وأشارت "الجارديان" أن هذا الكشف يأتى بعد المؤتمر الصحفى المشترك غير العادى الذى عقد فى واشنطن من قبل كبار مسئولى الأمن القومى الخمسة فى الولايات المتحدة الذين حذروا من جهود "واسعة وعميقة" من قبل روسيا لزعزعة استقرار الديمقراطية الأمريكية. ومع ذلك، فهو تهديد يفشل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى أخذه مأخذ الجد، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الكشف عن الجاسوسة الروسية المشتبه بها جاء بعد حملة أمنية روتينية نفذتها وزارة الخارجية. لكن محللو الاستخبارات حذروا من أن هذه ربما لا تكون الحالة الوحيدة.
وقال جون سيفر، الذى خدم فى وكالة الاستخبارات المركزية لمدة 28 عاما، وقضى فترة فى موسكو وأدار عمليات روسيا فى الوكالة الأمريكية (CIA): "إن القصة ذات مصداقية عالية وليست مفاجئة لمن عملوا فى السفارات". وأضاف قائلا "هذه مشكلة دائمة..هؤلاء الأجانب – فى السفارات- يتم الاستعانة بهم للعمل مع الشرطة المحلية والأجهزة الأمنية، لكنهم غالبا ما يأتون من هذه الأجهزة".
وأوضح فى تصريحاته لصحيفة "الجارديان" "فى البلدان التى تمثل تهديدا استخباراتيا، عادة ما يقوم هؤلاء الأجانب بالعمل مع الخدمة المحلية. وفى روسيا هذا أمر مسلم به، فالروس لن يسمحوا مطلقا لشخص بالعمل فى تلك الوظائف أن لم يكن مسئولا أمامهم.
وأشار سيفر إلى أنه فى الدول التى لا تنتشر فيها ثقافة سيادة القانون، تحتاج السفارات إلى أشخاص محليين لإجراء اتصالات ومساعدتهم على إنجاز الأمور." فهم يساعدون السفارة على إنجاز الأمور كما يساعدون الخدمة المحلية فى أن يكون لها عيون وآذان داخل السفارة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم توظيف المواطنة الروسية من قبل جهاز المخابرات الأمريكى المعروف بالخدمة السرية، ومن خلال مهامها كان متاحاً لها الدخول إلى النظام والبريد الإلكترونيين الخاصين بالوكالة، ليكون لديها بذلك فرصة الإطلاع على والحصول على مواد سرية للغاية، بما فى ذلك جداول أعمال الرئيس الحالى والسابق، ونوابهما وزوجاتهما بما فى ذلك هيلارى كلينتون.
وتحدث مصدر استخبارى عن توفر الوقت الكافى للجاسوسة لجمع المعلومات، إضافة إلى تواصل بعض الموظفين معها عبر حسابات البريد الإلكترونى الشخصية وهو ما كان غير مسموح به.
وأشارت الصحيفة إلى أن المرأة عملت فى الخدمة السرية لسنوات قبل أن تتعرض للاشتباه فى عام 2016 خلال حملة أمنية روتينية أجراها محققان من مكتب الأمن الإقليمى التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وقد أثبتا أنها كانت تعقد اجتماعات منتظمة وغير مصرح بها مع أعضاء من وكالة الأمن الرئيسية فى روسيا.
وأوضحت "الجارديان" أن مكتب الأمن الإقليمى التابع لوزارة الخارجية حذر فى يناير 2017، وأعلم ما لا يقل عن تسعة من كبار مسئولى الخدمة السرية. وفى الوقت الذى كان فيه مكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة المخابرات المركزية يجريان تحقيقات منفصلة فى القضية، فشلت الخدمة السرية فى قيادة هذه الجهود ولم تطلق تحقيقًا واسع النطاق من تلقاء نفسها، وبدلاً من ذلك، سمحت للمرأة بالرحيل بعد أشهر قليلة، ربما لاحتواء أى إحراج محتمل.