بخطوات قليلة داخل سور المدرسة تجد أتربة كثيرة تم وضعها حديثا، ويتبين من الأهالى أنهم بعدما فقدوا أملهم فى تحرك المسئولين، قرروا حل مشكلة الصرف الصحى التى أغرقت المدرسة وتسببت فى تغيب التلاميذ ليومين فجمعوا من بعضهم البعض النقود وقاموا بشراء حمولات كبيرة من الأتربة وقاموا بـ"فرشها" فى أرض السور، ولكن من الواضح أن جهود الأهالى لم تكن كافية لإنهاء مشكلة الصرف الصحى فى المدرسة فتركت دورات المياه غارقة بمياه الصرف الصحي، الأمر الذى يدفع التلاميذ لقضاء حاجتهم بجوانب مبنى المدرسة وخارج دورات المياه فى مشهد مخزى يدل على ما وصل إليه حال المدرسة من التدهور.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، فالتلاميذ أكدوا أن معلمى المدرسة يجبرونهم على جمع القمامة من المدرسة خلال حصة الألعاب ويقومون بإشعال النيران فيها داخل سور المدرسة وهو ما يجعل التلاميذ يقفزون من أعلى السور هربا من الأدخنة.
يقول عبد الله أحمد عويس، تلميذ فى الصف السادس بالمدرسة، إنه منذ غلق دورة المياه بالمدرسة بسبب غرقها بمياه الصرف الصحى يذهبون خلف المبنى ويقضون حاجتهم أو يستعينون بالعطار القريب من المدرسة لقضاء حاجتهم فى "الحمام" الذى لديه، كما يؤكد التلميذ أن دخول دورات المياه بالمدرسة ممنوع وعندما يسمح به يكون من خلال وضع عدد من قوالب الطوب وسط مياه الصرف الصحى التى تغرق مدخل دورة المياه ليسير الطلاب عليها حتى يتمكنوا من الوصول إلى الداخل لقضاء حاجتهم، ولفت التلميذ إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها المدرسة إلى الغرق بمياه الصرف الصحى، فالأمر أصبح وكأنه مسلسل تذاع حلقاته بين الوقت والآخر.
كما لفت التلميذ إلى أنه بسبب ثقب فى مبرد المياه الموضوع بسور المدرسة قامت إدارة المدرسة بغلق المياه تماما بدلا من إصلاح "الكولدير" وهو ما يتسبب فى اضطرار الطلاب للهرب من المدرسة بسبب العطش.
وفى هذا السياق، لفت حسن محمد، أحد أولياء الأمور، إلى أن محابس مياه الشرب ومواسير المياه، التى تنقل مياه الشرب للتلاميذ بالمدرسة غارقة وسط مياه الصرف الصحى وكثيرًا من الوقت تختلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى.
وقال شعبان فارس شعبان، الطالب بالصف السادس الابتدائى بالمدرسة، ان المدرسين يمنعوهم من الذهاب لدورات المياه أو الشرب فيضطروا لانتظار أن يختار المعلم أحدهم لإحضار الطباشير من الدور الأول إلى الفضل ويتبولون بجوار مبنى المدرسة من الداخل ولو كانوا يحتاجون للشرب يقفزون من على سور المدرسة ويشربون من الخارج ويعودون مرة أخري، لافتا الى أن المخزن الذى يشربون منه المياه بجوار المدرسة عبارة عن مخبز قديم أغلق بسبب مياه الصرف الصحى التى أغرقته وبه حنفية لمياه الشرب فيشرب منها التلاميذ.
وقال يوسف محمود التلميذ بالصف الخامس الابتدائي، أنه فى حصة الألعاب يسحب منهم المعلمون الكرة ويعطون لكلا منهم سلة ويطالبونهم بجمع القمامة فيها وإحراقها فى النيران التى يشعلها عامل المدرسة وسط فناء المدرسة، مؤكدًا على أنهم يعانون بسبب منع المعلمين لهم من الذهاب لدورات المياه لدرجة أن إحدى التلميذات بالمدرسة تبولت على نفسها داخل الفصل بعد رفض المعلمة ذهابها لدورات المياه، وعن الحصص المدرسية قال التلميذ أنه ليس لهم عدد ثابت من الحصص المدرسية ولا مواعيد ثابتة للحضور والانصراف.
وقال سعيد محمد حمزة، ولى أمر 3 تلاميذ فىا المدرسة، أن المدرسة ليس بها تعليم وكثافة الفصول عالية وتصل إلى 73 تلميذ فى الفصل الواحد، لافتا إلى أن المدرسة تتعرض للغرق كل فترة بمياه الصرف الصحى دون أى تحرك من قبل المسئولين، وقال ولى الأمر أن ابنته فى الصف السادس الابتدائى لا تستطيع كتابة اسمها بسبب ضعف المستوى التعليمى بالمدرسة، مشيرا إلى أن معظم أبنائهم يصابون بالأمراض المعدية بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى بالمدرسة.