جامعة أسيوط تصمم أول قطار بدورين يراعى الكبارى

 

ليس مجرد كلمات تحدث بها الرئيس السيسى، ليؤكد أن الحكومة ستنتهى من تطوير السكك الحديد فى 30 يونيو 2020؛ فالحلم قارب على التحقيق، حيث بدأت الحكومة مشروعاً تجريبياً لزيادة المعدلات الاستيعابية فى قطارات الوجه القبلى، عبر توفير عدد من القطارات ذات الطابقين، بعد تصنيعها محلياً داخل مصنع مهمات السكك الحديد "سيماف"، أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع، وذلك بعد اعتماد هيئة سكك حديد مصر، الرسومات التصميمية للقطار الجديد والتى تم تنفيذها بوحدة نقل التكنولوجيا المتقدمة بجامعة أسيوط وبالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا.

 

"برلمانى" توجه إلى وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة بجامعة أسيوط للتعرف على الرسومات التصميمية لأول قطار بدورين يتم تصميمه وتنفيذه بأيادى مصرية.

 

فى البداية قال الدكتور وائل محمود خير الدين، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة أسيوط ومدير وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة بجامعة أسيوط أن هذا مشروع أول قطار مصرى ذات الطابقين، من المشاريع الهامة بمصر و الذى سيحل بطريقة جذرية مشكلة ازدحام القطارات خاصة قطارات الوجه القبلي، و تكدس المواطنين داخلها، مشيرا إلى أن المشروع بحثى بمشاركة الهيئة العربية للتصنيع "مصنع سيماف" و هيئة السكة الحديد و ممول من أكاديمية البحث العلمى وأن فريق البحث قام فى الفترة الأولى من المشروع بعمل تصميمين مختلفين للعربة ومن ثم تم مزجهما ليخرج تصميم واحد بكل مميزات التصميمين السابقين للعربة.

 

وقال الدكتور محمود أحمد الشريف الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة أسيوط و الباحث الرئيسى لمشروع أول قطار مصرى بطابقين، لـ"برلمانى": إن وحدة نقل التكنولوجيا بجامعة أسيوط تهدف فى الأساس إلى التعامل مع المشكلات المجتمعية وإيجاد الحلول لها؛ وأصبحت خطوط السكك الحديدية فى مصر من أهم وأكبر مرافق النقل العام فى مصر وأهمها على الإطلاق لخدمة ملايين المواطنين يوميا.

 

وأضاف الدكتور محمود أحمد: "وفى الآونة الأخيرة ظهرت مجموعة من المشكلات التى تواجه السكة الحديد ومن أهمها البطء فى تطويرها وقدم عمر العربات وخطوط السكة الحديد والمشكلة الأكبر هى زيادة عدد الركاب مقارنة بعدد الرحلات التى توفرها السكة الحديد وانطلاقا من أيجاد حل لهذه المشكلة وهو تصميم وتصنيع عربة سكة حديد ذات طابقين والذى سيدعم بصورة كبيرة حل هذه المشكلة، حيث ستزداد حمولة العربة من الركاب بنسبة 200%".

 

وتابع: كان لا بد من إيجاد حلول سريعة لمشكلة السكك الحديد فى الآونة، الأخيرة وخاصة الزحام الشديد فى خطوط الوجه القبلى لمحافظات الصعيد من القاهرة إلى أسوان و"العكس، حيث تم توقيع برتوكول تعاون بين جامعة أسيوط ممثلة فى وحدة نقل التكنولوجيا، وشركة سيماف وهيئة السكك الحديدية الحديد و أكاديمية البحث العلمي، لعمل بحث وتطوير للمشكلة وإيجاد الحلول لها.

 

واستطرد قائلا: "تم قراءة العديد من المقالات البحثية الخاصة بتصميم عربة قطار من طابقين، للاستفادة بها فى تصميم العربة وكل مشتمالاتها والاختبارات العديدة التى ستطبق على العربة والاختبارات العملية التى ستتم على العربة فى معامل معتمدة خارج مصر؛ حيث تم عمل تصميم أولى للمشروع القطار ذات الطابقين، وعمل اختبارات للقطار وما قد يعترضه أثناء رحلته من القاهرة إلى أسوان، وأيضا ارتفاعات الكبارى والأنفاق التى توجد على شريط السكك الحديد، والوقوف على تصميم نهائى لعربة السكك الحديد والتى تمت اعتمادها من جميع الشركاء وانتقل التصميم إلى وحدة التنفيذ ممثله فى شركة سيماف؛ مؤكدا أن المشروع كله مصرى ضم مهندسين متحمسين لبلدهم".

 

وقد صرح المهندس محمد عيد سيد المدرس المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة أسيوط ومدير قطاع البحث والتطوير بوحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة بجامعة أسيوط، لـ"برلمانى": تم تكوين فريقين وكل فريق عمل تصميم لقطار بطابقين، وتم مزج تصميمين الفريقين فى تصميم واحد، وتم عمل كل الاختبارات الهندسية طبقا للكود الأوربى لتصميم واختبارات عربات السكة الحديد، وتم تسليم التصميمات النهائية لمصنع "سيماف"  لشراء الخامات و البدء فى التصنيع.

 

وأضاف المهندس محمد عيد: "العربة ذات الطابقين بنفس أبعاد الطول والعرض لعربة القطار الحالية، ولكننا عملنا تعديل للاستفادة من فرق ارتفاع الأرض عن جسم العربة وساهم معانا متر وربع ، مع باقى ارتفاع العربة تم تصميم الطابقين  بلغ عدد كراسى العربة لـ 156 كرسيا مقارنة بـ 60 كرسيا فى العربة القديمة بزيادة تصل لـ 200%".

 

وأوضح": بعد الانتهاء من تصنيع العربة ذات الطابقين، سيتم تسفيرها خارج مصر لعمل الاختبارات النهائية والاعتماد وبعدها يتم فرش العربة بالكراسى والتجهيزات والإضاءة وتكون جاهزة للعمل فى أواخر عام 2019 المقبل".

 

وأكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، أننا نسعى إلى تحويل جامعة أسيوط إلى جامعة من الجيل الثالث لا تقوم على التدريس والبحث العلمى فقط ولكن تسخير إمكانياتها العلمية والبحثية لخدمة الحركة الصناعية والتنموية فى المجتمع، مشيراً إلى تجربة جامعة أسيوط المنفردة فى وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة والتى تقوم بتقديم مشروعات وابتكارات رائدة لخدمة المجال الصناعى والتى كان فى مقدمتها تصميم أول قطار من طابقين وفقاً لقياسات ومعايير بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع مصنع سيماف وهيئة السكك الحديدية وبتمويل من أكاديمية البحث العلمي، فى إطار الاستراتيجية القومية ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.