يوم تلو الآخر يثبت الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامه بالشباب، وتصدرهم أولى أولوياته.. ولا يحرص الرئيس فقط على عقد مؤتمرات مع الشباب للاستماع لآرائهم ومقترحاتهم فقط بل يكلف الحكومة لتحويلها لتطبيق على أرض الواقع، ومن ضمن المشروعات التى تنفذها الحكومة لتحويل أفكار الشباب وابتكاراتهم إلى مشروعات رابحة تدر عليهم عائد جيد هو مشروع نشر مجتمعات الإبداع فى الجامعات المصرية، والتى تتولى تنفيذه هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" التابعة لوزارة الاتصالات.
تفاصيل تنفيذ المبادرة
وفى هذا الإطار كشف حسام عثمان نائب الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، عن تفاصيل تنفيذ المبادرة الخاصة بنشر مجتمعات الإبداع فى الجامعات المصرية، موضحا أنه يتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة التعليم العالى، وستضمن معامل وقاعات تدريب وحضانات تكنولوجية لاحتضان الأفكار إضافة إلى دعم الشباب لتنفيذ أفكارهم وتحويلها لشركات.
وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة لنشر "مجتمعات الإبداع التكنولوجى" فى كافة محافظات مصر خلال فعاليات مؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات فى دورته الأخيرة فى ديسمبر الماضى.
وأوضح عثمان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهيئة تتفاوض مع الجامعات المصرية للبدء بنحو 5 إلى 8 جامعات فى المحافظات المختلفة، خاصة فى التى لا يوجد بها مناطق تكنولوجية ليتم تنفيذ مبادرات أخرى بها لدعم الإبداع ويتم التفاوض مع جامعات حكومية بمحافظات قنا والمنوفية وجامعة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية كما ندرس جامعات أخرى بمحافظات أسوان والفيوم وطنطا وغيرها وسيتم الإعلان عن القائمة الرئيسية بالجامعات التى سيتم البدء بها عند انتهاء المناقشات اللازمة بهذا الاتجاه.
مساحة المركز الواحد ستصل إلى نحو 2000
وقال إن مساحة المركز الواحد ستصل إلى نحو 2000 متر فى كل جامعة حيث سيتضمن أنشطة مفتوحة للطلبة من أجل تحفيز الإبداع وريادة الأعمال فى النطاق الجغرافى للجامعة، مشيرا إلى أن بعض الجامعات أكدت قدرتها على توفير المساحة المطلوبة ونحتاج للتأكد من أن تلك الأراضى مناسبة وأنها قريبة من الكثافة الطلابية حتى يستفيد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والشباب المتواجدين بالقرب من هذه المجتمعات.
وأشار عثمان إلى الاستفادة من قانون "تحفيز الإبداع والتكنولوجيا" الصادر فى إبريل الماضى، والذى ينتظر صدور لائحته التنفيذية، الذى يساعد على دعم خطط الإبداع فى الجامعات حيث يتيح للجامعات إنشاء شركات ناشئة والاستفادة من الأبحاث وبراءات الاختراع لهيئة التدريس فى عمل تسويق تجارى لها.
وقال إن هذه المجتمعات ستعمل طوال الوقت وستتيح تدريبات بشكل يومى وتتضمن قاعات للتدريب، مضيفا لو تم تدريب 50 طالب يوميا لمدة عام فإنه قد يكون أمر جيد، مشيرا إلى أن تلك المجتمعات هى مشابهة لمركز الابداع التكنولوجى التابع لـ"ايتيدا" من توفير التدريب ودورات التوعية واحتضان الأفكار ومساعدة المبتكر على التواصل مع مستثمرين وإعطائه الاستشارات الفنية.
وذكر أن الإبداع وريادة الأعمال تعد القاطرة الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمصر، وذلك من تطوير الخدمات والتأثير الإيجابى فى الاقتصاد وإنشاء شركات وتوفير فرص عمل وحسن استغلال قدرات الشباب.
وحول الفارق بين مجتمعات الإبداع فى الجامعات ومجمعات الإبداع فى المناطق التكنولوجية ببرج العرب واسيوط، أوضح عثمان قائلا: "مبادرة مجمعات الإبداع تستهد تكوين مجمعات بشراكة القطاعين العام والخاص، بحيث يعمل كل مجمع فى قطاع عمل محدد واعد وذا نمو اقتصادى يعتمد على التكنولوجيا".
وأضاف "أن هناك مجمعين للإبداع أولهما فى المنطقة التكنولوجية ببرج العرب بقيادة تحالف منظمة "اتصال" ويتضمن 18 جهة منهم جامعة الاسكندرية وأكاديمية البحث العلمى وبعض شركات ومؤسسات أخرى والمجمع الثانى بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط وذلك بقيادة تحالف "الجريك كامبس" و9 جهات أخرى منهم جامعة اسيوط ومؤسسة انجاز وغيرها.
وكشف أن تمويل المجمع الواحد يصل الى نحو 25 مليون جنيه بحد أقصى 7 مليون فى العام الواحد، ويتم على ثلاث مراحل كل مرحلة منها تمتد لخمس سنوات ويتم صرفه فى صورة منح وقروض واستثمارات، موضحا أن المجمع يكون له أنشطة وتتحمل الهيئة تمويل 60% والقطاع الخاص 40% بحسب نوع النشاط وهو ما يتعلق بمجمع إبداع منطقة أسيوط، كون التحالف الخاص به هادف للربح أكثر أما مجمع برج العرب فإن "إيتيدا" تتحمل التمويل بنسبة 60% ويمكن زيادتها الى 80% فيما يتعلق بالنشاط غير الهادف للربح.
وأضاف أن مجمع الإبداع ببرج العرب يعمل منذ عام أما مجمع أسيوط فقد بدء العمل منذ 6 أشهر، كما أن كل مجمع له نطاق جغرافى يخدمه فى المحافظات، لافتا أن الهدف من تلك المجمعات إنشاء منظومة لتحفيز الإبداع وريادة الأعمال فى المحافظات خارج القاهرة وبالشراكة مع القطاع الخاص على أن يكون داخل المناطق التكنولوجية.
وتابع أن الحكومة لا يمكنها التوسع وحدها وتحتاج إلى القطاع الخاص ولكى يتوسع الأخير خارج نطاق القاهرة لابد أن يحصل على شراكة مع الحكومة فى بادئ الأمر على أن تنسحب بعد تأسيس الأماكن وعمل التدريب خارج المحافظات.