وأعلنت القوى الوطنية، الإضراب العام والشامل فى الضفة الغربية وقطاع غزة بالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية فى أراضى 48، احتجاجا على قانون القومية العنصرى.
وتسبب الإضراب الشامل فى كافة مناحى الحياة إلى شلل كامل فى كافة القطاعات التجارية، والتعليمية، والمؤسسات الخاصة والعامة، والنقل العام، باستثناء القطاع الصحى.
وأقر الكنيست الإسرائيلى فى يوليو الماضى بالقراءة النهائية، مشروع قانون ما يسمى "إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودى"، بأغلبية 62 نائبا من جميع كتل الائتلاف، ومعارضة 55 نائبا، بينهم 53 نائبا من كتل المعارضة الأربع، ونائبين من الائتلاف، وامتنع عن التصويت نائبان نائب من الائتلاف، ونائبة من المعارضة.
وينص القانون العنصرى على أن أرض إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى، التى فيها قامت دولة إسرائيل، وهى الدولة القومية للشعب اليهودى، وحق تقرير المصير القومية فى دولة إسرائيل هى خاصة بالشعب اليهودى، وعاصمة إسرائيل القدس الكاملة والموحدة، واللغة العبرية هى لغة الدولة، وللغة العربية مكانة خاصة يتم ترتيب استخدامها فى المؤسسات الرسمية، أو مع المؤسسات، بقانون.
وأثار إعلان الإضراب العامل فى مدينة القدس بشكل خاص عاصفة من ردود الفعل الغاضبة والمعارضة لهذا الإضراب لأنه يتزامن مع عطلة عيد العرش اليهودى، مما يخلى البلدة القديمة والشوارع من العرب فى الوقت الذى ينتشر فيه اليهود بأعداد كبيرة. فلقد استغل هؤلاء غياب التواجد العربى فى البلدة القديمة وقاموا بمسيرات استفزازية فى شارع الواد وغيرها بحرية تامة.
بدوره أكد الشيخ ناجح بكيرات المسئول فى الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، أن الإضراب فى هذا اليوم، هو خطأ كبير لأنه يفسح المجال لليهود المتطرفين بالتجول فى البلدة القديمة بكل حرية، وأن يعيثوا فسادا فيها، كما حدث مساء أمس الأحد عندما هاجم العشرات من اليهود المتدينين المحال التجارية فى حى المصرارة ملحقين أضرار فى عدد من المنشآت.
وعم الإضراب فى كافة مناحى الحياة بالقدس، حتى المدارس التابعة لوزارة معارف وبلدية الاحتلال، وتوقفت حركة المواصلات والنقل العام من وإلى مركز المدينة المقدسة، كما توقفت سيارة النقل العمومى عن العمل فى ضواحى وبلدات القدس التى تقع خارج جدار الضم والتوسع العنصرى، فى الوقت الذى عمّ فيه الإضراب الشامل أسواق ومتاجر القدس القديمة ومحيطها والأحياء والبلدات المتاخمة لها.
كانت القوى والمؤسسات الفاعلة فى القدس دعت إلى الإضراب الشامل اليوم، تماشيا مع الإجماع الوطنى فى كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطينى داخل الوطن وخارجه ضد قانون القومية العنصرى.
وقالت وكالت الأنباء الفلسطينية، إن الإضراب الشامل يعم غزة منذ صباح اليوم الاثنين، كافة مناحى الحياة فى قطاع غزة، احتجاجا على قانون "القومية" اليهودى الذى أقره الكنيست.
وأكدت القوى والفصائل فى القطاع، التزام كافة شرائح المجتمع بتنفيذ الإضراب العام، تنديدا بقانون القومية العنصرى، ونصرة لأهالى الخان الأحمر المهددين بالتهجير وهدم قريتهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى.
ويوافق اليوم الاثنين الذكرى الـ18 لهبة القدس والأقصى، والتى استشهد بها 13 شابا وجرح المئات من أبناء الداخل الفلسطينى بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلى.
ويحيى الفلسطينيون ذكرى أحداث هبة القدس فى هذا اليوم حيث وقعت فى أكتوبر من عام 2000.
واندلعت الأحداث عقب الإضراب العام والمفتوح الذى دعت له لجنة المتابعة العليا فى الداخل الفلسطينى المحتل ردا على اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون، للمسجد الأقصى فى الثامن والعشرين من سبتمبر الماضى، تحت حراسة جنود الاحتلال الإسرائيلى.
وسرعان ما تحول الإضراب إلى يوم غضب عارم، وشل الإضراب العام كافة القرى والبلدات الفلسطينية فى الجليل والمثلث والنقب، وانطلقت تظاهرات منددة بانتهاك حرمة الأقصى.