فى أخطر حوار سياسى له، يروى رجل الأعمال أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، أسرارًا لأول مرة من داخل اجتماعات الرئيس السيسى مع الأحزاب، ويكشف عن علاقة أجهزة الأمن بالقوى السياسية، ويشير لأمور خطيرة تحدث داخل الغرف المغلقة لأحزاب أخرى، رجل الأعمال يتحدث عن تجربته فى السياسية، وتفاصيل استثماره فى الإعلام، وعن مجتمع رجال الأعمال وأمور أخرى كثيرة.
وإلى نص الحوار:
وسط الجدل الدائر فى الحياة السياسية من خلافات تصل فى بعض الأحيان إلى صراعات.. ما شعورك تجاه السياسة فى مصر بشكل عام؟
أنا أرى أن الديمقراطية لا زالت وليدة، هذا اللغط السياسى رغم كونه زائد عن اللازم إلا أنه غير مضر، لأن معظم الأحزاب ناشئة، فبالتالى الساسة لسه بيتعلموا سياسة، ولسه بنتعلم ديمقراطية.
هل كنت تحتاج بالأساس لحزب سياسى؟
بصراحة أنا مش عارف مين اللى زقنى، إنما هى مقادير، منذ سنة 2000 وجدت طموحاتى بتتوجه إلى الاهتمام بالشأن العام، وليس الشأن الخاص.
هل أنت نادم على دخولك السياسة؟
بصراحه آه، لكن الحاجة اللى بتقلل هذا الندم، هو إنى بحس إنى قد أترك حاجة كويسة، فلما أقابل ربنا، أقوله والله أنا كنت بحاول أعمر فى الدنيا وأصلح فيها زى ما أنت أمرتنا.
لكن لماذا أنت نادم؟
لأنها بتاخد جهد، وبتدمر مصالحك الخاصة أحيانًا، خاصة لو أنت مخلص فيها، الحاجة الأهم إن السياسة بتاخد من وقت هواياتك أو الطقوس اللى بتمثلك سعادة، فالسياسة تخلى رجل الأعمال ما ينبسطش.
البعض يقول إن السياسية "بتفقر" رجل الأعمال.. هل هذا صحيح؟
ده صحيح، لإنها بتخليك تترك أعمالك الخاصة، على حساب المصلحة العامة.
هل فكرت فى ترك العمل السياسى؟
آه كتير.
ولماذا لم تنفذ قرارك؟
هقولك مثال غريب شوية أنت عارف الثور لما يلف فى الساقية، فأنا بحس إنى بتساق فى هذا الاتجاه، معرفش إزاى، وكلما حاولت أبعد كلما غرست أكتر.
إذن متى يعتزل أكمل قرطام العمل السياسى؟
أعتقد بعد 5 سنوات إن شاء الله، لإنه ربما وقتها أكون شعرت أن ما قمت به كان له فايدة للمجتمع، وإن يكون حدث إصلاح فى اتجاهات كثيرة.
دائما نتخوف من أن يُنتج تزاوج السلطة بالمال شخصيات غير مرغوب فيها من المجتمع كأحمد عز نموذجًا.. ما تعليقك؟
أحيانًا بيحصل ده، لكن الأخطر من كده إن الاقتصادى يبقى عنده لوبى بيضغط بيه على السياسيين علشان يحققوله مصالحه، لكن أنا لما دخلت البرلمان رغم إن شغلى فى الطاقة والصناعة، طلبت إنى أدخل لجنة التعليم، لإنى تحرجت من الشبهات وفضلت أن أنأى بنفسى عنها.
هل دخل رجال أعمال البرلمان لكى يحموا مصالحهم؟
فى وقت من الأوقات آه.
أقصد برلمان 2015؟
لأ فى 2015، اللى دخلوا بالهدف ده هيخيب ظنهم بالتأكيد، لإن هناك نواب لن يسمحوا بهذا أبدًا، وهيبقوا مراقبين كل هؤلاء، والشعب نفسه عنده يقظة وتنبه بشكل يمنع هؤلاء الأشخاص من استغلال البرلمان لحماية مصالحهم.
خلال عملك فى السياسة بالتأكيد تعاملت مع رؤساء الأحزاب.. ما الانطباع العام الذى أخذته عنهم؟
هم بيحاولوا والظروف صعبة لاشك، وانطباعى عنهم بشكل عام، هو إنهم مش قادرين يخرجوا من دائرة المصالح الضيقة، إلى دائرة ممارسة الديمقراطية الحقيقية والمصلحة العامة.
وكيف يديروا العملية السياسية؟
بيحسبوها بنظرية إن الموضوع ده هستفيد منه إيه، ولا أظن أن هناك كوادر سياسة فى الأحزاب قادرة على إدارة السياسة فى البلاد، وذلك لأن النخبة عازفة عن الانخراط فى هذه الأحزاب.
ما هو أغرب موقف عايشته خلال تعاملك مع رؤساء الأحزاب؟
أحد رؤساء الأحزاب فى اجتماع مع الرئيس، بعد أن اتفق الأحزاب حول مشروع موحد لقانون الانتخابات، فإذا برئيس حزب يقول أصل أنا نازل انتخابات مستقل ومش هنزل تبع الحزب بتاعى، وده كان ردًا على كلامى، لما قلت إن إحنا عاوزين قانون يقوى الأحزاب، لإن الانتخابات بالنظام الفردى بتضعف الأحزاب، فهو قال لأ إحنا عاوزينها فردى أنا نازل مستقل، وفى اجتماع آخر مهم مع الرئيس، كنا نتكلم فى موضوعات هامة، إذ برئيس حزب يتحدث عن أرض عاوزين يعملوها مركز شباب، حاجة ليست لها علاقة بالشأن اللى بنتكلم فيه.
واضح من كلامك إن مستوى رؤساء الأحزاب أمام الرئيس ليس كما ينبغى.. أليس كذلك؟
صحيح آه، ولذلك أنا ألتمس العذر للرئيس، عندما تخوف من القوى السياسية، وقدرتها على إدارة السياسة فى البلاد.
تقصد أن الرئيس لديه الحق فى أن يتخوف من القوى السياسية فى مصر؟
طبقًا لأدائهم آه، هو متخوف على البلد منهم، خاصة بعد التجريف السياسى على مدى 60 عامًا.
فى ذلك السياق.. هل تريد أجهزة الدولة أصلًا أحزاب سياسية؟
بالتأكيد فى أجهزة مش عاوزه أحزاب سياسية.
وماذا عن أجهزة الأمن تحديدًا؟
أجهزة الأمن عاوزه الأحزاب مُستأنسة.
مُستأنسة لمن؟
للسلطة التنفيذية.
على اعتبارك رئيسًا لأحد الأحزاب.. هل استطاع أحد من تلك الأجهزة أن يلوى ذراعك فى يوم من الأيام؟
لأ ولم يحاولوا للأمانة.
لماذا تنظر إلى الأرض وأنت تجيب على هذا السؤال.. هل هذا يعنى أنك تُخفى شىء؟
هنعدلها
فقط لأفكر وأتذكر، بصراحة، طول الفترة اللى فاتت خلال الـ 3 أنظمة، كان فيه أفراد منهم بيحاولوا يعملوا مشاكل، ربما يكون لك حق فى حاجة فيتدخلوا علشان يمنعوه، أو أى أمور من هذه الشاكلة، ولكنها لم ترقى لأن تصبح توجهات إلا فى عصر الإخوان.
تقصد أنه لو لم يكن حزبك مُستأنسًا للنظام.. تستطيع الأجهزة الأمنية صنع مشكلة لك فى 24 ساعة؟
إلى حد كبير ده صحيح، لكن لابد أن نلفت النظر إلى أن
الأجهزة الأمنية تديرها أفراد، هؤلاء الأفراد تختلف وجهات نظرهم فى المصلحة العامة للبلد، وكل فرد بيعتبر نفسه الأصح.
هل تعتقد أن الأجهزة الأمنية فى مصر على قلب رجل واحد؟
لا أعلم يقينا، ولكنى أظن أنهم يختلفون فى كثير من التوجهات، وبعض الظن إثم.
وما تأثير ذلك؟
أدى ذلك إلى أننا لا نمتلك نظام إدارى، ولوائح موحدة تسير عليها الدولة دون اجتهادات أشخاص.
حدثنى عن كواليس المرة الأخيرة التى تلقيت فيها اتصالًا من الأجهزة الأمنية؟
لم يحدث اتصال لتوجيه معين، حتى عندما كانت التحرير اليومى تهاجم عمال على بطال، لم يتصل بى مسئول أمنى، باستثناء أحد أصدقائى، وقلت له ساعتها أنا ليس لى سلطة التدخل فى التحرير، وهو اتصل بى باعتباره صديق فقط.
يتردد أن الأجهزة الأمنية تزرع أشخاصًا تابعين لها داخل الأحزاب.. هل هذا صحيح؟
وارد جدًا، تقدر تقول كده أو بيوجهوهم إنهم يدخلوا الحزب الفلانى.
فى اعتقادك لماذا يفعلون ذلك؟
علشان يطمئنوا، لإن دى أجهزة دولة، وهناك مؤامرات خارجية، وهناك عبط داخلى، وقد يكون اُستغل ذلك فى بعض الأحيان، فلازم يطمنوا، مثلًا مصادر تمويل الحزب ده منين، وبعد الثورات كل ده وارد، وأنا لو ماسك جهاز أمنى هبقى عاوز أعرف بردو وأطمن.
"عبط" من مين؟
من السياسيين.
تقصد أن جهات استخدمت عبط السياسيين فى وقت ما لعمل مؤامرات على مصر؟
آه طبعًا.
فى سياق آخر لماذا لم يحصل حزب المحافظين على عدد كبير من المقاعد مقارنة بما تم إنفاقه؟
إحنا ترددنا إننا ندخل الانتخابات من الأساس، لكن المسئولية الوطنية تفرض المشاركة، بالرغم من اعتراضنا على قانون الانتخابات، فكان عندنا حلين، إننا نروح لقيادات شعبية بتنزل انتخابات فى كل العصور، أو إننا ننزل بكوادر من الحزب، وأنا لسه معنديش كوادر قوية زى أى حزب، لكن حسيت إن فى ناس عندها إخلاص للموضوع، فنزلت بدول، كانوا حوالى 35 واحدا فى المرحلتين.
هل تقصد إن عدم تفوق حزبك يرجع لعدم شراءك لعناصر الحزب الوطنى؟
ده صحيح فعلًا، لأنهم محترفين فى الانتخابات، وليس لكون لديهم الشعبية الجارفة.
هل ممكن تندمج فيما بعد مع حزب معين؟
مفيش حاجه اسمها اندماج أحزاب، ده خطأ شائع فى حاجه اسمها شراكة أحزاب إنك تعمل كتلة من عدة أحزاب.
ومن أقرب الأحزاب لك من ناحية التوجه؟
حزب المؤتمر.
وماذا عن حزب المصريين الأحرار؟
لأ مينفعش اندمج معاه، لإنى شايف إنه أقرب إلى كونه شركة، خاصة أنه قام باستغلال ثروته فى الحصول على نواب أغلبهم على غير قناعة بالحزب أو بأفكاره، وهو أيضا بيحاول
جمع مستقلين معاه بالإغداق عليهم بالمال.
كام؟
معلوماتى إنه بيدفع للنائب المستقل نص مليون جنيه، وخمسين ألف جنيه فى الشهر.
وماذا عن حزب الوفد؟
ممكن، لأن حزب الوفد تاريخ.
وما هى ملاحظاتك على الدكتور السيد البدوى؟
معنديش ملاحظات عليه بصراحة، أنا اتعاملت معاه منذ عام، وتعاملاتى معاه إنه رجل لطيف ومُجامل.
دخولًا فى كواليس الانتخابات لماذا انسحبت من قائمة فى حب مصر بشكل مفاجئ؟
لم يكن هناك شفافية فى بعض الموضوعات، وكان فيه توجهات إنهم ينزلوا بمرشحين فردى، وده مش حزب، والبعض قال وقتها عاوزين نغير الدستور، والسبب الرئيسى، إن كان فى 2 من حزب المحافظين قدموا فى القائمة، وخدوهم مستقلين وهم أعضاء فى الحزب، ومحدش قالى، إنما بعد كده اللجنة التنسيقية، كلمونى وقالولى الحل ما زال موجود، ممكن تزود الأعضاء، وزودتهم بقوا 5 أعضاء بالقائمة.
وهل تدخل الأمن فى تشكيل قائمة فى حب مصر؟
لو كان تدخل يبقى تدخل من غير ما أنا أعرف، لكن وقتما كنا نشكل القائمة أيام الدكتور كمال الجنزورى، كنا بنديهم الأسماء علشان يسألوا عليهم، وارد بقى يقولك طب ما تاخد الاسم ده، هو ممكن يعرض عليك اسم، لكن القرار للجنة التنسيقية.
وما هى ملاحظاتك على الانتخابات بشكل عام؟
الانتخابات 3 حاجات، نظام انتخابى، وإجراءات، وسلوك، بالنسبة للنظام كان سيئ لكن ما أعتقدش إن الأمن هو اللى فرضه، لإن رؤساء الأحزاب هم اللى قالوا فى الأول عاوزين انتخابات فردية، وبعد كده تمسكوا بيها، وبعدين رجعوا تانى يقولوا عاوزينها نسبية، يعنى هما اللى أقروا القانون وفق مطالبهم فى اجتماع مع الرئيس السابق عدلى منصور، وبعدين رجعوا يشتكوا من القانون، أما بالنسبة للإجراءات فلم تكن جيدة على الإطلاق، أما السلوك فينقسم إلى جزأين، سلوك المرشح، وده كان زى الزفت، وسلوك الناخبين، وده كان زى الزفت بردو، والمال السياسى هو اللى حسم الأمور، فالأمن لم يزور ولم يتدخل.
بشأن نتائج الانتخابات فى اعتقادك لماذا حصل "المصريين الأحرار" على عدد كبير من المقاعد؟
علشان معاه فلوس كتير.
صرف كام؟
ما أعرفش لكن أعتقد إنه عدى 100 مليون جنيه، المصريين الأحرار كان بيختار المرشح اللى معاه فلوس، وبعدين يريحه من إنه يصرف فيديله فلوس، فكانت ميغة.
حزب مستقبل وطن كان رقما غامضا فى المعادلة السياسية، حصل على عدد كبير من المقاعد رغم حداثته، كيف رأيت ذلك؟
حزب مستقبل وطن، الدولة ساعدته وساهمت فى بنائه، اختارتله ناس، قيادات شعبية موجودة، وتقولهم روحوا مستقبل وطن، فى النهاية سيظل علامة استفهام.
تقصد أن حزب مستقبل وطن هو ابن الدولة؟
وربما هو ابن الصدفة.
ومن السبب فى تراجع حزب الوفد فى الانتخابات؟
هو لم يتراجع فى الأساس، لكن أعتقد إن أغلب من نجحوا من حزب الوفد كانوا حزب وطنى، وأغلب اللى نجحوا عند المصريين الأحرار كلهم حزب وطنى بردو، وحزب الشعب الجمهورى كلهم حزب وطنى.
نجحت فى الانتخابات وأعلنت رفضك لائتلاف دعم الدولة لماذا؟
لإنى ما عرفتش حاجه عنهم، لإنى كنت مسافر، والاسم كنت رافضه، وما شفتش حاجه طلعت تتكلم عن أهدافه وأغراضه، لكن لما جيت وشفت الورق اللى هم عاملينه عرفت إن الغرض منه هو التنسيق بين الأعضاء فى البرلمان دون إلزام واتفقنا، لأن أى برلمان فى الدنيا مفيهوش أكثرية ممكن تحصل فيه مشاكل فالتنسيق مطلوب لمصلحة الناس.
تقصد إن ائتلاف دعم مصر يحمى البرلمان من الحل؟
بالتأكيد يحمى البرلمان من الحل، ويحمى الدولة من المرور فى أزمات سياسية نحن فى غنى عنها.
البعض قال إن رجوعك للائتلاف بعد رفضك له مقرون بالحكم التى صدر ضدك بحبس عام؟
ليس مقرونًا، القضية دى ليس لها صلة بى، لإن ده واحد رفع جنحة مباشرة بتزوير مستند سنة 76، وإنى استعملت هذا المستند، وأنا لم استخدمه، النقطة الثانية إن مفيش جنحة مباشرة بتزوير، لإن التزوير جنايات، النقطة الثالثة إنه فى أسبوع يتم الحكم بتلك السرعة.
هل تعتقد أنها ورقة ضغط؟
فكرت فى كده لكن استبعدته، معرفش والله، ممكن يكونوا دلسوا على القاضى وأنا مش عاوز أشك، لكن بالتأكيد أنا ليا 100 علامة استفهام حول القضية.
فى سياق الائتلاف كيف رأيت انسحاب محمد بدران منه بشكل مفاجئ؟
قلتلهم هيرجع تانى.
فى اعتقادك لماذا اتخذ ذلك القرار؟
أعتقد أنه طلع علشان يخش، بعد ما تتغير الوثيقة.
ما رأيك فى تصريحه أنه يريد أن يكون رئيسًا للوزراء؟
فى كلام بيبقى للشو الإعلامى.
وما رأيك فيما قاله المهندس نجيب ساويرس إن ائتلاف دعم الدولة "بيحاولوا يعملوا خرفان بمرشد"؟
طب والمستقلين اللى بيجيبهم حزب المصريين الأحرار وبيتفق معاهم، علشان بيحاول يعمل إيه، خرفان بردو ولا إيه؟، السياسة شىء مختلف، هذا الائتلاف توافقى من الدرجة الأولى ويصب فى صالح الديمقراطية لأنه يمنع السيولة التى قد يتسبب فيها ٣٢٥ نائبًا مستقلًا، كل واحد بمثابة حزب وصوته من دماغه.
ولماذا يهاجم "ساويرس" الائتلاف من وجهة نظرك؟
لما تبقى الأغلبية موجودة فى ائتلاف، بيبقى علشان تظهر أوى يجب أن تكون فى المعارضة، وبعدين أنا عاوز أقول إن علاقة المصريين الأحرار بالأجهزة جيدة جدًا، على عكس علاقة عدد من الأحزاب بها، المصريين الأحرار قريب جدًا من أجهزة الدولة وده شىء محمود، ونجيب ساويرس يعرفهم وأصحابه وبيزورهم على خلافنا.
فى اعتقادك لماذا يُشكل نجيب ساويرس ائتلاف؟
"علشان يمرر أفكاره، اللى هى للصالح العام، وعاوز رئيس الحكومة يبقى موالى للحزب بتاعه، علشان يقدر ينفذ سياسات الحزب بتاعه، وده طموح مشروع، مشكلة نجيب الوحيدة إنه مش واخد منصب فى الحزب قاعد من ورا ودى حاجه مش لطيفة بالنسبة له وبالنسبة للحزب، عاوز تدخل السياسة ابقى رئيس حزب علشان تتحاسب، مش عاوز تدخل خليك عضو فى حزبك وإحنا لازم نعمل قانون للأحزاب يضمن أن تكون دستورية، فالأحزاب حاليا ليست دستورية بمعنى الكلمة، ولو عملنا قانون ¾ أحزاب مصر هتقفل، لإنه لازم يبقى فيه ديمقراطية داخلية فى الأحزاب ولازم يقوم بواجباته التى أناطها به الدستور.
تقصد أن ¾ أحزاب مصر غير دستورية؟
آه، فهى عير ديمقراطية فى نظمها الداخلية مهما ادعت غير ذلك.
فى الجزء الخاص بالسياسة.. كيف رأيت تصريح النائب مرتضى منصور الذى قال "لو دخلت لقيت الائتلاف هفكرشه فى أول يوم"؟
معرفش هيفكرشه إزاى، أنا دخلت الائتلاف وفقًا للوثيقة اللى عدلنا فيها، فلو صدرت بالشكل اللى قولنا عليه إحنا جواه وبندافع عنه بقوة، ولو صدرت بشكل تانى إحنا بره وفى النهاية من حقه إن يحاول يفركشه ولكن العبره يقدر أم لا.
وماذا عن تصريح النائب عبد الرحيم على الذى أكد أنه يمتلك تسريبات لعدد من النواب؟
هذا كلام غير مقبول، كلام سيئ جدًا، وإذا مكناش هنضبط أدائنا فى الفترة دى العملية هتبقى سبهللة، يعنى إيه
تسريبات طب أنا عمرى ما سربوا لى حاجه، ما يسربولى، وأنا بقوله لو عندك ليا تسريب ياريت تتطلعه، ويبقى بلاه برلمان تشريعى، ونخليه برلمان التسريبات وكل واحد يسرب.
هل ستترشح على أحد المناصب بمجلس النواب؟
لازلت متمسكًا بترشحى لوكالة مجلس النواب، ولم أنسق مع الائتلاف فى ده.
انتقالًا من السياسة دخولًا فى الإعلام.. لماذا قررت الاستثمار فى الإعلام؟
أنا شريك فى المصرى اليوم من زمان، فأنا مش جديد فى الاستثمار فى الإعلام، أما جريدة التحرير كان يُراد لها الإغلاق قبل 30 يونيو، فدخلت اشترتها قبلها بشهرين علشان عاوزها تستمر لما بعد 30 يونيو، لأنها كانت ضد حكم الإخوان وكملت فيها لإنى أدمنت الموضوع شوية واستمرت الخسائر لمدة 3 سنوات، وكان معايا شركاء رفضوا يتحملوا معايا الخسائر، وده أثر على قدرتى المالية قبل الانتخابات، وعلى كل حال كان لازم نقفل حتى نوقف الخساير.
هل أنت نادم على دخولك للاستثمار فى الإعلام؟
آه بصراحة، بس اللى بيثلج صدرى أحيانًا، إنى بقول الفلوس اللى راحت فى الـ3 سنين دول، فتحت بيوت وضمنت إن الجريدة لم تُغلق حتى 30 يونيو، وأظن أن كان لها دور.
البعض يقول إن سوء الإدارة وراء خسارة التحرير؟
ممكن يكون، لكن من طبيعتى، عمرى ما كلمت حد قلتله عدل حاجه أو إنى أتدخل، أنا قلتلهم بس حطولنا سياسات عامة لدرجة إنى قلتلهم فى اجتماع لو لقيته أخطاء عندى وحبيتوا تنتقدونى، انتقدونى، ولم أتدخل فى سياسة التحرير، وعملتلهم خطة كاملة وسبتلهم الأمر معرفوش يديروا، وده مش ذنبى، أنا سلمتهم مكان محترم نضيف وقلتلهم اصرفوا على نفسكم، أنا مش عاوز حاجه ففضلت كل شهر أصرف عليه، فمقدرتش أتغلب على كل تلك الخسائر.
هل هناك من صحفيى التحرير "المغلوقة" من هو لم يسوى أموره معكم؟
ما أظنش.
فى تصورك لماذا ترك إبراهيم عيسى "التحرير" رغم أنك لم تتدخل فى سياستها؟
إبراهيم عيسى أراد أن يكون له مشروعه الخاص، جريدة المقال، وهو عرض عليّا أن أشاركه فيها، لكن تحرجت فى اعتقاد منى إنه ربما يكون عاوز يعمل مشروع ليه لوحده، ثم تبين لى أننى كنت مخطئ فى ظنى.
وما تعليقك على إبراهيم عيسى كإعلامى؟
متميز جدًا وبيختار الموضوعات بعناية، هو بالنسبة لى أفضل مذيع، وبيكتب رائع جدًا، لكن فى ناس بتكتب أحسن، يعنى أنا بعتقد إن أنور الهوارى كتيب عظيم.
هل ترى أن الصحافة الورقية تحتضر؟
طبعًا، أعتقد أن تنتهى بعد 10 سنوات، ونحن مُقبلين على ثورة تكنولوجية جديدة لا ندرى عنها شىء، والناس لم تعد تقرأ.
هل سيعود جورنال التحرير الورقى؟
لن يعود.
هل انزعجت من تدخل الأمن فى الصحافة فى وقت ما؟
محدش جه قالى فى التحرير حاجه.
أخيرًا فيما يخص الإعلام كيف تقيم الإعلام فى مصر؟
أنا ما بقتش أتفرج على تلفزيون نهائيًا، فيما عدا إبراهيم عيسى فى بعض الأحيان.
انتقالًا من الإعلام أنت كرجل أعمال هل ترى أن المجموعة الاقتصادية للبلد تدير أمور الاقتصاد بشكل جيد؟
أظن إلى حد ما فى الفترة اللى فاتت الأداء جيد، لكن إن لم يكن هناك خطة واضحة بها توازن بين كل المتطلبات واستراتيجية واضحة، هتبقى أزمة كبيرة، وللأسف إحنا معندناش خطة ولا تنظيم قوى، أعتقد إن الأفكار كلها بتيجى من الرئاسة والوزراء بينفذوا، لإن للأسف إحنا معندناش وزراء سياسيين، إحنا محرومين من الوزارات السياسية.
وهل ستصوت لصالح بقاء الحكومة فى البرلمان؟
وفقًا لبرنامجها اللى هتعرضه، إضافة إلى متابعتنا لأدائها.
بصراحة.. هل تبرعت لصندوق تحيا مصر؟
لأ.
لماذا؟
مكنش معايا، ولو توفر لى فلوس، هتبرع طبعًا.
فى سياق آخر.. كيف رأيت مشهد القبض على رجل الأعمال صلاح دياب؟
كان مشهد مؤلم، ولم يتخلص مجتمع رجال الأعمال من آثاره حتى الآن.
بمعنى؟
إن الناس لازالت متخوفة، الرسالة كانت سيئة جدًا، والرسالة اللى أنا أخدتها إن إحنا مش فى دولة قانون، إن كل واحد يتصرف زى ما هو عاوز، طالما لديه سلطة ونفوذ، وعلينا أن نكذب هذه الرسالة بالفعل وليس بالكلام.
فى اعتقادك لماذا تم تصويره بتلك الطريقة؟
أعتقد إن الموضوع مكنش مُخطط، لكن أعتقد أن المشهد ده علشان يدوا رسالة لرجال الأعمال، إننا نقدر نعمل فيكوا كده، إنما أنا أظن أن الرسالة كانت موجهه لكسر صلاح دياب نفسه، لأسباب لا أعلمها حتى الآن.
هل حدثك رجال أعمال وقتها؟
أيوه ناس كتير من رجال الأعمال، قالولى نقعد ليه بقى ما نمشى.
أخيرًا، هل تعتقد أن الشباب المصرى يعانى الاكتئاب؟
بالتأكيد، ومن حقه يكتئب لقلة فرص العمل، ومفيش الأجواء اللى تخليه يطمح ويحلم وكده، وأخشى إن الاكتئاب ده من شأنه أن يدفع الشباب للتطرف ضد المجتمع أو الانحراف.
وما نصيحتك بشأن الشباب؟
يجب إعادة تأهيل الشباب من سن ١٥، طبقا لخطة اقتصادية، حيث يستطيعون إيجاد وظائف، وعلى الدولة أن تضع فى خطتها وفى موازنتها ما يتسبب فى خلق وظائف مناسبة لهؤلاء الشباب.
وفى ظل هذا هل تعتقد أن شعبية الرئيس تراجعت؟
الغريبة لأ، لإن المجازفة اللى عملها هذا الرجل تستحق إننا نحبه، والناس اللى فاهمين المشاكل الكبرى اللى بتواجه مصر، يعرفوا إن حلها مش بيد شخص واحد، فضلًا عن أن حجم تلك المشكلات يجعلها تحتاج لوقت كبير.