الأحد، 06 أكتوبر 2024 04:27 م

"أم الدنيا" تسحب البساط من تحت أقدام أسبانيا.. الصحف البريطانية: مدريد تخسر زوارها من الإنجليز والألمان لصالح البحر الأحمر.. وخبير سياحى: انخفاض الأسعار أهم

مصر تنتزع مكانتها بين المقاصد السياحية فى 2018

مصر تنتزع مكانتها بين المقاصد السياحية فى 2018 مصر تنتزع مكانتها بين المقاصد السياحية العالمية خلال 2018
الجمعة، 07 سبتمبر 2018 01:30 م
كتبت آمال رسلان

لسنوات تركت مصر مقعدها فى الصفوف الأولى لأبرز الدول السياحية قصرا، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية وتدهورها منذ 2011، ولكن ما إن بدأت الحالة الأمنية فى التعافى خلال العامين الماضيين حتى بدأت تخطو بخطوات ثابتة لتبوء مكانها من جديد، لتٌزيح بذلك دولا حاولت أن تحتل مكانتها السياحية وتجتذب السوق الأوروبية التى كانت تضع المقاصد السياحية المصرية على رأس قائمتها.

 

والثلاثة أشهر الماضية كشفت بشكل واضح الطفرة التى يشهدها قطاع السياحة فى مصر، والانتعاشة الكبيرة فى حركة السياح، خاصة من أوروبا أكبر سوق مصدرة للسياحة، وذلك بعد سنوات من الركود التى شهدها القطاع، ليكون العام 2018 بداية جديدة لعودة القطاع السياحى إلى نشاطه المعهود.

 

 

تعافى القطاع فى مصر أصبح مصدر تهديد لبعض المقاصد السياحية المتربعة على عرش السياحة، حيث استطاعت مصر أن تعيد ثقة السائحين الأوروبيين فى شواطئها، وهو ما ظهر واضحا من الأعداد التى وصلت مصر خلال شهر أغسطس الماضى، وتأتى أسبانيا فى مقدمة الدول التى خسرت جزء من سائحيها بعد تعافى السياحة فى دول جنوب المتوسط وبشكل خاص مصر وتونس.

 

الصحافة العالمية كانت شاهدة على ذلك، حيث كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن عدد البريطانيين الذين يزورون إسبانيا انخفض بنسبة 5.6% على أساس سنوى فى يوليو الماضى، حيث عاد المصطافون إلى وجهات أرخص مثل مصر وتونس.

 

ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن وكالة الإحصاءات الإسبانية INE ، انخفض العدد الإجمالى للسياح إلى إسبانيا للمرة الأولى خلال تسع سنوات، حيث انخفض بنسبة 4.9 % على أساس سنوى، وأوضحت الصحيفة، أن شهر يوليو يعد شهرًا مهمًا للسياحة الصيفية فى أسبانيا، حيث تعج شواطئها وبلداتها التاريخية ومدنها الحيوية، بالزوار من جميع أنحاء العالم، وذكرت أن تعافى السياحة فى مصر وتونس اجتذب السياح البريطانيين، بعيدا عن غلاء إسبانيا.

 

وفى المقابل، شهد شهر يوليو فى مصر زيادة فى عدد السائحين حيث بلغ الإجمالى 505 آلاف و710 سائحين، بزيادة أكثر من 130 ألف سائح عن يونيو، ولأول مرة منذ سنوات تتخطى أعداد السائحين نصف المليون سائح خلال شهر فقط.

وتصدرت السياحة الوافدة من ألمانيا القائمة بعدد 125 ألفًا و141 سائحًا، والتشيك 36 ألفًا، تليها بولندا 24 ألف سائح، وبريطانيا 24 ألف سائح، وأوكرانيا 17 ألفًا، وهولندا 16500، والنمسا 13 ألفًا، وبلجيكا 12800 سائح، وسلوفاكيا 12 ألف سائح، وروسيا البيضاء 11 ألف سائح، وإيطاليا 10700 سائح، فرنسا 8700 سائح، وسويسرا 8 آلاف سائح.

 

وارتفعت نسب الإشغالات الفندقية بالبحر الأحمر، خلال أغسطس الماضى للتخطى الـ85% بعد أن كانت 63% خلال شهر يونيو الماضى.

صحيفة "ذا صن" البريطانية، كشفت عن إن الفنادق فى جزر مايوركا وإيبيزا الإسبانية قامت بتخفيض أسعارها هذا الصيف فى محاولة لمنع البريطانيين والألمان من الانجذاب إلى العروض المغرية لكل من مصر وتونس مؤكده أن هناك بالفعل زيادة فى الحجوزات بنسبة 61% فى مصر .

 

وأوضحت الصحيفة، أن العاملين فى مجال السياحة يشعرون بالقلق من أن منظمى الرحلات السياحية قد يلغون مئات الرحلات مع عودة السياحة فى هذه الدول بعد استقرار الأوضاع الأمنية، ويقول القائمون على الفنادق فى مايوركا، مينوركا وإيبيزا إنهم يتفاوضون مع شركات السياحة لتقديم "تخفيضات كبيرة"، حتى لا يفقدوا عملاءهم من المملكة المتحدة وألمانيا، لافته إلى أن مصر شهدت زيادة فى أعداد السياح البريطانيين خلال النصف الأول من 2018  بنسبة تصل إلى 39.1 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أسباب زيادة العدد كانت زيادة الأسعار فى إسبانيا والتى كانت من المقاصد المفضلة للبريطانيين فى الآونة الأخيرة، ولكن مع تحسن الأوضاع الأمنية فى مصر، بدأ السياح فى العودة إلى المقاصد السياحية المصرية، لاسيما وأنها أرخص.

 

أوضحت "ذا صن" أن البريطانيين فى الآونة الأخيرة كانوا يتوافدون على منتجعات مرسى علم والغردقة كما زار بعضهم شرم الشيخ رغم حظر الطيران المفروض عليها، وذلك من خلال السفر عبر القاهرة، وأشارت إلى أنه بسبب انخفاض أعداد السياح خلال السنوات القليلة الماضية، خفضت الفنادق أسعارها، وهو ما جعلها مناسبة أكثر للسياح.

 

أحمد الخادم، رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق، أكد لـ"برلمانى" أن انخفاض الأسعار يعد أحد أهم الأسباب لانتعاش السياحة، بالإضافة إلى الاستقرار الأمنى، موضحا أن ألمانيا وإيطاليا لازالا يتصدران المشهد السياحى سواء بالنسبة للموسم الصيفى الحالى أو حتى بالنسبة لمؤشرات حجوزات الموسم الشتوى القادم، بالإضافة إلى تحرك السوق الإنجليزية.

 

ولفت إلى أن انخفاض الأسعار فى المرحلة الحالية ليس سيئا، فدائما بعد الأزمات السياحية، من الضرورى جذب أعداد كبيرة فى البداية ثم تأتى خطوة تحريك الأسعار، مشيدا بسياسة وزارة السياحة الحالية فى الترويج ووصفها بـ"سياسة الترويج الهادئ".

 

وأشار إلى أن الأسعار الحالية فى المنتجعات السياحية والفنادق منخفضة للغاية وهو الأمر الذى شجع فئة الإنفاق المتوسط والمنخفض على زيارة مصر بأسعار لم تكن متاحة فى السابق، وبالتالى هذا سحب أعداد سياحية كبيرة من تلك التى كانت تتوجه إلى مقاصد أخرى.

 


الأكثر قراءة



print