أمريكا تستعد لمعركة السيطرة على الفضاء

فى مواجهة المنافسة المتنامية والتهديدات من روسيا والصين، أعلن البيت الأبيض فى أنه يستعد لتكوين "قوة فضائية" كخدمة عسكرية منفصلة بحلول عام 2020، وقال نائب الرئيس "مايك بنس"، إن الخطة تفى بتعهد الرئيس دونالد ترامب لضمان هيمنة أمريكا فى الفضاء، مؤكداً أنه حان الوقت لكتابة الفصل الكبير التالى فى تاريخ القوات الأمريكية المسلحة، وإنشاء قوة الفضاء للولايات المتحدة.

ووفقا لموقع "ديلى ميل" سبق ودعا ترامب إلى قوة فضائية "منفصلة"، وهى خطوة معقدة ومكلفة تتطلب موافقة الكونجرس، وقال "بنس" فى بيانه الأخير، إن الإدارة ستعمل مع الكونجرس على الخطة، وستحدد الميزانية فى العام المقبل، وكتب دونالد ترامب تغريدة تشجع تلك الخطوة تزامنا مع بيان "بنس".

ولكن إنشاء فرع عسكرى جديد يتطلب موافقة الكونجرس، وتواجه هذه الخطة بعض الشكوك من عدد من النواب ومسؤولى الدفاع القلقين بشأن تكلفة هذه القوة والبيروقراطية. إلا أن نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس كان أكيدا فى عرض رغبة الإدارة الأمريكية فى تطبيق هذه الخطة عام 2020 فى نهاية ولاية ترامب الرئاسية.

وقال مايك بنس أمام عسكريين فى البنتاجون "حان الوقت لكتابة فصل جديد فى تاريخ قواتنا المسلحة والاستعداد لساحة المعركة المقبلة حيث سيدعى الأمريكيون، وهم الأفضل والأكثر شجاعة، إلى تجنب موجة جديدة من التهديدات لشعبنا وأمتنا والتغلّب عليها".

وأضاف نائب الرئيس الأمريكى "حان الوقت لإنشاء قوة الولايات المتحدة للفضاء"، مؤكداً على دعوة ترامب للكونجرس باستثمار 8 مليارات دولار إضافية فى أنظمة الفضاء الأمنية الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة. وأوضح أن التحضيرات جارية لتكون هذه القوة الفضائية الفرع السادس للقوات المسلحة.

وعقب كلمة بنس، قال ترامب فى تغريدة "القوة الفضائية بالتأكيد"، اذ يعكس إنشاء قوة فضاء أمريكية التغير الكبير فى واقع دور الفضاء فى الأمن القومى. فعندما أدلى الرئيس الأمريكى الراحل جون كينيدى بخطاب فى 1962 يوضح فيه لماذا ترسل أمريكا رجالاً إلى القمر، قال عبارته الشهيرة "لا يوجد نزاع، ولا انحياز ولا نزاع قومى فى الفضاء الخارجى بعد". ولكن وبعد 56 عاماً أصبح الفضاء يلعب دورا فعالا فى كل مجالات الحرب الحديثة، حيث تعتمد العديد من التقنيات العسكرية على شبكة من الأقمار الاصطناعية التى تسبح فى مدار الأرض.

وقال بنس إن إنشاء قوة فضاء مستقلة أمر أساسى لمواجهة روسيا والصين اللتين تعملان "بشكل جاد" لبناء قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية. وقال إن "الصين وروسيا تجريان نشاطات متطورة للغاية فى المدارات من المحتمل أن تمكنهما من جعل أقمارهما الاصطناعية تقترب من أقمارنا وهو ما يشكل أخطاراً جديدة غير مسبوقة على أنظمتنا الفضائية".

وعلق بريان شاتز السناتور الديموقراطى على تويتر أن قوة الفضاء "لن تحدث". مضيفا أنه لن يكون هناك أى جمهورى مستعد لأن يقول لترامب أنها "فكرة غبية"، مضيفا أنه "من الخطير أن يكون لدينا قائد لا يمكن إقناعه بالعدول عن أفكار مجنونة".