"أسامة هيكل" يتوقع اختفاء الصحافة الورقية.. ويكشف: هناك راقصات يطلقن على أنفسهن إعلاميات.. و"خالد صلاح" يحذر من سيطرة معايير "السوشيال ميديا" على الإعلام...شهاب الدين يُحذر من انتشار التطرف

"صالون المحور" يفتح ملف الإعلام والصحافة

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 06:00 ص

كتب عبد اللطيف صبح – بهاء نبيل – تصوير حسين طلال

سلط صالون المحور، مساء أمس الأحد، الضوء على المشكلات التى تواجه الإعلام والصحافة المصرية وكيفية مواجهتها، وكان من أبرز تلك التحديات التى تناولها سيطرة معايير مواقع التواصل الاجتماعى على أصحاب الكلمة بالصحف ووسائل الإعلام المختلفة.

"حسن راتب" يؤكد على أهمية الصحافة والإعلام فى تشكيل وجدان الأمة

افتتح الصالون الدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة أمناء جامعة سيناء ورئيس مجلس إدارة قنوات المحور، وأكد على أهمية كل كلمة يتم نقلها عبر وسائل الصحافة والإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها، قائلا "الكلمة مسئولية، والإعلام يشكل وجدان الأمة".

وأوضح راتب أن أهم ما يميز هجرة نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام هى الرسالة، لافتا إلى أن رسالة الهجرة تحمل كل المعانى الطيبة من التضحية وإنكار الذات، وأنه لكل أمة ما يميزها، وأن ما يميز هذه الأمة هى الثقافة والحضارة، موضحا أن أدوات هذه الثقافة والحضارة هى كل ما يحملة الإعلام من كلمات حيث يشكل ثقافة هذه الأمة.

صالون حسن راتب (2)

صالون حسن راتب (34)

"أسامة هيكل" يؤكد أهمية العملية التعليمية فى مواجهة الإعلام السلبى

من ناحيته قال أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب إن هناك إعلام إيجابى وآخر سلبى، لافتا إلى أن الإعلام السلبى يحتاج إلى مقاومة طبيعية له وهى التعليم الجيد حتى يتمكن المواطن من التمييز بين الإشاعات والحقائق، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى تكاتف قوى الدولة الشاملة، والأساس فيها هو العملية التعليمية الذى أصبحت فى جزر منعزلة وعلى مستوى غير المطلوب، على حسب هيكل.

وأضاف النائب أسامة هيكل أن التعليم الحكومى به مشكلات، وأن الأمر يتطلب توحيد منظومة القيم فى المدارس لأن البيوت تختلف من حيث الغنى والفقر والقيم، قائلا "لابد من الاعتراف بأن الناس بطلت تقرا جرايد أو تشاهد التليفزيون لأن طبيعة الحال تغيرت، ومع التطور تقدر تتابع كل شىء على مواقع الإنترنت مثل اليوتيوب، حتى الأفكار والمبادئ والقيم التى يتم نشرها الآن تساعد فى تمزيق الأمة".

وأكد رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب على أن الإعلام هو موضوع الساعة، وأنه اكتسب أهمية كُبرى فى السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن الإعلام احتل هذه المكانة من قوة الدولة الشاملة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، موضحا أن ثُمن القوة الاجتماعية هى الإعلام، وتابع: "إلا أن المعدلات تغيرت الآن وأصبح الإعلام قوة بذاتها، الإعلام يساوى تأثير ممكن يكون إيجابى أو سلبى ولا يوجد إعلام غير مؤثر على الإطلاق".

وأضاف أن المتغيرات التى حدثت هو تطور الإعلام من التقليدى العادى مثل القناة الأولى والثانية والتى كانت تعمل حوالى 7 ساعات، وأن الأمر تغير من بعد انهيار الاتحاد السوفييتى وانطلقت الأقمار الصناعية للسماء وتم تخطى الحدود الجغرافية فى الإعلام الحديث.

خالد صلاح: تأثر صُناع الكلمة بالصحافة والإعلام بـ"السوشيال ميديا" أصاب المهنة بالانحطاط

وفى كلمته سلط الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح رئيس مجلس إدارة رئيس تحرير موقع وجريدة "اليوم السابع"، الضوء على ظاهرة خطيرة وهى خضوع صناع الكلمة بوسائل الصحافة والإعلام لمعايير مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، الأمر الذى أصاب المهنة بالانحطاط، على حسب تعبيره، إلى جانب تجاور ذلك مع أزمة تراجع الإعلانات التليفزيونية والصحفية.

وأضاف صلاح أن الإعلام المصرى يمر بأصعب وأشد فترة فى صناعة الإعلام فى تاريخ هذه الأمة لعوامل عدة، أولها غزو الفيس بوك وتدهور الفكر إلى درجة ثالثة ورابعة بسبب إن السخرية والسباب أصبحت هى السائدة، لافتا إلى أن الأمر الوحيد الذى لم تتم السيطرة عليه هو شبكات التواصل الاجتماعى.

وأشار إلى أن الإعلام المصرى أمام غزو جديد يشبه غزو التتار للأمة الإسلامية، وأن شبكات التواصل الاجتماعى تبث رسائل تتارية وانتقلت إلى صناع الإعلام والصحافة، وأصبح الكاتب والإعلامى منتظرا لصدى ما يقوله أو ما يكتبه على شبكات التواصل الاجتماعى.

وأوضح الكاتب الصحفى خالد صلاح أن الجيل الحالى لم ينل كفايته من التعليم وبدأ يتسول نفس المعايير المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى حتى يكتسب أنصارا، ويحتسب قوته بعدد اللايكات والجدل الذى يتحقق بالسخرية وليس بالعلم.

ووجه صلاح الشكر للنائب أسامة هيكل لما وضعه فى القانون الجديد لتنظيم الصحافة والإعلام من مواد تنص على ضرورة فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل الاجتماعى.

وتابع خالد صلاح قائلا: "نعانى انحطاطا أخلاقيا وغيابا للرسالة الإعلامية وتأثر بالسوشيال ميديا وتراجعا على المستوى الثقافى، وثورة قضت على الأخضر واليابس اقتصاديا"، وأضاف: "الكثير يتحدث عن إعادة تشكيل الملكية فى الساحة الإعلامية، أعتقد أن الدولة المصرية تريد أن تحول الإعلام إلى فلسفة استقامة الرسالة الإعلامية وقد تحدث أخطاء لكنه يتم رسم مسار صحيح نعود منه بالهدف المنشود، والسؤال هنا لماذا لا يوجد فكر مبدع بأن نعيد شبكات التواصل الاجتماعى إلى مسارها الصحيح".

صبرى غنيم: "اليوم السابع" الأول بين المواقع الإخبارية.. وخالد صلاح نجح فى النهوض به

من ناحيته أشاد الكاتب الصحفى صبرى غنيم بأداء موقع وجريدة "اليوم السابع" وما يقدماه من خدمات للقارئ المصرى، قائلا: "اليوم السابع يتقدم كل المواقع الإخبارية، والكاتب الصحفى خالد صلاح كان موفقا فى النهوض بالجريدة والموقع وأصبح الأول على كل المواقع الإخبارية".

وتابع غنيم "الصغار والكبار يسعون إلى الخبر وليس المقال، والخبر فرض نفسه أقوى من الكلمة، وتميزت اليوم السابع بالأخبار الدولية فى اللحظة وليس الأخبار المحلية فقط، وكنا نعلم ما يحدث فى لندن فى لحظة وقوع الحدث قبل سكانها".

"مفيد شهاب الدين" يُحذر من انتشار الفكر المتطرف رغم تراجع العمليات الإرهابية

فى سياق متصل أكد الدكتور مفيد شهاب الدين أستاذ القانون الدولى ووزير التعليم العالى الأسبق أن الإعلام عبارة عن كلمة مقروءة ومسموعة ومرئية، وهو رسالة وهدف، وأنه إذا كانت الكلمة هى الوسيلة فالرسالة هى الهدف.

وأوضح وزير التعليم العالى الأسبق أن ما يخشاه هو الفكر المتطرف، قائلا: "أنا سعيد بتراجع العمليات الإرهابية إلى حد كبير، ووعى المواطنين أصبح يدعو إلى الأمل والتفاؤل، إلا أننى متشاءم من انتشار الفكر المتطرف والتعصب وعدم قبول الآخر، وهو يزداد يوما بعد يوم، وهنا يجب التأكيد على دور الإعلام فى مناهضة هذا الفكر المتطرف، وللإعلام دورا هاما إذا وعى المسئولين فى الدولة والشعب هذا وتم منحه قدره ودوره".

وأضاف شهاب أن الهدف من الإعلام فى غاية الأهمية، قائلا: "فهى كل ما نريد نشره من وعى وثقافة وانتماء، والإعلام سلاح خطير إن أجدنا استخدامه خصوصا فى ظل ثورة معلومات وتكنولوجيا هائلة وغير مسبوقة".

وشدد الدكتور مفيد شهاب على ضرورة التوفيق بين حرية النشر باعتبارها جزء من حرية التعبير دون تدخل أو رقابة، وبين اعتبارات أخرى مثل الأمن القومى التى تتطلب أحيانا التضحية بهذه الحرية، وأكد على أهمية مراعاة مثل هذه الاعتبارات وأخذها فى الاعتبار شريطة أن تكون فى إطار ميزان دقيق لا يضحى بحرية التعبير.

وأشار شهاب إلى التراجع فى الأداء الإعلامى بسبب منافسات شرسة منها ما هو غير موضوعى ومنها ما هو ممول من الخارج لهدم المجتمع وقيمه، وتساءل شهاب "هل تختفى الصحافة الورقية أم ستصمد، ويجب أن نحرص عليها كما حرصنا على الكتاب".

أسامة هيكل: هناك تحامل شديد على الإعلام فى مصر

وعاد الحديث للنائب أسامة هيكل مرة أخرى للرد على استفسارات وتساؤلات الحضور بصالون قناة المحور، ليؤكد أن هناك تحامل شديد على الإعلام فى مصر، مضيفا "ودا مش عاجبنى، فالإعلام من بين القوى الناعمة ومقومات الدولة المصرية، وهناك بعض الخلل فى هذه القوى خلال السنوات الماضية".

وأوضح هيكل أن الصحفى أصبح يعمل فى أكثر من صحيفة ومؤسسة إعلامية، لافتا إلى أن القوانين والتشريعات المنظمة للإعلام فى الخارج تمنع ذلك، لافتا إلى أن سبب حدوث ذلك فى مصر هو ضيق الحال، مؤكدا أن الخلل الموجود فى الإعلام ليس اليوم أو أمس إنما هو منذ أكثر من 15 عاما.

وأشار هيكل إلى أن هناك تطور إعلامى لم يواكبه تطور تشريعى، قائلا: "وحدث نصب فى مجال الصحافة بالأخص، فى ناس بتنصب وتعمل جرايد فى شقق مفروشة ويحصل على أموال من الصحفيين لإلحاقهم بنقابة الصحفيين ولا يدفع لهم راتب إنما يكتفى ببدل التكنولوجيا الذى يُصرف لهم من النقابة".

هيكل: عرض الرأى والرأى الآخر من مقتضيات الأمن القومى

وفى سياق آخر أكد النائب أسامة هيكل على ضرورة التوفيق بين حرية الرأى والتعبير واعتبارات الأمن القومى، لافتا إلى أنه عندما يتنافى هذا الحق مع مقتضيات الأمن القومى، فالدستور نظم هذا الأمر بإيقاف هذا الحق لمدة معينة، موضحا أن التوسع فى مفهوم الأمن القومى غير مطلوب، لأن من مقتضيات الأمن القومى عرض الرأى والرأى الآخر.

وأضاف هيكل أن التشريعات التى صدرت من مجلس النواب لتنظيم الصحافة والإعلام هى كافية اليوم فقط، وبعد عام لن تكون كافية لمواكبة تطور الإعلام، لافتا إلى أهمية وضرورة وجود سياسة إعلامية فى الداخل والخارج، مضيفا "والخارج أكثر أهمية، الآن ندافع داخل حدود الدولة مصريا ولا نتمكن من التعبير عن آراءنا السياسية بالخارج، والقرار السياسى لا ينفصل عن القرار الإعلامى بأى شكل من الأشكال، ويجب وضع استراتيجية للإعلام بشكل واضح".

صالون حسن راتب (5)

أسامة هيكل: رفع أسعار الصحف الورقية يقضى عليها ويجب توزيعها مجانا

كما أكد هيكل على أنه سيأتى اليوم الذى تختفى فيه الصحافة الورقية، لافتا إلى أن رفع أسعار الصحف الورقية يقضى عليها، وأنه يجب توزيعها مجانا.

وأوضح هيكل أن الخبر أصبح هو اللاعب الرئيسى فى المعادلة الصحفية، مشيرا إلى أنه يتم التعرف على الخبر الآن فى ظل التطور الإعلامى فى وقتها، وأن القارئ لا يحتاج إلى قراءة الخبر مرة أخرى بعد مرور يوم على حدوثه إنما هو يسعى إلى معرفة ما وراء الخبر.

وشدد هيكل على ضرورة أن تهتم الصحف الورقية بالتحليل والبحث فيما وراء الخبر حتى يجد القارئ ما يهمه فى الصحيفة، مضيفا: "لا يوجد مهنة فى العالم دون محاسبة، وهناك جريدة بها 300 صحفى وبتوزع 70 نسخة".

هيكل: غياب السيناريو الهادف والمبالغة فى أجور الممثلين معوقات تواجه الدراما الناجحة

وأكد رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب أن المعوقات التى تواجه الخروج بعمل درامى ناجح وهادف عديدة، أبرزها غياب السيناريو الجيد الغنى بالقيم، والمبالغة الرهيبة فى أجور الممثلين.

وأوضح هيكل أن أحد الممثلين طلب الحصول على مبلغ 40 مليون جنيه فى مسلسل واحد، لافتا إلى أن دولة مثل تركيا حققت طفرة سياحية بسبب الدراما التركية، موضحا أنه عندما جاء رئيسا لمجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى كان 90% من إنتاجها خاسر، وهى شركة مساهمة مصرية تعمل بنظام المناطق الحرة وتهدف إلى الربح، وكان هناك شبهات فساد بها.

هيكل: الدخلاء على المهنة مش لاعيبة كرة فقط وهناك راقصات يطلقون على أنفسهن إعلاميات

كما أشار هيكل إلى أن الدخلاء على مهنة الإعلام ليسوا لاعبى كرة القدم فقط، لافتا إلى أن هناك راقصات تطلق على أنفسها إعلاميات، مطالبة نقابة الإعلاميين بأن تضع من القواعد ما يوقف الأمر عند حده.

وأوضح هيكل أن "ماسبيرو" لن يسقط، قائلا: "ماسبيرو نايم شوية ومش هيقع، هو تم تجريفه عمدا لأنه فقد فكرة إن الإعلام مهنة إبداعية، وفى توقيت معين تم تحويل المبنى إلى مجمع التحرير بتعيين الآلاف ووصل المعينين فيه إلى 35 ألف عامل الآن، و90% منهم موظفين يستهلكون مليارات الجنيهات".