الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 12:10 م

"سياحة الأونلاين" تكسب.. ومصر تحاول مواكبة عصر المنصات الإلكترونية.. غرفة الشركات السياحية: الأهم من إنشاء الموقع الإلكترونى هو كيفية إدارته وتدريب السوق المصرية

منظمة السياحة ترفع شعار "التحول الرقمى"

منظمة السياحة ترفع شعار "التحول الرقمى" منظمة السياحة ترفع شعار "التحول الرقمى"
الخميس، 27 سبتمبر 2018 06:00 م
كتبت آمال رسلان

"التحول الرقمى" استطاع فى سنوات قليلة أن يقتحم كافة المجالات، في ظل تطورات تكنولوجية متلاحقة وفرت كافة متطلبات الحياة في هاتف ذكى، والسياحة من أهم المجالات التى طالها هذا التطور، فأصبحت المنصات الإلكترونية هى المستقبل فى القطاع، والخيار الأول الذي يلجأ له السائح عندما يخطط لقضاء إجازة جديدة.

 

السياحة والتحول الرقمى

وتحولت المواقع الإلكترونية التى توفر حجز الفندق والطيران وتطرح خيارات متعددة أمام السائح منافسا قويا لشركات السياحة بمفهومها المعتاد، وها هى منظمة السياحة العالمية تواكب لغة العصر وترفع شعار "السياحة والتحول الرقمى"، في اليوم العالمى للسياحة والذي يتزامن مع 27 سبتمبر من كل عام، وذلك لتسليط الضوء على أهمية التطورات والابتكارات التكنولوجية في تواصل النمو مع تزايد الاستدامة في قطاع السياحة.

 

ويأتى اختيار هذا الشعار في مرحلة تطور يمر بها القطاع، حيث أصبح الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية جزء لا يتجزأ من صناعة السياحة، ويمكنها خلق البيئة للإبداع والريادة التجارية في مجال السياحة، ولتشجيع الحكومات على دعم الشركات السياحية العاملة فى القطاع للتحول إلى السياحة الرقمية.

 

دعم المستقبل الرقمى فى قطاع السياحة

وتم اختيار المجر لإقامة الإحتفالية هذا العام، حيث سيقام في العاصمة بودابست وذلك لما أظهره القطاع السياحى فى المجر من نمو واضح يرجع إلى اعتمادها على سياسات واضحة لدعم المستقبل الرقمي في قطاع السياحة.


وتشير إحصائيات منظمة السياحة العالمية إلى ارتفاع عدد السياح على مستوى العالم إلى ما يقرب من 1.3 مليار سائح، ويمثل القطاع السياحي 10% من الناتج العام العالمي، فضلا عن أنه يتيح وظيفة واحدة من بين كل 10 وظائف، وساهم التقدم التكنولجي وانخفاض أسعار النقل وبخاصة النقل الجوي، إلى زيادة السفر الدولي.

 

وأوضحت المنظمة أن يوم السياحة العالمي يحتفل به في جميع أنحاء العالم وسيكون فرصة فريدة لزيادة الوعي بمساهمة السياحة في التنمية المستدامة، حيث يساعد على إتاحة الفرص للسياحة من خلال التقدم التكنولوجي بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية على خريطة التنمية المستدامة، وترى منظمة السياحة العالمية  أن التقدم الرقمي والابتكار يساعد كثيرا في النمو السياحي لدى كل بلد  على حدها.

 

تحسين التنمية المتكاملة للسياحة

و من جانبه قال زوراب بولوليكاشفيلي ، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية إن تسخير الابتكار والتطورات الرقمية يوفر للسياحة فرصًا لتحسين التنمية المتكاملة للسياحة، موضحا أنه تم اختيار المجر هذا العام لأنها من انجح الدول في استخدام  التقنيات الرقمية في التنمية السياحية.


ويتزامن هذا مع محاولة مصر لمواكبة عصر المنصات الإلكترونية، حيث تسعى الحكومة إلى إنشاء منصة إلكترونية بالتعاون بين مختلف الوزارات المعنية بالقطاع في مقدمتها السياحة والآثار والطيران المدني، لتكون منصة للحجز الإلكتروني تختص بتسويق جميع المناطق السياحية والأثرية داخل مصر.


ويأتى التحرك المصرى بعد أن أوضحت الإحصائيات مؤخرا أن 80 % من سائحى الاتحاد الأوروبى يستخدمون خدمات السياحة الإلكترونية، و40 % من الحجوزات والأنشطة الترفيهية وقضاء الإجازات تتم إلكترونيا عبر منصات الخدمات الإلكترونية للشركات عالميا، وتشير الإحصائيات العالمية إلى وجود نحو 148 مليون سائح يستخدمون الإنترنت من أجل الحجز لقضاء إجازاتهم فى مناطق متعددة بالعالم، و قد نمت إيرادات الحجوزات «أونلاين» بـ 73 % خلال السنوات الخمس الماضية، وما يقرب من %90 لمنظمى الرحلات السياحية.
 

 

مصر تزاحم عالميا فى المجال التكنولوجى 

وفي ظل هذا التطور تحاول مصر أن تزاحم عالميا في المجال التكنولوجى من خلال هذا المقترح، الذي يتشابه مع المنصات العالمية مثل موقع "بوكينج" العالمى، حيث ستمكن السائح  من التعرف على أهم المزارات السياحية والمواقع الثقافية والبيئية والسياحية والأثرية، وكذلك الحجز لزيارة مصر من خلال الشركات السياحية المرخصة من وزارة السياحة والبالغ عددها 2331.

هذا المقترح هو بوابة دخول مصر للسياحة الرقمية، والتى أصبحت حاجة ملحة اليوم، حيث قال ناصر ترك الخبير السياحى، عضو لجنة تسيير أعمال غرفة شركات السياحة لـ"برلمانى"، أنه منذ عام 2000 وبدأ دخول التكنولوجية بشكل واضح في السياحة، وكان لابد من العمل على تطوير فكرة "شركة السياحة" إلى خدمات إلكترونية، فهذا هو المستقبل ويجب، نقل تلك الخبرة إلى الشركات العاملة في السوق المصرية وتدريبها وتأهيلها لذلك.


وقال ترك "كلما شاركت فى أحد المعارض الدولية خلال السنوات الماضية تجد أن جناح الأون لاين يكبر ويتوسع مقابل تقلص أجنحة الفنادق وشركات السياحة، وكان هذا الأمر ملفت للغاية ودليل على أن الأون لاين أصبح هو المسيطر"، ويمكن أن ننظر إلى ماتقوم به السعودية فى خدمات الحج حيث متوقع خلال عامين أن يتم الأمر الكترونيا بشكل كامل دون تدخل بشرى، وهذا يتطلب العمل على تطوير شركات السياحة لتدخل عالم الأون لاين".


وعن تجربته الشخصية مع التحول الرقمى في السياحة، أكد أن الفكرة ليست فى إنشاء الموقع الإلكترونى والسيستم فهى أسهر مرحلة، وإنما الأساس فيما بعد إنشاء السيستم كيف تدير هذا الموقع، فهذا الأمر معقد للغاية ولابد من  اللجوء إلى أصحاب الخبرة في هذا المجال، فشركات السياحة لديها خبرة فى التفاوض مع الفنادق وغيرها ولكن ليس لديها الخبرة فى التسويق الإلكتروني.


وأوضح أن في مصر الجميع يتحدث عن الأون لاين، ولكن دون دراسات محددة وهناك تصور أنه مجرد موقع، ولكن الأهم الترويج لهذا الموقع لتكون منصة تسويق، وبالتالى الأمر يحتاج أولا إلى تأهيل شركات السياحة العاملة فى القطاع بمصر وتدريبها لدخول هذا العالم الإفتراضى.


وأضاف التكنولوجيا يمكن شرائها لكن الإدارة والترويج لها هو الأساس، وتحتاج إلى دراسة حول الميزانيات التي ستنفق في ذلك، فالتطور التكنولوجى ليس له آخر، وشركات السياحة إذا لم تطور نفسها بشكل سريع ستموت فكل شئ سيكون الكتروني، ولذلك يجب التحرك ولكن على أسس وليس شكليا فقط.

 


print