريب المعلمين فسوف تتم على مراحل وسوف يتلقى المعلم تدريبات بشكل مستمر طوال العام الدراسى لتحقيق التنمية المستدامة كما أن هناك مبالغ مالية ضخمة لتنمية مهارات المعلمين وتدريبهم بشكل مستمر وبالتالى على أولياء الأمور أن يطمئنوا فى هذه الجزئية تماما.
وعن الثانوية العامة التراكمية وإلغاء مكتب التنسيق، أوضحت المصادر، أن تطبيق التابلت هدفة فقط تغيير آلية التقويم والامتحانات.
وأكدت المصادر، أن نظام الامتحانات الجديد سوف يعزز ثقة المواطنين فى الامتحانات ويحد من ظاهرة الغش وغيرها من أشكال المخالفات التى حدث فى الامتحانات، وأن يقلل من معدلات تغيب الطلاب والمعلمين المرتبطة بانتشار الدروس الخصوصية، ومن ثم يؤدى إلى تخفيف الأعباء المالية على أولياء الأمور.
وأوضحت المصادر، أن الطالب يؤدى فى الثانوية العامة 12 اختبارًا على مدار السنوات الثلاثة للثانوية العامة وسوف يتم إعداد مجموعة من الاختبارات الجديدة التى ستُجرى مرتين فى السنة للصفوف الأول والثانى والثالث الثانوى، وسيتم تجميع النتائج فى نظام حساب المتوسط التراكمى للطلاب الذى سيحدد تخرج الطالب من المرحلة الثانوية.
ولفتت المصادر إلى أن الامتحانات الجديدة تقوم فى بادئ الأمر على نظم الاختيار من إجابات متعددة، مع زيادة كفاءات لتقييم لدى المركز القومى للامتحانات والتقييم لتربوى، وستشتمل الامتحانات على إجابات قصيرة وطويلة المعروفة بالمقالية بما فى ذلك المشروعات وطلاقة اللغة الشفهية.
وأشارت إلى أن مكتب التنسيق مستمر حتى يتم وضع آليات جديدة لدخول الطلاب الجامعات سواء امتحانات قدرات أو خلافة، مشيرة إلى أن كافة التفاصيل سيتم الإعلان عنها تباعا خلال الأيام المقبلة.