وصلت نسب الولادة القيصرية فى مصر، 52%، لتكسر القاعدة التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، بألا تتجاوز نسب الولادات القيصرية فى أى مجتمع عن 15%، ما أثار جدلا واسعا داخل البرلمان.
وتقدمت النائبه إيناس عبد الحليم باقتراح برغبة، لإلزام الطبيب بتقديم مستندات إجراء القيصرية إلى نقابة الأطباء، وخاصة أن مصر أصبحت تحتل المرتبه الثالثه فى انتشار هذه الظاهرة.
ووفق تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن الولادة القيصرية تكلف المجتمعات اقتصاديات كبيرة، وصلت فى مصر 15 مليار جنيه تدفعهم الأسر من جيوبها دون أسباب، خاصة أن عدد الولادات يتجاوز 2 مليون و600 مولود سنويا.
والولادات القيصرية تجرى فى القطاع الخاص بنسبة 65%، ما يعنى أنها "سبوبة" يتربح منها بعض الأطباء، بالتحريض على إجرائها، بينما فى القطاع الحكومى تجرى بنسبة 35% فقط، ومازال 16% من الولادات تتم بالمنازل حتى الآن.
وطالب الدكتور محمد العمارى رئيس لجنة الصحة بالبرلمان، بتفعيل نظام "الكلينيكال أودت"، وهى الرقابة والمحاسبة الطبية للأطباء بالقطاع الخاص والعام، والتفتيش على المستشفيات، والتعرف على الأسباب التى دونها الأطباء لإجراء القيصرية.
وكيل "صحة البرلمان" تتقدم باقتراح لإلزام الطبيب بتقديم مستندات إجراء القيصرية
تقدمت النائبة إيناس عبد الحليم وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، بطلب اقتراح برغبة، وذلك بشان وضع ضوابط لجوء الطبيب إلى الولادة القيصرية، لافتة إلى أن مصر تحتل المرتبة الثالثة فى ارتفاع معدلات الولادات القيصرية بها، حيث بلغت النسبة 52% لتكسر القاعدة التى وضعتها منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز نسب الولادات القيصرية فى أى مجتمع عن 15% مما يشكل خطورة كبيرة على المجتمع مسببا مضاعفات غير محسوبة على الأطفال وأمهاتهم.
وطالبت عبد الحليم، بالحد من العمليات القيصرية، ونص الاقتراح على ضرورة أن يقوم كل طبيب وقبل البدء فى اتخاذ القرار بأن تكون الولادة قيصرية من عدمه، بكتابة تقرير يوضح فيه أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية، مشفوعا بالمستندات والأدلة التى تؤكد صحة اتخاذ هذا القرار، ويودع بإدارة المستشفى أو المركز الطبى الذى تمت فيه عملية الولادة، ثم يحول التقرير إلى مجلس نقابة الأطباء، فى حالة ثبوت أنه لا داعى للولادة القيصرية، لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه، وبعدها يتم تحويل التقرير بناء على شكوى من صاحب الشأن، أو من إدارة المستشفى أو المركز الذى تمت فيه الولادة.
وأشارت عضو مجلس النواب، فى تصريحات لها، إلى أن عملية الولادة القيصرية لم تعد صعبة ومعقـدة، بل أصبحت عملية روتينية بفضل التطورات الطبية فى مجالات متعددة كالتخدير وغيرها، إلا أنها مليئة بالمخاطر الجمة على حياة الحامل، كما أنها ليست الأسلوب المثالى للـولادة إلا فى الحالات الضرورية.
ولفتت وكيل لجنة الصحة، إلى أنه من الناحية العلمية، هنالك أسباب متعددة للجوء للعملية القيصرية، مثل سرعة إنهاء الحمل لخطورة معينة تحدق بحياة الطفل أو الأم، أو بسبب تعذر عملية الولادة الطبيعية لأسباب متعددة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر وضعية الطفل داخل رحم الأم، أو لأسباب تتعلق ببنائية حوض الأم وغير ذلك، بالإضافة إلى أن هناك أسباب أخرى قد ظهرت فى اللجوء للعملية القيصرية، منها حب السيدات للراحة وعدم الرغبة فى المعاناة، وإنهاء الحمل بسرعة وعدم مواجهة أوجاع الولادة، مع العلم بأن هذا السبب ليس مبررا مقنعا للجوء للعملية القيصرية، فهناك طرق متطورة جــدًا للحد من الأوجاع وإنهاء الولادة بالطرق الطبيعية، ولكن للأسف لا يتم شرح هذه الأمور بشكـل موضـوعى للحامل.
وأكدت عبد الحليم، على أن الولادة قيصرية بناء على رغبة المريضة يعتبر كارثة، لأن الطبيب يجب أن يتحرك لاتخاذ الإجراء الطبى المناسب وليس وفقا لرغبة المريضة، مستنكرة لجوء بعض الأطباء للعملية القيصرية لجنى أرباح مادية أكبر، وهذا يخالف شرف المهنة، فيتجنبون الولادة الطبيعية لقلة إيراداتها، واختصارًا للوقت والجهد، كون الولادة الطبيعية تشغل الطبيب ساعات كثيرة وخاصـة فى فترة الليل، فاستخدام العملية القيصرية مع التحضير لها، لا يزيد عن أربعين دقيقـة، مستغلين عدم وعى السيدات بعواقب ومخاطر العمليات القيصرية، ومن بينها زيادة فرص انسداد الأوعية الدموية والتخثر (تجلط الدم فى هذه الأوعية).
أيمن أبو العلا يطالب "الصحة" بحملات توعيه مكثفة بالولادة الطبيعية
بينما رفض الدكتور أيمن أبو العلا، عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، وضع تشريعات إلزامية للطبيب، لأنها يمكن أن تأتى على حساب الأم الحامل نتيجة انتظار الموافقه على تقريره المسبب، موضحا أن الأفضل هو العمل على تشجيع الولادة الطبيعية والتى تعد من أساسيات المهنة.
وأشار عضو مجلس النواب، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إلى أن الأزمة تتمثل فى أن البعض بدأوا يتخذون ذلك الأمر كتجارة، باعتبار أن سعرها أكثر، مؤكدا أن الأمر يتطلب مواجهة بحملات توعية من قبل وزارة الصحة بأهميه الولادة الطبيعية.
واعتبر أنه كلما زادت المتابعة وقت الحمل، كان هناك فرصة للحد من ظاهرة الولادة القيصرية، قائلا "وصول نسب الولادات القيصرية لتشكل 52% من إجمالى الولادات سنويًا، يشير إلى إهمال كبير من السيدات فى المتابعة قبل الولادة، ولابد من التوعية بأهمية المتابعة والولادة فى المستشفيات، وذلك لتفادى الولادة القصيرة التى قد تتسبب فى مخاطر صحية".
شاديه ثابت: القيصرية المفترض ألا تتعدى نسبة 5% ونواجه أزمة حقيقية فى جهل الأطباء
ومن جانبها قالت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن ظاهرة الولادة القيصرية تمثل إشكالية كبيرة، مشيرة إلى أن معظم الأطباء الجدد لا يعلمون كيف تتم الولادة الطبيعية.
وتابعت: "القيصرية المفترض ألا تتعدى الـ 5%، بينما تحتل أكثر من 52% فى الوقت الحالى، كما أنه يجب على كل طبيب أن يقنع السيدة بفوائد الولادات الطبيعية".
وأضافت عضو لجنة الشئون الصحية، أن الولادات الطبيعية تتميز بأنها آمنة عن الولادة القصيرة بالنسبة للأم والجنين، لافتة إلى أن أغلب الولادات القصيرة تؤدى لدخول الأطفال الحضانات.
وأشارت إلى أن الأزمة فى ضمير الطبيب، وهو ما يستلزم حملات توعيه أخلاقية ودينية لمواجهتها، معتبرة أن إلزام الطبيب بتقديم تقرير مسبب يمكن أن يدفع الطبيب إلى تدوين أى أسباب غير واقعيه والتحايل بألف طريقة.