وقال اللواء أحمد العوضى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن السادس من أكتوبر سيظل يوما من أيام مصر الخالدة ومبعث فخر واعتزاز لكل المصريين، حيث استطاعت القوات المسلحة ضرب نظرية الجيش الذى لا يقهر كما تمكنت من ردم هوة الفارق فى التسليح مع العدو واقتحام القناة وتدمير خط بارليف قبل العبور إلى الضفة الشرقية وتحرير جزء غالى من تراب مصر وهو أرض سيناء.
وأضاف العوضى، لـ"برلمانى" أن كل المشاركين فى هذه الحرب كان لديهم دافع الاستشهاد فى سبيل الوطن فأى مهمة يتم التكليف بها كان الجميع يسارع إلى تنفيذها، متابعا أنه لابد من استعادة روح أكتوبر، التي اتسمت بدعم الشعب للقوات المسلحة بقوة.
وأشار وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إلى أنه كان برتبة ملازم أول وقائد فصيلة صاعقة فى هذا التوقيت، متابعا: "كان هناك مبادرات لحل سلمى وكنا ندعو الله إلا يتم الحل السلمى، لأنه كنا نريد الحرب لنأخذ بثأرنا من نكسة 67 ويشاء الله أن يتحقق هذا الهدف وينتصر المصريين فى حرب أكتوبر بفضل دقة التخطيط والأداء المثالي فى هذه الحرب".
وقال اللواء أحمد العوضى: "هناك شائعة قوية ترددت بقوة عن استشهادى أثناء الحرب نظرا لاستمرارى بموقعى فى سيناء قرابة شهر وحينما عدت إلى المنزل لم يكن أحد يتوقع بقائى على قيد الحياة، لكنني كنت أتمنى نيل شرف الشهادة فى سبيل بلدى".
من جانبه قال اللواء حمدى بخيت، عضو مجلس النواب، إن حرب أكتوبر كانت حالة استثنائية فى تاريخ مصر أبرزت تلاحم الجيش مع الشعب، موضحا أن الجيش عرف مسئولياته وتدارك أخطاءه واستعاد كفاءته القتالية، واستطاع أن يحقق هذا الإنجاز العظيم بأقل الإمكانيات المتاحة فى هذا التوقيت.
وأضاف حمدى بخيت لـ"برلمانى" أنه يذكر فى هذا الأمر أن إرادة ونوعية الإنسان المصرى فى هذا التوقيت هى التى صنعت الفارق الذى أسس لهذا النصر والإنجاز، موضحا أن نصر أكتوبر به دروس مستفادة كثيرة فى مجالات الولاء والانتماء للأمة، متابعا: "تماسك الشعب والتف حول قياداته السياسية وقواته المسلحة ونجح فى دعمها إلى أن تحقق هذا الانتصار".
واستطرد أن الأعمال العظيمة تحتاج إلى أفكار غير نمطية وغير تقليدية، ولذلك كان التخطيط لأكتوبر مبتكرا ، حيث تم الإعداد له بطريقة غير عادية من حيث تدريب القوات وبناء روحها القتالية وإعدادها لهذه العملية بتكتيكات جديدة وأعمال قتال متطورة ومعدلات أداء فاقت معدلات أداء المعدات التى سيتم استخدامها فى الحرب.
وأشار اللواء حمدى بخيت، إلى أنه شارك فى حرب أكتوبر ضمن صفوف سلاح الاستطلاع قائدا لمجموعة استطلاع تعمل فى اتجاه ممر "متلا" أثناء الهجوم لجمع المعلومات عن العدو.
بدوره، كشف الإعلامى حمدى الكنيسى، رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين، أنه بدأ العمل كمراسل حربى أثناء حرب الاستنزاف، مضيفا: "كنت كأى شاب مصرى مثقف اتحرك شوقا لأى مواجهة مع جيش العدو، وكنت أسافر إلى الجبهة كل يوم دون أى ترتيبات مع رئاسة الإذاعة، وكنت متحمسا للاطمئنان على إعادة بناء الجيش وعلى الجنود".
وأضاف حمدى الكنيسى فى تصريح لـ"برلمانى": فى يوم 6 أكتوبر تم تكليفى رسميا كمراسل حربى للإذاعة وطلبت من عمى أن يأخذ زوجتى و بناتى إلى بلدى فى الغربية حتى أتفرغ تماما واستعد لتغطية الحرب، متابعا: "عندما علمت زوجتى بتكليفى بتغطية الحرب قالت لى أنت غاوى كدا على طول، فرديت عليها كنت انتظر هذا اليوم فاستحملينى".
وتابع الكنيسى: "بدأت التحرك و أخذت معى جهاز الإذاعة، و كنت أذهب يوميا من القاهرة إلى الجبهة بعد صلاة الفجر لأسجل لقاءات وبطولات مع جنودنا البواسل وأعود مع آخر ضوء إلى القاهرة لأفرغ تلك التسجيلات فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، أنا المذيع الوحيد الذى كان له برنامجان بإذاعتين فى وقت واحد".
وأكد حمدى الكنيسى أنه كان من أكثر الناس إدراكا أن الموانع التى كانت متواجدة تمنع أى جيش فى الدنيا من التفكير فى الحرب لأنها كانت موانع لا مثيل لها فى التاريخ قائلا: "مانع مائى، وساتر ترابى عملاق يصل إلى ارتفاع كبيروألغام و خط بارليف الذى اعتبرته إسرائيل أقوى حصون فى التاريخ وأطلقوا عليه قبضة اسرائيل الحازمة، وسلاح جوى بأحدث الطائرات المقاتلة الأمريكية".
وأردف الكنيسى: "كان 6 أكتوبر أعظم أيام فى تاريخ مصر الحديث، جيشنا العظيم تحدى المستحيل نفسه عندما تحدى الموانع، الإسرائيلون قالوا إن من أهم مفاجآت الحرب هي الجندى المصرى".
وتابع: "أجمل أيام حياتي عندما سجلت مع صائدى الدبابات إبراهيم عبد العال والمجند عبد العاطى وفوزى المصرى الذين كانوا يتنافسون على إبراز عدد الدبابات التى دمروها".
وأشار الإعلامى حمدى الكنيسى إلى أن أحد رجال المخابرات أخبر الرئيس الراحل أنور السادات بعد الحرب بأن إسرائيل شكلت لجنة لبحث أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلى وانتشار برنامج "صوت المعركة" بين الإسرائيليين المتحدثين باللغة العربية، متابعا: "وبعدها أجرى الرئيس الراحل أنور السادات اتصالا بوزير الإعلام حينئذ، و قال له عايز اعرف حمدى الكنيسى بيكرم ولا لأ؟، دا قالب دماغ إسرائيل"، وهنا طلبنى وزير الإعلام وأخبرنى عند لقائه أنه سيكرمنى وسيرقينى ترقيتين، ولكنى رفضت الترقية وطلبت أن يتم إنشاء نقابة للإعلاميين فوعدنى ببحث الأمر لكنه خرج فى تعديل وزارى ونسينا الموضوع، وقد تنازلت عن تكريم شخصى لى بعد حرب أكتوبر من أجل وجود نقابة للإعلاميين".
وفى نفس السياق قال الأديب والروائى يوسف القعيد، إنه مع مرور الذكرى الـ45 لانتصارات أكتوبر، والتى تتوافق لأول مرة مع يوم السبت منذ 45 سنة تظل الاحتفالات بهذا اليوم أقل بكثير من مستوى اليوم، متابعا :"الرئيس السيسى قدم كلمة شديدة الأهمية قال فيها إن مصر عصية على الانكسار".
وتابع "القعيد" فى تصريح لـ"برلمانى" متسائلا: "هل يعقل ألا تذيع كل قنوات التلفزيون المصرى فيلم جريمة فى الحى الهادئ المنتج عام 1976 وهو فيلم يتناول قيام العدو الإسرائيلى، مضيفا: "لابد أن يتم لاحتفاء بهذا النصر العظيم بشكل أوسع".
واستطرد عضو مجلس النواب، بقوله إنه جند بالجيش فى ديسمبر 65 حتى أكتوبر 74، حيث قضى 9 سنوات بالجيش، متابعا:" أفكر جيدا في إعداد كتاب عنوانه " 9 سنوات فى الخنادق" يشمل تجربتى المهمة فى هذه الفترة المهمة التى لولاها لما أصبحت كاتبا.