الطب البيطرى يشن حملات تحصين
وجاءت مطالب المزارعين لتخوفهم من استمرار الفيروس فى مطاردة الماشية ونفوقها، خاصة أن الأدوية التى تستخدم للعلاج غير فعالة وما زالت الماشية فى نفوق مستمر رغم العلاج، وتأتى مخاوف المزارعين من انتشار الفيروس بطريقة أكبر نظرا لتعرض الماشية للنفوق رغم العلاج بالأدوية والطب البلدى.
محيى العليقى، من مزارعى العليقات بقرية الرقبة بمحافظة أسوان، افتتح الحديث عن الأزمة قائلاً: "إن مرض الجلد العقدى طارد الماشية وهاجم المنطقة بشراسة وأدى لنفوق أعداد كبيرة، ووصلت الخسائر لملايين الجنيهات ولا يوجد علاج فعال للمرض رغم محاولة المزارعين علاج الماشية على حسابهم بعد أن قامت البيطرية بتقديم علاجات غير فعالة للماشية".
الماشية المصابة
وأضاف محيى العليقى أن أعراض المرض التى لاحظوها عبارة عن ارتفاع درجة حرارة الحيوان من 40 إلى 45 درجة، وتستمر لمدة 14 يوما أو أكثر وبعدها تحدث الوفاة، بعد ظهور عقد جلدية مختلفة الحجم على جميع أجزاء الجسم، وحدوث سلخ وانفصال للعقد فيحدث عنها قرح فى الأجزاء المختلفة، وتظهر العقد والقرح أيضا فى القصبة الهوائية، ويحدث انسداد وصعوبة فى التنفس لدى الماشية، كما يحدث ارتشاح مائى فى ساق واحدة أو الأرجل المختلفة، وأيضا فى الوجه والصدر والأعضاء التناسلية، وعرج وإسهال والتهاب رئوى قاتل وعقم لا يقل عن 4 إلى 6 شهور.
وتابع أحد المزارعين بنبان قبلى بمحافظة أسوان ويدعى "الركابى"، الحديث عن المرض قائلاً: "إن فيروس الجلد العقدى انتشر بطريقة رهيبة فى غرب النيل، خاصة بمنطقة العليقات وزاد نفوق الماشية خاصة الصغيرة منها، وأصبح الأمر خطيرا للغاية ويحتاج لتدخل البحوث لإيجاد علاج فعال للماشية التى تتعرض للتدمير والنفوق بعد أسبوعين من تعرضها لفيروس الجلد العقدى".
بطاقات العلاج
وأشار محمد فتحى من مزارعى غرب النيل بأسوان، أحد مربى الأبقار، إلى أنه لاحظ على الأبقار التى يقوم بتربيتها فى الفترة الأخيرة امتناعها عن الأكل وارتفاع درجة حرارتها وانتشار التهابات جلدية بجسدها، وفشلت محاولاته فى معالجتها ويخشى من نفوقها بعد أن فقد الأمل فى شفائها، خاصة أن جاره مرضت البقرة التى كان يربيها بنفس المرض ورغم علاجها إلا أنها نفقت.
وطالب محمد إمام مربى أبقار بأسوان بضرورة مواجهة المرض بحملات للتحصين والعلاج الفعال ضده، خاصة أنه يشكل خطورة ويسبب نفوق الأبقار التى تعتبر مصدر رزق ودخل المزارع من ألبان ولحوم.
تحصين الأبقار والعجول
يذكر أن فيروس الجلد العقدى هو مرض فيروسى خطير وحاد ينتقل عن طريق الحشرات ويصيب الأبقار، وظهر فى مصر عام 1998 بمحافظتى الإسماعيلية والسويس، ثم تكرر ظهوره عام 2006 وتوالت حالات الظهور، وينتقل الفيروس عن طريق الحشرات الماصة للدماء من الحيوانات المصابة، أو اللبن للعجول الرضيعة، ويصيب الحيوان بالضعف والهزال نتيحة فقد الشهية طول فترة المرض، مما يتسبب فى ضرر اقتصادى لانخفاض إنتاج اللحم واللبن، وأيضا التكلفة الاقتصادية فى العلاج، وتلف جلد الحيوانات، وإجهاض الحيوانات العشار وعقم فى الطلائق، وارتفاع نسبة الوفيات وبالأخص العجول الرضيعة.
جانب من حملات الطب البيطرى
من جانبها، أكدت الدكتورة فاطمة سعد باشا، مدير عام الطب البيطرى بأسوان، أنه يتم حالياً تنظيم حملات لتحصين الماشية من مرض الجلد العقدى وتستمر بجميع أنحاء مراكز محافظة أسوان، موضحةً فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن خطة حملة التحصين تستهدف تحصين متخلفات الجلد العقدى، مشيرة إلى أن القيام بحملة تحصين مرض الجلد العقدى بدأت منذ عام تقريباً، وأن هناك تعليمات مشددة بغلق أسواق الماشية فى حالة ظهور أى بؤر إصابة جديدة بمرض الحمى القلاعية، لافتةً إلى أنه تمت مخاطبة الجهات المختصة لتشديد الرقابة على الكمائن للتحكم فى حركة الحيوانات كإجراء وقائى لحماية الماشية بالمحافظة من مرض الحمى القلاعية حفاظا على الثروة الحيوانية.
وأضافت مدير عام الطب البيطرى بأسوان أن القوافل هدفها تحصين الماشية من انتشار بؤر مرض الجلد العقدى الذى يصيب الماشية، ومكافحة المرض فى مكانه قبل تمدده، موضحةً أن القوافل بالاشتراك مع إدارات الإرشاد والخدمات والرعاية والعلاج والوقاية وبالتعاون مع أطباء الإدارة، مشيرة إلى أن القوافل ستبدأ عملها بقرية فارس بمركز كوم أمبو وصولاً إلى مختلف مراكز المحافظة.
جانب من حملات تحصين
وأوضحت الدكتورة فاطمة سعد باشا أن مديرية الطب البيطرى بأسوان قامت بعمليات تقصى لمدة 21 يوماً فى مختلف المراكز خلال الفترة الماضية لرصد الحالات المصابة والإبلاغ عنها فوراً للبدء فى إجراءات عملية التحصين والرش والحقن ضمن إجراءات علاج الحيوانات على مدى البؤرة التى يكتشف فيها المرض، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف بؤرتين سابقاً، الأولى خلال شهر أبريل الماضى بمركز إدفو، والثانية خلال شهر مايو الماضى بمركز كوم أمبو، وتم اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية اللازمة فى الحيوانات المصابة والحيوانات المتواجدة فى محيط الإصابة لمسافة تصل لـ10 كيلومتر، ثم إرسال تقرير بالعلاج.