لم تفارق يد حفيد مانديلا الكاميرا، التى كانت رفيقه فى الزيارات المتعددة التى قام بها وفد البرلمان الإفريقى بصحبة النائب ماجد أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الإفريقية، والنائبة مى محمود أمين سر اللجنة ونائب رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان الإفريقى، فكان "ماندلا" بمثابة المؤرخ للرحلة القصيرة لمصر ومدتها 5 أيام والجولات المتنوعة التى قاموا بها، وتبحث دائما عيناه عن "اللقطة الحلوة"، فتارة كان يلتقط الصور التذكارية للوفد، وتارة أخرى كانت عدسته تتوجه لالتقاط صور للطبيعة المصرية والأثار الفرعونية خلال زيارتهم المتحف المصرى أو الأهرامات، أو للأطفال فى الريف المصرى لاسيما فى قرية سيلا التى استضافت الوفد البرلمانى الإفريقى على هامش زيارتهم لمشروع الرى الحديث بالقرية.
وعن سر الكاميرا التى يحملها "ماندلا" فى يده على مدار الرحلة، قال فى تصريحات لـ"برلمانى": "أقوم بالتصوير لأنى أحبه جدا، والتقت العشرات من الصور فى مصر".
كما احتفى أهالى القرية بحفيد مانديلا، فإنه أيضا رحب بهم على طريقته حيث قام بإهداء بعض الأطفال عملة نقدية لجنوب إفريقيا تحمل "صورة نيسلون مانديلا" مشيرًا لهم: هذا جدى.
وروى ماندلا، فى تصريحاته أبرز المواقف المؤثرة مع جده، ومنها زيارته الأولى إلى السجن حيث يقبع كان مانديلا مسجوناً، قائلاً: "وجد والدى إنى بحاجة إلى زيارة جدى للتعرف أكثر عليه، فجعلنى أزور السجن حيث يتواجد، وعندما دخلت المبنى توجهت إلى حجرة غريبة بها حواجز حديدية لا يظهر منها شىء، وقلت لنفسى ماذا عسانى أفعل هنا فى السجن، وسمعت صوت جدى يتحدث إلى حارس ما داخل السجن يسأله عن المشكلة القانونية التى ساعده فيها وأهله، ثم دخلت بعد ذلك إلى جدى ووجدته مكبلاً بالأصفاد، وعندما وقعت عينه على قال لى أنت من المؤكد حفيدى، وبالنسبة لطفل فى سنى وقتها فإن المتواجدين فى السجون إنما هم الأشخاص الذين يخطئون فى حق المجتمع، وفى الحقيقة كانت أطول 45 دقيقة تمر على، وكنت أشعر بالانزعاج والعار، عندما عدت إلى المنزل بعد زيارة جدى، كان والدى متحمسا لمعرفة شعورى، وسألنى عنها فوجدنى منزعج ومتضايق".
وأضاف: "بحكمة جدى، لقد علم مشاعرى حياله أثناء زيارتى له فى السجن، لذا أرسل خطاباً إلى سيدة ذات بشرة بيضاء تدعى هيلين جوزيف يطلب فيها إطلاعى على أسباب سجنه والمبادئ التى يُدافع عنها ومن أجلها تم الزج به فى السجن، قائلًا: "قامت هذه السيدة باستدعائى، واطلعتنى على الخطاب فقلت لها أنه يتضمن شىء غريب ويبدو ملتبسا، خاصة أنه يطلب منك تعليمى الإنجليزية ليأتى ردها بأن الخطاب المٌرسل من جدى مشفر، وأنه يقول أنك لا تعلم شيئا عن المبادىء التى يدافع ويناضل عنها، وماذا هو بالفعل لدى العامة، وطلب منى أعلمك عنه والمبادئ والقضية التى ينادى بها".
واستطرد مانديلا: "أصبحت ممتنا لهذه التجربة طوال حياتى، وما تعلمته على يد هذه السيدة ذات البشرة البيضاء، هيلين جوزيف، وبعدما كنت أعتقد أن كافة ذوات البشرة البيضاء يمثلون القهر لنا، وجدت هيلين تقف معنا وإلى جانب قضيتنا، فلم يكن يفرق النظام وقتها عما إذا كنت أسود أو أبيض البشرة، طالما تردد هتاف "مانديلا" فى الشارع".