الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:40 ص

بعد حادثة "ديرب نجم".. تؤكد: أشعر بالذنب والمخطىء سوف يحاسب وكل مريض فى رقبتى.. وحساسين لـ"الوزيرة": بنبوس أيد المستشفيات عشان يقبلوا يعالجوا الناس.. والهلالى: بالراحة مفيش "شخط هنا"

أول مواجهة لوزيرة الصحة أمام "البرلمان"

أول مواجهة لوزيرة الصحة أمام "البرلمان" أول مواجهة لوزيرة الصحة أمام "البرلمان"
الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 12:00 ص
كتبت : نورا فخرى

وجه أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة الدكتور محمد العمارى، خلال اجتماعا الطارىء أمس الثلاثاء بحضور الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، والذى اُستهل بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا وحدات الغسيل الكلوى بمستشفى "ديرب نحم" بمحافظة الشرقية، انتقادات لللمنظومة الصحية معتبرين أن وفاه 3 مرضى غسيل كلوى إهمال جسيم.

 

وشهدت اللجنة مشادتين، الأولى بين الوزيرة والنائب سعيد حساسين ، حتى اضطر النائب محمد العمارى، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، رفع اجتماع اللجنة،حيث انفعلت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد،على النائب سعيد حسانين، بسبب اتهامه لوزاراتها والحكومة بالتقصير، فى التعامل مع أزمات المواطنين مطالبة إياه بعدم التعميم وإلقاء الاتهامات جزافا.

 

وهاجم النائب سعيد حساسين ، مدير مستشفيات وزارة الصحة، لعدم اهتمامهم بمعاناة المواطنين، قائلا :"بنبوس ايد ورجل مديرين المستشفيات والمديريات ..علشان يقبلوا يعالجها المرضى ومفيش حد يستجيب"، فردت الوزيرة : مكتبى مفتوح أمام الجميع وكفى هجوم على الموظفين فهم مصريين وليسوا من الهند ويبذلون قصارى جهدهم، وأضافت غاضبة: "ساعدونى، أعمل إيه أنا ست واقعية وقولت على المشاكل مفيش دكاترة ياجماعة".

 

والواقعه الثانية، كانت حاله من الشد والجذب بين وزيرة الصحة، والنائب خالد الهلالي، وبدأت الواقعة مع اعتراض الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، على حديث النائب خالد الهلالي، الذى أكد أن نسبة الوفيات فى مصر بين مرضى الغسيل الكلوى يصل لنحو 30٪؜، ما دفع الوزيرة لسؤاله: "من أين جئت بهذه الإحصائية؟.. هذا الرقم غير صحيح ؟، فرد النائب: اجتهاد ونسبة تقريبية، فاعترضت الوزيرة، قائلة: "الإحصائيات لا يوجد فيها تخمينات"،وعاد " الهلالي" ليؤكد أن الوزارة هى المسئولة عن تحديد الإحصائيات والنسب، فعلقت الوزيرة بحدة: "حضرتك كدة بتثير الرأى العام"، ليرد النائب: "بالراحة مفيش شخط هنا، لقد قلت المعلومة التى لدى ويمكن أن تصحيحها".

 

من جانبها، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن حادث وفاة 3 حالات لمرضى الغسيل الكلوى بمستشفى "ديرب نجم " بمحافظة الشرقيّة ، مؤسف وغير مبرر، ويعد إهمالا جسيما، مضيفة : "أشعر بذنب شديد، ولن أدع الموضوع يمر مرور الكرام ".

 

وأضافت وزيرة الصحة، إن ما حدث لا يعنى أن وزارة الصحة تعتمد على رد الفعل، بل تعمل على مدار السّاعة، مشيرة إلى أن تم الانتقال إلى المستشفى فور وقوع الحادث واتخاذ كافة لإجراءات اللازمة، وأن الخطأ البشرى وارد، لكنه غير مبرر على الإطلاق، بقولها : "أى مريض فى رقبتى أنا شخصياً".

 

ورفضت وزيرة الصحة، الإفصاح عن السبب الحقيقى وراء حادث وفيات ديرب نجم فى وحدات الغسيل الكلوى، قبل انتهاء تحقيقات النيابة، قائلة: "لم نتحدث عن أسباب ما حدث قبل انتهاء النيابة من التحقيقات".

 

وأكدت الدكتورة هالة زايد، أنه سيتم محاسبة المخطئين فى الواقعة، مشيرة إلى إن الوزارة شكلت لجنة فنية حول حالات الوفاه الـ 3 إعداد تقرير لرفعه إلى النيابة العامة باعتبارها الجهة المنوطة بالكشف عن سبب الوفاة من خلال تقرير الطب الشرعي.

 

وعن وضع الحالات المرضية، قالت وزيرة الصحة، إن عدد حالات الوفاه 3 فقط من بين 35 حالة كانت تجرى عمليات الغسيل الكلوي، وقت الواقعة، وأن الوحدة بها 46 جهاز ويتردد عليها 185 مريضا، مشيرة إلى أنه تبين حدوث مضاعفات للمرضى أثناء الغسيل، بينها حالات إغماء وتوقف فى عضلة القلب، فى حين أن الشركة الدولية للهندسة الطبية سبق وأجرت الصيانة الدورية قبل يوم من الحادث وتم تغيير الفلاتر.

 

وأشارت الوزيرة، إلى خروج جميع الحالات المصابة إلا حالة واحدة، وجرى تشميع وحدة الغسيل الكلوى فى أعقاب الواقعة.

 

واستعرضت الوزيرة، لإجراءات المتخذة من قبل الوزارة فور الحادث، ومنها إرسال عددا من اللجان إلى مستشفى ديرب نجم المركزى للتحقيق فى الحادث، وفحص المصابين، والإجراءات التى اتخذتها الشركة المنوطة بإجراء صيانة لمحطة الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم المركزي، مشيرة إلى أن لجان الوزارة أخذت عينات من المياه وعينات دم لتحليلها بهدف إعداد تقارير مبدئية، مشيرة إلى أن الوزارة أحالت مدير المستشفى ومدير الوحدة إلى النيابة العامة عقب وقوع الحادث.

 

ووأكدت وزيرة الصحة، أن الأطباء فى المستشفى تعاملوا بإيجابية مع باقى الحالات المصابة، وقاموا بعمليات إنقاذ ونقل ناجحة لهذه الحالات، وهو ما قلل من عدد الوفيات، مشيرة إلى إن ماحدث فى ديرب نجم كارثة، ولكن كانت ستكون أكبر من ذلك لولا التعامل الجيد من أطباء الباطنة بالمستشفى وإنقاذ المصابين.

 

ووجهت الوزيرة، الشكر لأطباء الباطنة الذين تعاملوا مع الحادث بالمسؤلية، وأنقذت أكبر قدر من الأهالى بعد هذا الحادث، مشيرة إلى أنه لو هذا التدخل كنا سنكون أمام كارثة كبرى فى عدد حالات الوفاة، مؤكدة أن أطباء الباطنة فى مستشفى ديرب نجم قاموا بدورهم على أكمل وجه فى التعامل مع باقى المرضى فى وحدات الغسيل الكلوي، ولولاهم كانت الوفيات أكثر من ذلك.

 

 وقالت تعقيباً على حديث أحد النواب بأن أسباب كارثة درب نجم تعود إلى الأهمال الإدارى، بقولها " كلنا عايشين فى مصر والأحساس بالمسئولية ليس على القدر المطلوب وأنا مش هحط عسكرى على كل طبيب وممرض".

 

وفى سياق متصل، أوضحت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أن إجمالى عدد حالات الغسيل الكلوى فى مصر 50269 مريضا، على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن عدد وحدات الغسيل الكلوى المنتشرة على مستوى الجمهورية بلغت 583 وحدة غسيل كلوي، بينها 218 وحدة قطاع خاص، وأن عدد إجمالى الجلسات سنويا يبلغ 7 ملايين و842 ألفا، بإجمالى 657 مليون جنيه قرارات علاج على نفقة الدولة.

 

وحول التبرع بالكلي، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن الإطار التشريعى للتبرع بالأعضاء متاح بضوابط ولا توجد أى قيود عليه سوى موافقة المتبرع وهذا الأمر متبع فى كل دول العالم.

 

وأكدت الوزيرة، أن ثقافة التبرع بالاعضاء للأسف ليست منتشره فى مصر، ولكننا بنوصل أن البعض "بيعاير" اللى يتبرع ، مشيرة إلى أن المواطن فى دول العالم متبرع بأعضاءه مالم يحدث العكس فى أن يكتب أنه غير متبرع.

 

ولفتت وزير الصحة إلى أننا لو حاسين بالمعاناة التى يعانى منها مرضى الغسيل الكلوى مثلا، سنعمل على تفعيل التبرع لهم بتلقائية، مشيرة إلى أن الوزارة ستعمل على توجية رسائل إعلانية وإعلامية بشأن ثقافة التبرع خلال الفترة المقبلة، قائلة: مش حاسين بالمرضى.. والتبرع أحسن وثقافة جيدة".

 

وكان النائب مكرم رضوان قد قال إننا البلد الوحيد الذى نصف المتبرع بالكلى بأنه باع كليته، مطالباً بحذف كافه القيود بقانون نقل الأعضاء مضيفا: مهما نصرف على غسيل الكلى أعدادهم هتزيد.

 

وفى سياق منفصل، أعلنت الوزيرة الانتهاء من 20.864 ألف حالة من قوائم الانتظار فى أقل من شهرين حتى الآن، مضيفة : كانت قوائم الانتظار 17.888 ألف حالة، وتم تكليفنا من قبل رئيس الجمهورية بالانتهاء منها خلال 6 أشهر، ولكننا تمكنا من الانتهاء منها فى شهرين، و4 أيام، إلى جانب استقبال قوائم انتظار جديدة، لنتمكن من الانتهاء من 20.864 ألف حالة حتى الآن".

 

وكشفت الوزيرة، أنه قريبا سيتم توفير منظومة إصلاح طبى كامل للأسر المصرية تتمثل فى عمل مراكز رعاية مخصصة وحضانات، وطوارئ، وغرف عمليات ، مستطردة" هذا من ضمن الأولويات مثلها مثل قوائم الانتظار".

 

وأشارت هالة زايد إلى توجيهات رئيس الجمهورية بمراجعة المخازن الاستراتيجية، وفتح مخازن الشركة القابضة والمصرية لتجارة الأدوية ، موضحة أنه تم تجميع 3 ملايين علبة لبن أطفال، فضلا عن البدء فى عمل مخازن استراتيجية فى الصعيد".

 

وجددت الوزيرة التأكيد أن قوانين الوزارة تسمح بالتعاقد مع الأطباء بعد بلوغهم سن التقاعد فى المناطق الحدودية وفى الحضر، إلا أن الأطباء يفضلون التعاقد مع القطاع الخاص، موضحة أنها لحل تلك الأزمة تمكنت من تخصيص مبلغ 500 مليون جنيه وافقت عليها وزارة المالية وذلك للتعاقد مع الأطباء خارج وزارة الصحة.

 

ولفتت الوزيرة إلى أنه فى الوقت الذى يوجد نقص فى القوة البشرية للأطباء هناك زيادة فى عدد الصيادلة غير مبررة، مؤكدة أنها سعت من أجل زيادة عدد كليات الطب ومعاهد التمريض مثل العريش والسويس ودمنهور والأقصر وحلوان.

 

ونوهت الوزيرة إلى أنه بالرغم من عمل مشروع الكادر، وتحسن المرتبات إلا أن الأداء لم يتحسن، قائلة:"مش هقدر أنافش رواتب السعودية والقطاع الخاص ونعانى من عجز شديد".

 

وبشأن أعداد مرضى الفشل الكلوى قالت الوزير:"هنعمل أكبر مسح شامل محصلش قبل كدا لمرضى السكر والسمنة والضغط وكلها أسباب للفشل الكلوى".

 

وتعقيباً على حديث أحد النواب حول أن أحد أسباب "كارثة ديرب نجم" يرجع إلى الإهمال الإدارى، علقت الوزيرة:"كلنا عايشين فى مصر والإحساس بالمسؤولية ليس على القدر المطلوب وأنا مش هحط عسكرى على كل طبيب وممرض".

 

واثارت الوزيرة، إشكالية عجز الأطباء بقولها :"معندهاش بنى آدمين تشتغل، نحن نعانى عجز تام فى القوة البشرية، و60% من الأطباء موجودين فى السعودية، والباقى يسعى للعمل فى القطاع الخاص".

 

 وأشارت إلى أنها طالبت كثيراً بوضع حد للإعارات للخارج، بينما هناك زيادة فى عدد الصيادلة، مؤكدة أنها سعت من أجل زيادة عدد كليات الطب ومعاهد التمريض مثل العريش والسويس ودمنهور والأقصر وحلوان.

 

وشهدت اللجنة انتقادات نيابية للمنظومة الصحية، حيث أكد الدكتور محمد العمارى، رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن اللجنة لمست خلال الزيارات الميدانية المتعددة لها للمستشفيات، وجود مشكلات كبيرة فى وحدات الغسيل الكلوى على مستوى الجمهورية، بسبب ضعف التمويل، مشيرة إلى مطالبة أن اللجنة طالبت بريادة نفقة بدلات الصيانة المخصصة للمستشفيات بالموازنة لتصل إلى مليار جنيه.

 

ووجّه النائب محمد السويدي، القيادى بائتلاف دعم مصر، انتقادات حادة للقائمين على مستشفى ديرب نجم بالشرقية، بسبب واقعة حدوث وفيات وإصابات بوحدات الغسيل الكلوى بالمستشفي.

 

قال السويدى، إن ما حدث فى ديرب نجم، نتيجة إهمال جسيم ووصل إلى حد الجريمة منتقدا عدم اتخاذ أى إجراءات وقائية لتأمين المرضي، مضيفا: "واضح إن مفيش مشكلة مالية، ولكن هناك خطأ إدارى واضح، إدارة مستشفى ديرب نجم، لم تتخذ الإجراءات اللازمة بعدد من محطات الغسيل لتأمين المرضي".

 

ومن جانبه قال النائب عبد الباقى تركيا نائب ديرب نجم: "إننا نواجه مشكلة حقيقة، وأهالى الدائرة عاوزين حق الضحايا، وهناك حالة غضب شديدة بالدائرة وظهرت بوضوح على السوشيال ميديا"، وقال النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم البرلمان للوزيرة: "كنّا ننتظر منك رؤية بشأن عدم تكرار الحوادث، لأن نجاحك الحقيقى مرهون بتجاوز التحديات".

 

وقال النائب حاتم عبدالحميد ، إن الكارثة التى حدثت لمرضى الغسيل الكلوى ، بمستشفى ديرب فى الشرقية حدث فى جميع محافظات الجمهورية ، فمن لم يموت أثناء الغسل يموت أثناء عودته لمنزله .

 

وكشف عبدالحميد، الذى أعلن أنه مريض بالفشل الكلوى أن السبب الرئيسى فى وفاة مرضى الفشل الكلوى ديرب يرجع لعدم قيام القائمين على وحدة الغسيل الكلوى بتعقيم الماكينات بمادة سامة ، تعمل على تنظيف الماكينات جيدا بعد الصيانة ولكن قام مسئولى الوحدة باب آسيا للمرضى دون التعقيم الجيد الماكينات بعد الصيانة، مشيراً إلى أن مدة صلاحية ماكينات الغسيل الكلوى 5سنين، ولكن الموجود منها حاليا ، يستخدم منذ 20عاما ، مطالبا وزيرة الصحة بمخاطبة صندوق تحيا مصر والحصول على مليار جنيه لاستبدال ماكينات الغسيل الحالية .

 

وأضاف أن عدد مرضى الفشل الكلوى فى مصر ، يتجاوز المليون مريض قائلا : أنا مريض بالفشل الكلوى وعملت غسيل أثناء تواجدى بالسعودية لأداء العمرة وبعدها قمت بكامل صحتى و لفيت حول الكعبة 7مرات "وأضاف: "أنا هنا لما باغسل باطلع متكسر".

 

وأشار إلى أن الازمة الحقيقية التى تواجه مرضى الفشل الكلوى ، يعود هى وجود نقص حاد فى الأدوية مطالبا المستشفيات بأعداد وجبة أكل للمرضى أثناء قيامهم بالغسيل نظرا لطول فترة الغسل التى تصل إلى 4ساعات ، مضيفاً: "ياريت يأكلهم أى حاجة ولو سندوتش فول طعمية".

 

وفى السياق ذاته، شددت النائبة سماح سعد عضو مجلس النواب، على ضرورة تفعيل القانون فى محاسبة المهملين والمسئولين عند تدهور الأحوال فى قطاع الصحة، مطالبة وزيرة الصحة بسرعة التحرك لحماية صحة المواطنين.

 

وأضافت النائبة البرلمانية: "حضرتك بتقولى فى مشكلة ضمير فى مصر، وانا بقول لحضرتك كلنا معندناش ضمير، فياريت حضرتك تفعلى القانون بدل مل نقعد نقول مفيش ضمير مفيش ضمير".

 

وكانت الوزيرة قد اشتكت خلال الاجتماع الطارئ، من قلة ضمير بعض العاملين فى القطاع الصحي، وقالت:"مفيش بنى أدمين يشتغلوا، وعندنا مشكلة ضمير وعشان كده بزود عدد العاملين فى قطاع التمريض خاصة من الذكور لضمان الاستمرارية وعدم المعاناة من مشاكل ما بعد التخرج للممرضات".

 

من جانبه، عقب الدكتور محمد العمارى رئيس لجنة الصحة ، رئيس الاجتماع الطارئ، قائلًا: أطالب بحذف عبارة "كلنا معندناش ضمير"، واستطلع رأى النواب ايه؟ موافقون على الحذف، فقام عدد من النواب برفع أيديهم فأبلغ مُحضر الجلسة بحذف العبارة من المضبطة.


print