"مش كل اللى تقراه تصدقه"

 

انقراض مهنتى "الفلاحة والصيد"، أمر غير صحيح، بالطبع، بدأت الآن تحدث نفسك بأن الحديث يسير فى طريق "الكلام المرسل" غير المثبت بالدليل، ولكن، اطمئن، هناك دلائل واثباتات على عدم انقراض تلك المهن، و برغم كل شئ، لا تزال مهنتى الزراعة والصيد فى صدارة الأنشطة الاقتصادية فى مصر الجاذبة للمشتغلين، تتمثل تلك الدلائل فى الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، خاصة خلال عامى 2017 و 2018.

الأرقام لا تكذب

من المعروف أن الأرقام لا تكذب، خاصة وإن كانت صادرة عن جهة حكومية ورسمية مسئولة عن رصد تلك البيانات والمؤشرات كجهاز الإحصاء، والذى يعمل وفقاً للمعايير الدولية فى القطاع الإحصائى.

 

 

أثبتت أرقام "الإحصاء"، أن العاملين بنشاط الزراعة والصيد يزيد عددهم فى كل ربع من العام عن الربع السابق له، وليس ذلك فقط، بل تحتل هذه الأنشطة المراكز الأولى كأكثر الأنشطة الاقتصادية الجاذبة للمشتغلين، ففى الربع الأول من عام 2017 "الفترة من يناير – مارس"، بلغ عدد المشتغلين بنشاط الزراعة والصيد نحو 5.3 مشتغل مشكلين نسبة 20.7% من إجمالى المشتغلين فى هذا الربع.

استمرار زيادة أعداد المشتغلين بنشاط الزراعة والصيد 

وخلال الربع الثانى بلغ عدد المشتغلين بذلك القطاع نحو 5.2 مليون مشتغل، أما فى الربع الثالث من العام الماضى والذى يشير للفترة من "يوليو – سبتمبر 2017"، اجتذب نشاط الزراعة والصيد ما يزيد عن 200 ألف مشتغل جديد، واستمر التزايد فى عدد المشتغلين بنشاط الزراعة والصيد حتى وصل بنهاية عام 2017 إلى أكثر من 5.8 مليون مشتغل.

 

 

فى 2018، واصل نشاط الزراعة والصيد جذبه لأعداد كبيرة من المشتغلين، خاصة خلال الربع الثانى من العام "الفترة من أبريل – يونيو 2018" والتى اجتذبت 701 ألف مشتغل زيادة عن الربع الأول من ذات العام، ليصل إجمالى العاملين بنشاط الزراعة والصيد حتى الآن 6.056 مليون مشتغل بنسبة 23.1% من إجمالى عدد المشتغلين، والبالغ حالياً نحو 26.161 مليون مشتغل.

كلمة السر فى ارتفاع المشتغلين بنشاط الزراعة والصيد المتواصل

 

وقد تشير الأرقام بالنسبة لعدد المشتغلين المتزايد فى نشاط الزراعة والصيد خاصة بين عامى 2017 و 2018 إلى كلمة السر فى هذا التزايد المستمر، والتى تتمثل فى مشروعات الاستزراع السمكى ومشروع زراعة 1.5 مليون فدان، خاصة أن تلك المشروعات بدأت فى حيز التنفيذ الفعلى خلال 2017  مستمرة بمراحل تنفيذها فى 2018، وهو ما انعكس على عدد المشتغلين بنشاطى الزراعة والصيد وجذب المزيد منهم، بعد أن وفرت هذه المشروعات العديد من فرص العمل.

 

 

ففى 2017 تم الإعلان عن الفائزين من الشباب بمساحات أراضى المرحلة الأولى من مشروع المليون ونصف فدان، وفى فبراير 2018 أُعلن عن الفائزين بالطرح الثانى، كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح العديد من مزارع الاستزراع السمكى التى بدأ التفكير للتوسع فيها منذ عام 2015 فى الفترة الرئاسية الأولى له، وجاءت أهم تلك المزارع السمكية وأكبرها مساحة، مشروع الاستزراع السمكى بالأقفاص البحرية بمحافظة بورسعيد، الذى افتتح الرئيس مرحلته الأولى فى نوفمبر 2017، وجارى استكماله بمرحلة ثانية خلال العام لجارى 2018.

الزراعة والصيد فى الاقتصاد المصرى

 

ولأن الدولة تعى تماماً أهمية القطاع الزراعى وأيضاً السمكى "الثروة السمكية"، خاصة أن القطاع الزراعى  يعد من أهم القطاعات الاقتصادية بالدولة كما يشكل العاملين به نحو 32% من إجمالى القوى العاملة "تشمل المشتغلين والمتعطلين" فى مصر، فيما تمثل الثروة السمكية نحو 5% من قيمة الإنتاج الزراعى و 16% من قيمة الإنتاج الحيوانى، حرصت الحكومة خاصة فى السنوات الأربع الماضية على التوسع فى تلك الأنشطة بمشروعات جديدة، سواء باستصلاح أراضى زراعية أو بإنشاء مزارع سمكية، إذ يستحوذ الاستزراع السمكى على النصيب الأكبر من إجمالى الإنتاج السمكى  فى مصر بنحو .