رغم أن تكلفة طباعة كتب ومقررات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تكلف الوزارة أكثر من مليار جنيه، إلا أن الطالب لم يعد فى انتظار لكتاب المدرسة لفقده الثقة فيه لكون طريقة عرض المحتوى تجعل الطالب يعرض عنه، متوجها إلى الكتاب الخارجى، الأمر الذى أدى إلى انتعاش سوق الكتب الخارجية فى الوقت الحالى خاصة مع اقتراب بدء العام الدراسى الجديد والذى ينطلق 22 سبتمبر الجارى.
فى جولة لـ"برلمانى" بشارع الفجالة بمنطقة رمسيس والتى تعد المركز الأول لتجارة الكتب وسوقا للراغبين فى التسوق للعام الدراسى من كتب خارجية وأدوات مدرسية رصدها خلالها إقبال أولياء الأمور الكبير على شراء الكتب الخارجية، إضافة إلى الأسعار المختلفة للمناهج الدراسية بدأ من الصف الثانى الابتدائى وحتى الثانوية العامة.
وتبدأ قائمة الأسعار من 20 وحتى 80 جنيها لبعض الكتب، فيما تصدرت كتب اللغات" الرياضيات والعلوم" قائمة الكتب الخارجية صاحبة السعر الأعلى حيث وصل سعر كتابى المعاصر فى مادتى الرياضيات لغات والعلوم لغات إلى 178.5 جنيها، بينما تدرجت الأسعار صعودا وهبوطا حيث وصل سعر كتاب الأضواء 40 جنيها فى اللغة العربية للصف الأول والثانى الإعدادى بإجمالى 80 جنيها للكتابين.
كما وصل سعر كتاب المعاصر فى مادة اللغة الإنجليزية للصفين الخامس والسادس الابتدائى إلى 94 جنيها مقابل 66 جنيها للصفين الأول والثانى الإعدادى، وجاءت أسعار كتب الثانوية العامة لكتاب "الامتحان" فى مواد الكيمياء والجيولوجيا والفيزياء والأحياء 255 جنيها، بينما وصل سعر كتاب اللغة العربية إلى 57 جنيها، كما سجل نفس الكتاب" العربى للثانوية العامة سعر 75 جنيها بالنسبة لطبعة كتاب الأضواء.
وبالنسبة لأسعار كتب صفوف المرحلة الابتدائية فى نسخة كتاب سلاح التلميذ بدأت من 20 وحتى 32 جنيها بما يعادل 130 جنيها للصف الواحد وبإجمالى قرابة 650 جنيها لطلاب الصفوف من الثانى حتى السادس الابتدائى، كما وصل سعر كتاب المعاصر فى مادة اللغة الإنجليزية للصف الثانى الثانوى إلى 50 جنيها ، مقابل 50 جنيها لمادة الفيزياء لغات للمرحلة الثانوية، كما وصل سعر كتاب التفوق فى مادة النحو للصف الثالث الثانوى إلى 39 جنيها والكيمياء للصف الثانى الثانوى لغات فى كتاب الامتحان 58 جنيها.
ووصل سعر كتاب الأضواء فى مادة اللغة العربية للصف الثالث الثانوى إلى 60 جنيها فى بعض المكتبات و45 جنيها لكتاب الامتحان فى مادة الجغرافيا للثانوية العامة و53 جنيها لكتاب الامتحان فى مادة التاريخ للثانوية العامة.
قائمة الأسعار التى رصدها "برلمانى" داخل المكتبات تؤكد أنها تتعلق بمناهج وكتب الفصل الدراسى الأول فقط خاصة لطلاب صفوف النقل من الثانى الابتدائى حتى الثانى الثانوى، أى أن الكتاب الذى يتم شرائه ب 30 جنيها على سبيل المثال سوف يتم شراء أخر خلال الفصل الدراسى الثانى.
أولياء أمور طلاب المدارس أكدوا أن سبب إقبال الطلاب على الكتاب الخارجة وهجر كتاب الوزارة هو أن طرق عرض المحتوى شيقة وتمنح الطالب المعلومة التى يرغب فى الحصول عليها على عكس كتب الوزارة، بها معلومات وموضوعات كثيرة ولكن يشعر الطالب بالملل وعدم التركيز حال الاستعانة بالكتاب فى المذاكرة، قائلين:" محدش فينا بيستخدم كتاب الوزارة إلا بعض الطلاب الذين ليس لديهم القدرة على شراء الكتب الخارجية."
وحمل أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى مسئولية وجود سوق عملاق للكتب الخارجية على غرار سوق الدروس الخصوصية، متسائلين ليه الطالب بيهرب من كتاب الوزارة رغم أن جودة الطباعة والورق عالية؟
وقال خالد صوف أحد أولياء الأمور ومؤسس ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية، إن أكثر من 90% من أولياء الأمور والطلاب يستخدمون الكتب الخارجية وهناك سوق واستثمار كبير فى الكتب الخارجية.
وأضاف خالد صفوت فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن أسعار الكتاب الخارجى فى ارتفاع مستمر منذ أكثر من 3 سنوات بسبب التضخم وارتفاع أسعار الورق فهناك بعض الكتب كان سعرها 20 جنيها ووصل إلى الآن إلى 50%، موضحا أن أى طالب يشترى من 4 كتب إلى 6 كتب بالنسبة للمرحلة الابتدائية وتكلفة الطالب فى العام الواحد تصل قرابة 1000 جنيه.
وعن مدى الاستفادة التى تقع على الطالب من الكتاب الخارجى مقارنة بكتاب الوزارة، أوضح خالد صفوت، أن الكتاب الخارجى يمنح الطالب كبسولة غنية بالمعلومات الكثيرة والمفردات والمعانى وكثرة الكلمات والشرح باستفاضة حيث يمثل الكتاب الخارجى وجبة غنية من وجهة نظر الطالب وولى أمره لأن هناك توجه من بعض واضعى الامتحان أن تكون الأسئلة من الكتاب الخارجى، كما أن أغلب الدروس الخصوصية يتم الاعتماد فيها على الكتاب الخارجى مقابل ترك كتاب الوزارة.
وقال أحمد صابر، أحد أولياء الأمور، إن هناك أنواع كثيرة من المسميات للكتب الخارجية، ومن ثم وجدت منافسة بين المؤلفين من أجل وجود منتج ذو جودة عالية وكل منهم دائما يسعى إلى تقديم أفضل ما لديه لجذب الطالب وولى أمره، مؤكدا أن المشكلة الأساسية فى هجر كتاب الوزارة هو أن طريقة التعليم نفسها خطأ من امتحان وتقييم ومن ثم الكتاب الخارجى يقدم للطالب ما تقيسه الوزارة خلال الامتحان الأمر الذى دفع الطالب إلى الاستعانة بالوسيلة الأسهل والأفضل وهى الكتاب الخارجى.
وتابع ولى الأمر: "الكتاب الخارجى يخدم سياسة الوزارة الخاطئة فى التعلم لأن صاحب دور النشر يحصل على المحتوى من الوزارة ويجرى عليه بعض التعديلات ليست فى الموضوعات ولكن من خلال وجود أسئلة وترتيب المعلومات للطالب والتى تخدمه فى الامتحان، مؤكدا أن سياسة الامتحانات الغير سليمة هى من رسخت لدى الطالب مبدأ الحفظ والتلقين وليس الحفظ"، قائلا :" لا ندافع عن وجود الكتاب الخارجى ولكن يجب أن تطور الوزارة جودة الكتاب، قائلا: مش عايزين ندفع فلوس لكن مضطرين لذلك."