نشر موقع بلومبرج الأمريكى تقريرا يؤكد تعرض شركتى أمازون وأبل لاختراق خوادمهما عبر رقاقات صغيرة مثبتة بداخلها، وضعت أثناء تصنيعها فى الصين، وهى السيرفرات التى تشرف شركة Super Micro على تطويرها، وبحسب التقرير، فإن رقاقة صغيرة رغم أنها فى حجم "حبة الأرز"، إلا أنها قادرة على تسريب البيانات الموجودة على السيرفرات بشكل كامل، وهذه السيرفرات تستخدمها شركتا أبل وأمازون كمراكز بيانات للمستخدمين والخدمات، بجانب 30 شركة أمريكية أخرى.
رقاقة التجسس
ووفقا لتقرير Bloomberg، فإن هذه الرقاقات الصغيرة تم إيجادها فى السيرفرات التى تطورها Super Micro وقد تم وضعها داخل مصانع الشركة فى الصين وبشكل سرى قبل أن يتم اكتشافها فى 2015 عند فحصها بواسطة شركة كندية، وهو الوقت التى قامت فيه أمازون وأبل بشراء السيرفرات، لكن الأمر ظل سرًا حتى اليوم.
ردود فعل الشركات
من جهتها نفت كل من شركتى "أبل" و"أمازون" الأمر، كما هو الحال مع بيان الحكومة الصينية، والتى اتهمها الموقع بأنها تقف خلف ذلك الأمر، وكذلك نفت شركة Super Micro ذلك بالرغم من أنها تحت المساءلة القانونية منذ فترة لاشتباه حدوث هذا الأمر، كما هبطت أسهم "Super Micro" أكثر من 50% من قيمتها، لتشكل ضربة قوية للشركة التى عبرت عن انفتاحها لأى تحقيقات بشأن الاختراق الكبير.
أبل تنفى
قالت شركة أبل إنها لم تعثر على الرقائق، وقد أصدرت شركة أبل نفيًا قاطعًا للتقرير المزعوم مؤكدة فيه أنها تشعر بخيبة أمل عميقة لأن مراسلى بلومبرج لم يكونوا منفتحين فى تعاملاتهم معنا على احتمال أن يكونوا هم أو مصادرهم مخطئين، وأفضل تقدير لشركة أبل أنه مجرد تشويش حول حادثة فى عام 2016 والتى كانت اكتشافًا لأحد الخوادم المصابة فى سوبر مايكرو وحددت هذه الثغرة لمرة واحدة وكانت مشكلة عرضية وليست هجومًا مستهدفًا ضد أبل.
أمازون تنفى
بعد غضب أبل، نفت أمازون أيضا تقرير وكالة بلومبرج الذى يزعم بأن أنظمة الشركتين تعرضت لاختراق رقائق كمبيوتر خبيثة وضعها ضباط مخابرات صينيون، مؤكدة بمنشور على مدونتها بأنه غير صحيح
سوبر مايكرو تدافع عن نفسها
ونفت شركة سوبر مايكرو كمبيوتر ومقرها سان هوزيه بولاية كاليفورنيا أنها باعت لعملائها خوادم تحوى رقائق خبيثة فى اللوحات الأم لتلك الأنظمة، وقالت إنها لم تعثر قط على أى رقائق خبيثة، وإنه لم يصلها أن أى عميل عثر على مثل هذه الرقائق كما لم تتصل بها أى وكالة حكومية بخصوص هذا الموضوع.
الحكومة الصينية تنفى
وقالت الحكومة الصينية فى ردها على الموضوع، أنها ملتزمة بالوقوف ضد هذه الأمور وتعمل بكل جد وكد لتحول بينها، وتحدثت عن مخاطر تتعرض لها هى الأخرى من عمليات التجسس، كما أكدت على التزامها بتعهدها التى قدمته فى الأمم المتحدة فى 2011 لمحاربة التجسس.
بلومبرج تدافع عن تقريرها
ورغم نفى أبل وأمازون هذا الأمر، دافعت بلومبرج عن تقريرها، حيث قالت فى بيان لها:"أكد سبعة عشر مصدرا بينهم مسئولون حكوميون ومصادر من داخل الشركات اختراق المعدات وعناصر أخرى للهجمات"، وأضافت” نحن متمسكون بروايتنا وواثقون من تغطيتنا ومصادرنا“، مشيرة إلى أن التقرير جاء فيه أن وحدة من جيش التحرير الشعبى الصينى تسللت إلى سلسلة الإمداد الخاصة بشركة سوبر مايكرو كمبيوتر المنتجة لأجهزة الكمبيوتر لوضع رقائق خبيثة يمكن استخدامها لسرقة أسرار شركات وأسرار حكومية.
رأى بعض المحللين
وقال خبراء أمن عملوا مع وكالات حكومية وشركات كبيرة لرويترز إنه استوقفهم التباين الشديد بين المزاعم الواردة فى تقرير بلومبرج والنفى القوى من جانب أبل وخدمات أمازون على الإنترنت التابعة لشركة أمازون، وقال البعض إن بعض المزاعم ممكنة الحدوث لكن النفى الشديد من الشركتين الوارد فى التقرير أثار لديهم شكوكا عما إذا كانت الهجمات قد حدثت بالفعل.