بحصيات صغيرة، كل حصاة بحجم حبة الفول، يرمي الحجاج الجمرات، يكبر مع كل حصاة، اقتداءً بأبو الأنبياء، نبي الله إبراهيم على الصلاة والسلام، حين جاءه إبليس ليصده عن ذبح ولده إسماعيل عليه السلام، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات.
ويكبر الحاج مع كل حصاة يرميها "الله أكبر"، إرغامًا للشيطان وإظهارًا لمخالفته، اتباعًا واقتداءً.
الجمرات كانت رحلة مشقة وزحام ومعاناة، وكان الحاج يحذر أشد الحذر أثناء تأديته للنسك، واليوم ولله الحمد أصبحت الجمرات معلمًا بارزًا من معالم المشاعر المقدسة وشاهدًا من شواهد بذل المملكة لتذليل الصعاب أمام ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة .
وأصبحت تشاهد الحجاج أثناء ذهابهم للجمرات وهم يسيرون في راحة سهلة، ويوثقون رحلتهم بالكاميرات والأجهزة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستمتعين بالخدمات التي تقدم لهم.
وبعد الرمى يدعو الحاج ربه بعد كل جمرة ما عدا جمرة العقبة الكبرى، رافعًا يديه مستقبلاً الكعبة، اللهم اجعله حجًا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وعملًا صالحًا مقبولًا وتجارة لن تبور.
وتأهبت منشآت الجمرات في مشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمار بتفويج منظم أعدت له خطط ومشروعات مرافق وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات مرافق لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك.
وزودت وزارة الشؤون البلدية والقروية مشروع منشأة الجمرات بالمظلات العلوية، ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة ومباني الخدمات وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.
وتضمنت مشاريع الوزارة تنفيذ وتجهيز كاميرات ثابتة على طول المسارات المؤدية للمشاعر وكاميرات أخرى متحركة يتحكم بها فريق خاص بغرفة مستقلة لمتابعة حركة المشاة لتوزيع حركتهم بتوازن وتعديل معدل التدفقات، بما يتفق مع الخطط العامة لخدمة الحجيج وتنقلاتهم في المناسك، حيث تمتد شبكة الكاميرات ابتداءً من نهاية مزدلفة وحتى ساحات الجمرات بما في ذلك مراقبة الحركة داخل مختلف أدوار منشأة الجمرات ومنحدراتها ومخارجها.
وتأتي شاشات البث التلفزيوني الإرشادي في ساحات منطقة الجمرات ضمن الخدمات المساندة، عبر لوحات ضخمة عند مخيمات الحجاج وأماكن تواجدهم .
وفي إطار مشروع الجمرات الضخم يأتي مشروع التسمية والترقيم الحديث لعدد من المواقع والأماكن في المشاعر التي تؤدى مهام الإرشاد والتوجيه للحجاج وتوزعت اللوحات المضاءة بعدة لغات.
وتعددت مواقع السلالم الثابتة والمتحركة في أنحاء منطقة الجمرات لتسهيل وصول الحجيج بين شارع ريع صدقي وشارع الملك عبد العزيز بمنى، من شأنها تسهيل عملية انتقال المشاة بين شارع ريع صدقي عند نهايته قبل اتصاله بساحة الجمرات إلى شارع الملك عبد العزيز، وتسهيل وصول الحجاج إلى المستوى الخامس، والعودة منه دون المرور عبر الساحات المحيطة بالجمرات على المنسوب الأرضي.
وحرصاً على استمرار مشروع الجمرات وديمومة خدماته بمستوىً عالٍ عملت وزارة الشؤون البلدية والقروية على استمرار أعمال الصيانة، حيث تتولى الغرفة الخاصة للعمليات المركزية، استلام البلاغات وتكليف مقاولي صيانة المشاريع للمتابعة عن طريق مشرفين من الوزارة من مختلف التخصصات، يتصلون جميعاً بشكلٍ مباشرٍ بغرفة العمليات التابعة للوزارة، والتنسيق في تلقي البلاغات عن طريق مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج والجهات المعنية الأخرى .
ولا يترك الحجاج هذه المشاعر دون أن يوثقوها بمعرفتهم، حيث يحرص عدد من الحجاج على إلتقاط الصور "السليفي" له أثناء رمي الشيطان في منطقة الجمرات.